"مدى الكرمل" تصدر بحثًا أكاديميًا حول الخدمة المدنية

أصدر "مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية"، في الفترة الأخيرة كتابا جديدا عن المركز تحت عنوان "الفلسطينيون في إسرائيل ومشروع الخدمة المدنية: قراءات اولية".

أصدر "مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية"، في الفترة الأخيرة كتابا جديدا عن المركز تحت عنوان "الفلسطينيون في إسرائيل ومشروع الخدمة المدنية: قراءات اولية".

يعد هذا الكتاب من الكتب الأكاديمي البحثيّة العربية القليلة التي تتناول مشروع الخدمة المدنية من الجانب الأكاديمي الفلسطيني، وتهتم بالتعمق في نظرة الفلسطينيين للمشروع وأبعاده السياسية، فموضوع محاولة فرض الخدمة المدنية وردود فعل المجتمع العربي، لم يحظيا حتى الآن بالاهتمام البحثي الكافي لدى المؤسسات البحثية العربية.

ضم الكتاب خمسة فصول مختلفة تملأ هذا الفراغ، وتسلّط الضوء على جوانب هامة في تعامل المجتمع العربي مع مشروع الخدمة المدنية الحالي، حرّره الباحث ومركّز برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل، امطانس شحادة.

وتنظم جمعية "الشباب العرب- بلدنا"، يوم الاثنين القادم، بالتعاون مع "مدى الكرمل" ندوة حول الكتاب.

وقال الباحث امطانس شحادة، من مركز "مدى الكرمل"، لـ"عرب 48"، إن "خصوصية الكتاب تكمن في أنه يتناول جوانب عدة في هذا المشروع، يستعرض فيها السياسات الإسرائيلية عامة، والسؤال الأهم لماذا يتم التسريع في المشروع الآن؟!، بالإضافة إلى رصد مواقف فئات مختلفة من المجتمع العربي، وتحليل استطلاع رأي عام مفصّل لمواقف الشباب العربي من الخدمة المدنية، مصادر معرفتهم عن المشروع ومدى قبولهم للمشروع.

وأضاف مطانس: نحاول من خلال الفصل الأول من الكتاب، تحت عنوان "خدمة مدنية في خدمة أهداف سياسية"، تسليط الضوء على موضوع خدمة الأهداف السياسية غير المعلنة من وراء مشروع الخدمة المدنية. اذ  تحاول الحكومة الإسرائيلية، استهداف فئة الشباب بالذات من المجتمع العربي، فالهوية الفلسطينية عند هذه الفئة قوية، والوعي على مستوى عال في هذه الفئة من المجتمع، وبالتالي تحاول الحكومة من خلال هذا المشروع استهداف هوية هذه الفئة وتقليل العداء ما بينها وبين المنظومة، كما اوصت لجنة اور. وهذا يفسر سر تسريع المشروع في الآونة الأخيرة بعد هبة القدس والأقصى عام 2000، واشتداد الحراك والشباب في الآونة الأخيرة،  واتضح من خلال الاستطلاع أنه، هنالك وعي كاف لهذه الأسباب السياسية والدوافع غير المعلنة وراء المشروع.

وعن القسم الثالث من الكتاب، حول حالة الفتيات في المثلث ووادي عارة، والذي قامت به الباحثة سهاد ضاهر- ناشف، يقول مطانس إن "النقص في وجود اقتصاد محلي واعي، بالإضافة إلى وضع اقتصادي واجتماعي صعب يجعل من بعض الفتيات تلجأ إلى الخدمة المدنية بعد الإغراءات التي يبثها مروجو الخدمة، ومما اتضّح من خلال الدراسة، أنه ومع الاصطدام بالواقع يتضّح أن هذه الإغراءات لا قيمة كبيرة لها، ولا تشكّل حلا للمشكلة الاقتصادية والاجتماعية.

ويضم الكتاب من خلال القسم الرابع منه، وللمرة الأولى، عرضا شاملا لمواقف القيادات العربية، وقيادات المجتمع المدني من مشروع الخدمة المدنية. وفي هذا الخصوص قال شحادة لـ"عرب 48": في المجمل هنالك رفض للمشروع، ولكن هذا الرفض متفاوت، فهنالك أصوات ترفض المشروع بشكل كامل، وهنالك بعض الأصوات ذات بوادر خجولة لقبول المشروع في حال تم تعديل المشروع، مثل نقل مشروع الخدمة المدنية إلى السلطات المحلية، وهنالك أصوات أخرى تشترط أن تقوم الحكومة بتغيير سياساتها ككل تجاه الفلسطينيين داخل إسرائيل كشرط لقبول المشروع.

وأضاف مطانس: "هنالك إجماع وطني على رفض المشروع، وهنالك نجاح في خلق جو عام رافض، ولا نرى أي صوت يخرج ليصرّح بأنه داعم لهذا المشروع.

وعن مشروع الخدمة ككل، قال شحادة إن الفصل ما بين المشاكل السياسية التي تواجه المجتمع العربي لا يساعد في التعامل الشامل معها وايجاد الحلول. واضح أن هنالك مشكلة مع سياسات الدولة ككل تجاه الفلسطينيين في الداخل، فالدولة تعامل المجتمع العربي كعدو وتشعر ان من واجبها ترويضه بل وقمع مطالبة السياسية الجماعية. بالمقابل  كمجموعة لا نملك الإمكانية لصد كافة السياسات والغاء كافة مظاهر التمييز والعداء تجاه المجتمع الفلسطيني، من ضمن ذلك الغاء مشروع الخدمة المدنية، لسبب رئيسي وهو عدم وجود رؤية مشتركة وتعريف مشترك لمشاكل الفلسطينيين في الداخل، نحن نتفق على قضايا معينة، لا على الطرح الأساسي الجوهري ولا نعرض مشروع جماعي على الدولة لحل القضايا كافة او للتعامل مع المكانة القانونية والسياسية للفلسطينيين في إسرائيل".

التعليقات