طهران.. مدينة الأكاذيب والجنس والموت

تحاول الكاتبة في مدينة الأكاذيب، أن تكشف عن الوجه الخفي لعاصمة إيران للقارئ الغربي، ولهذا اختارت شخصياتها من بين فئات اجتماعية وثقافية مختلفة. ومن ضمنها أتباع للنظام الإيراني، كأولئك الذين يبكون لمجرد مشاهدة صورة للمرشد.

طهران.. مدينة الأكاذيب والجنس والموت

ألفت الصحفية الإيرانية- البريطانية، راميتا نوايي، كتاب بعنوان 'مدينة الأكاذيب؛ الغرام، الجنس، الموت والبحث عن الحقيقة في طهران'، المقتبسة عن قصص حقيقية، باللغة الإنجليزية، طبعته دار النشر 'ويدنفلد ونيكلسن' في منتصف العام الماضي.

وتحاول الكاتبة في 'مدينة الأكاذيب'، أن تكشف عن الوجه الخفي لعاصمة إيران للقارئ الغربي، ولهذا اختارت شخصياتها من بين فئات اجتماعية وثقافية مختلفة. ومن ضمنها أتباع للنظام الإيراني، كأولئك الذين يبكون لمجرد مشاهدة صورة للمرشد.

وجسدت نوايي في روايتها ثمان شخصيات تشرح مشاهداتها في طهران؛ داريوش، وسمية، أمير، بيجن، ليلى، مرتضى، أصغر وفريدة. وتنحدر كل شخصية في الرواية، من طبقة اجتماعية مختلفة وحياة منفصلة تماما عن الآخرين.

'سمية' هي فتاة متدينة، تتزوج من شاب سرعان ما تكتشف علاقته بنساء أخريات. أما 'ليلى' فبائعة جنس لها علاقة حميمة مع القاضي الذي تولى البت في ملفها، و'داريوش' جاء إلى إيران بغية تنفيذ خطة أوكلتها إليه منظمة سرية لاغتيال قائد شرطة طهران، وعندما كشفته السلطات أمره واعتقلته، أعلن براءته من المنظمة، و'أصغر' الشاب الغبي.

أما سائر شخصيات القصة، فجميعها متورطة بأحد أنواع 'الممنوعات'؛ عضو في ميليشيات الحرس الحدودي يخضع لعملية تغير جنس، وآخر مدون اعتقله الأمن وأودعه في السجن، وفتاة تسكن جنوب طهران شوهدت برفقة شاب خارج البيت ولهذا السبب أصبح زملاؤها في الصف ينادونها بالـ'مومس'. و'رجل دين' يدعي بأنه يذهب لزيارة مقدسات دينية باستمرار، لكن زوجته اكتشفت بأنه يذهب إلى تايلند لملاقاة 'بائعات الهوى'.

اقرأ أيضًا| "دمعة تخدع ظلها" جديد إحسان أبو غوش

والكثير من قصص الرواية لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالجنس، وتسعى الكاتبة رواية هذه الممارسات الممنوعة في المجتمع الإيراني من زاوية مختلفة.

ولم تتردد نوايي في خوض تفاصيل العلاقات الحميمية لتقرب القارئ من شخصيات روايتها، وتشرح له ظروفهم الاجتماعية. وفي قسم من الرواية توضح بعض الأساليب المتبعة في العلاقات الجنسية بطهران.

وتستعمل الكاتبة في روايتها ألفاظا شعبية باللغة الفارسية، وتشرحها للقارئ الناطق بالإنجليزية في قسم الملاحظات.

وتحاول أن تشرح نوايي في كتابها، كيف يعيش 'الطهرانيين' بازدواجية في هذه المدينة الكبيرة، نتيجة للظروف المجتمعية وضغوطات النظام الحاكم، وتناقض الحياة في الشارع وتلك التي يعيشونها في بيوتهم، حيث يضطرون في الكثير من الأحيان للكذب والـ'التمثيل'، على الرغم من إشارتها إلى حب طهران وإهدائها الكتاب للطهرانيين.

 

التعليقات