"تبيُّن" في عددها الثامن: السرديات والانتقال الديمقراطي

يحضر كذلك في "تبيُّن" (ربيع 2014) "عبد الله العروي مثقفًا" في السياقات العربية الراهنة، وضمن تخصّصه الأكاديمي والفكري المتنوّع. ويُسائل الباحث يحيى بن الوليد (المغرب) منتَج العروي ضمن منظور المفكر نفسه لأدوار المثقف التاريخية.

"عبد الله العروي مثقفًا"، و"الغيبة الإلهية في فكر مارتن هايدغر"، و"وعي الراهن واستشراف الآتي في الرواية التونسية"، بعض محاور العدد الجديد من مجلة "تبيُّن" التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات".

 تقترح المجلة الفصلية المحكّمة (يرأس تحريرها المفكر العربي عزمي بشارة) في إصدارها الثامن جملة من الأبحاث الفلسفية والدراسات الثقافية، منها دراسة لنادر كاظم (البحرين) تحت عنوان "نهاية السرديات الصغرى في تجاوز أطروحة ما بعد الحداثة"، يؤسس فيها الباحث لأطروحة تتجاوز ادّعاء ما بعد الحداثة القائل بفوات زمن السرديات الكبرى لحساب "تلك التي تتمحور حول الاهتمام بالذات ورعايتها"؛ مرتكزاً في مادّته على فرضية أنّ "هذه السرديات الصغيرة قد وصلت إلى طريق مسدود، وصارت عصيّة، متفلّتة من بين أيدي غالبية الأفراد".

أما دراسة "المسألة الدستورية وإشكالية الانتقال الديمقراطي: حالة المغرب"، فيعرض فيها جواد الرباع لأشكال تناول الانتقال الديمقراطي انطلاقاً من الحالة المغربية. ويحاجج الباحث بأنه يجب التحرّك وفقًا لمعادلة التوازن والتوافق بين التكوين السياسي والتكوين الاجتماعي، ليخلص إلى القول إنّ دراسة الديمقراطية بمفهومها السياسي تظلّ منقوصة، في حال جرت بمعزلٍ عن تحليل مضمونها الاجتماعي.

يحضر كذلك في "تبيُّن" (ربيع 2014) "عبد الله العروي مثقفًا" في السياقات العربية الراهنة، وضمن تخصّصه الأكاديمي والفكري المتنوّع. ويُسائل الباحث يحيى بن الوليد (المغرب) منتَج العروي ضمن منظور المفكر نفسه لأدوار المثقف التاريخية.

من جهته، يبحث مشير باسيل عون (لبنان) في مسألة الروابط التي ينشئها الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر بين كينونة الكائنات وحقيقة الله، وذلك في دراسته المعنونة: "الغيبة الإلهية في فكر مارتن هايدغر".

كما تضم المجلة مجموعة متنوعة إضافية من الدراسات والمقالات للعديد من الباحثين، منها: "وعي الراهن واستشراف الآتي في الرواية التونسية" للتونسي محمود طرشونة، و"مفهوم الرؤية إلى العالم بوصفه أداة لقراءة تاريخ الفكر الفلسفي" للمغربي الطيب بوعزة، و"المرض: مقاربة إيتيقية هرمينوطيقية" للجزائري عمارة الناصر.

ونقرأ أيضاً "فخّ الحداثة ومشكلات الترحيل"، و"هيرمينوطيقا الفعل الإنساني"، وعرضاً لكتابي جان غراندان: "المنعرج الهرمينوطيقي للفينومنيولوجيا"، ولور جرجس حول عملية تحويل الأقباط من جماعة إلى أقلية.

وصدر العدد الأول من مجلة "تبيُّن" في آذار/ مارس العام الماضي، وهي إحدى إصدارات "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات" (تأسس في 2010).

والمركز مؤسّسة أكاديميّة علمية تسعى إلى خلق تواصل بين المثقّفين والمتخصّصين العرب في العلوم الاجتماعية والإنسانية، بهدف سد الفراغ القائم في قطاع الأبحاث النظرية والفكرية في المنطقة؛ علاوة على تدريب باحثين للارتقاء بأدوات البحث العلمي، وإقامة تعاون استراتيجي مع المؤسّسات البحثية والأكاديمية إقليمياً، وحول العالم.

وتصدر عن المركز دوريات محكّمة أخرى هي: فصلية "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية (صدر عددها الثامن)، و"سياسات عربية" التي تُعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامّة (عددها الحالي هو السابع)، وتصدر كلَّ شهرين.

كما أعلن "المركز العربي" عن تحضيره لإصدار مجلة فصلية محكّمة جديدة تحت اسم "أسطور"، من المنتظر أن تكون مكرّسة للدراسات التاريخية التخصصية.

 

التعليقات