مجلّة "جدل" تطرح موضوع مقاطعة إسرائيل: بين الفكر والممارسة

يبرز العدد الحادي عشر من مجلة جدل الالكترونية "مسألة المقاطعة، على خلفيّة النقاش الدائر حول السبل التي يمكن من خلالها إجبار إسرائيل على الامتثال لمطالب القانون الدوليّ والمجتمع الدوليّ".

مجلّة

يبرز العدد الحادي عشر من مجلة جدل الالكترونية  "مسألة المقاطعة، على خلفيّة النقاش الدائر حول السبل التي يمكن من خلالها إجبار إسرائيل على الامتثال لمطالب القانون الدوليّ والمجتمع الدوليّ".

 جاء في كلمة العدد أنه "حتّى الآن، تراوحت المناقشات حول هذا الموضوع ما بين الرفض الصريح التامّ من جانب المجموعات المؤيّدة لإسرائيل، أو التأييد الكامل من الجماعات المؤيدة لفلسطين. يرمي هذا العدد من مجلّة [جدل] إلى التأمّل بعناية في قضيّة المقاطعة من وجهة نظر مؤلّفين متعاطفين عمومًا مع هذه الحركة، ويدعمون أهدافها العامّة".

 يتضمن العدد الحالي، إضافة إلى كلمة العدد، مقالا تحليلياً بقلم نمر سلطاني،  المحرّر الضيف لهذا العدد ، وهو مرشّح للحصول على شهادة الدكتوراة من كليّة الحقوق في جامعة هارفارد. كما يتضمن أربع وجهات نظر بمشاركة كل من د. إسماعيل ناشف - محاضر في جامعة بن غوريون في بئر السبع؛ والمحامية ديانا بطّو- زميلة مشارك في كلّـيّة الحقوق في جامعة هارفارد وفي كلّـيّة كندي لدراسات الحكم، وقد شغلت في السابق منصب مستشارة قانونيّة لفريق المفاوضات الفلسطينيّ ؛ وجورج بشارات- بروفيسور في القانون بجامعة كاليفورنيا / كلّـيّة هيستينغز للقانون؛ ويمان صلاحي- طالب في كلّـيّة الحقوق في جامعة ييل، وعضو منظّمة "طلاّب من أجل العدالة في فلسطين".  كما ويشمل العدد تلخيصاً حول بعض نشاطات مدى منذ تموز 2011.

 في مقاله التحليلي بعنوان "ثلاث ملاحظات حول حملة مقاطعة إسرائيل"، يحذّر نمر سلطاني من ثلاثة شِراك ومزالق محتمَلة يجب على حركة المقاطعة تجنُّبها وهي: ألاّ يصبح اللجوء إلى اللاعنف عقيدة جديدة، وألاّ يكون خطاب الحركة مثقلا بالقوننة المفرطة، كما ينبغي تجنّب المبالغة الخطابية. ويرى سلطاني أنّه لا ينبغي أن يقتصر الخطاب السياسيّ الفلسطينيّ على مسألة المقاطعة فقط، ولا أن يجري اختزال المقاطعة إلى مجرّد خطاب أخلاقيّ يفتقر إلى الفاعليّة السياسيّة.

وفي باب وجهات النظر،  تحت عنوان "إحكام المقاطعة بأحكام المقاومة"، يرى إسماعيل الناشف أنّ إشكالية حملة المقاطعة تنبع من كونها ردّ فعل جزئيًّا على مشروع استعماريّ أكبر، بالمقارنة مع إجراء يتّخذ في إطار مشروع مقاومة أكبر. وسبب ذلك هو كون المقاطعة رد فعل على واقع الضفة الغربية. وبالتالي، فلا بدّ أن تُفضي هذه الحملة إلى نتائج محدودة، لا سيّما إذا لم تكن تأخذ مسافة نقدية عن طابعها التنفيذيّ الأداتيّ؛ ويرى كذلك أنّ المقاطعة ينبغي أن تكون جزءًا من مشروع سياسيّ بدلاً من أن تكون بديلاً لمشروع سياسيّ.

 وتقيم ديانا بطّو وجهة النظر الثانية بعنوان "عِبَرٌ من جنوب أفريقيا"، على عدم وجود استراتيجيّة سياسيّة أكبر؛ فبالنسبة لبطّو، من المحتمل ألاّ تكون حركة مقاطعة إسرائيل ناجعة في غياب مثل هذه الاستراتيجيّة، كما تقارن بطّو حالة فلسطين بحركة المقاطعة في جنوب أفريقيا، حيث مهّد وجود استراتيجيّة سياسيّة عامة الطريق إلى النجاح، إذ لم تكن المقاطعة سوى أداة واحدة من بين أدوات كثيرة استخدمت فيها، وقامت بتبنّيها قيادة ذات مصداقيّة في جنوب أفريقيا. ودون تطوّر مماثل في فلسطين، ستظلّ المقاطعة انتقائيّة وغير فعّالة، وبالتالي، لن تكون هذه الحركة أكثر من خطاب أخلاقيّ وتذنيب وفضح للآخر.

 ثمّ ينتقل هذا العدد إلى مجال محدّد من مجالات المقاطعة، حيث يتناول جورج بشارات في وجهة النظر الثالثة بعنوان "حول المقاطعة الأكاديميّة"، قضيّة مقاطعة المؤسّسات الأكاديميّة الاسرائيليّة، ويشير الكاتب إلى أنّ هذه المؤسّسات تشارك بوسائل مختلفة في المحافظة على القمع والتمييز ضدّ الفلسطينيّين، ويَخلص بشارات إلى أنّ المقاطعة الأكاديميّة قد تشجّع تفكيرًا اسرائيليّا داخليّا نقديًا على السياسات التي أدّت إلى عزل إسرائيل.

 يناقش يمان صلاحي، في وجهة النظر الرابعة بعنوان " مقاطعة إسرائيل في حرم الجامعات الأميركيّة: من اللغة الأخلاقيّة إلى العمل السياسيّ"،  بناء على تجربته الخاصّة، الدروسَ المستفادة من نشاطات المقاطعة التي بادرت إليها جماعات طلاّبيّة في حرم الجامعات الأميركيّة. فهناك، واجه الطلبة مسألة تحويل شعار "مقاطعة إسرائيل" إلى أجِنْدة سياسيّة ملموسة. يعتقد يمان أنّ المحاججة الأخلاقيّة ضدّ الظلم الاسرائيليّ ليست كافية، بل من المهمّ جدًّا نقد الحجج المؤسّسيّة ضدّ مقاطعة الشركات المشاركة في الاحتلال الاسرائيليّ.

 

للاطّلاع على جميع مواد المجلة:

http://jadal.mada-research.org/?LanguageId=2

التعليقات