"اليد الصغيرة لا تكذب": مأساة سجون بن علي

يروي الجلاصي، وهو نائب رئيس حركة النهضة، حاليا، في روايته، معاناة ومأساة ظلت ممنوعة من النشر على مدار عقدين من الزمن، فلم تكن الجرائد والمجلات في تونس، تجرؤ على نشر حتى أسماء المعارضين السياسيين، ولو في أخبار الموتى.

"اليد الصغيرة لا تكذب": مأساة سجون بن علي

مغني الراب التونسي كلاي بيبي جي - 2013 (أ.ف.ب)

'اليد الصغيرة لا تكذب'.. اسم اختاره القيادي في حركة 'النهضة' التونسية، عبد الحميد الجلاصي، لرواية أصدرها، مؤخرا، لخص فيها قصة معاناة إنسانية واضطهاد، عاشها برفقة معارضين سياسيين، في سجون النظام التونسي إبان حكم زين العابدين بن علي.

ويروي 'الجلاصي'، وهو نائب رئيس حركة النهضة، حاليا، في روايته، معاناة ومأساة ظلت ممنوعة من النشر على مدار عقدين من الزمن، فلم تكن الجرائد والمجلات في تونس، تجرؤ على نشر حتى أسماء المعارضين السياسيين، ولو في أخبار الموتى.

ووثقت الرواية مرحلة حاسمة في تاريخ البلاد، امتدت من أواخر حكم الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وحتى السنوات الأخيرة من حكم بن علي.

وشهدت الدورة الـ32 لمعرض تونس للكتاب، التي اختتمت الأحد الماضي، إقبالا هائلا من القراء الذين أرادوا الحصول على 'اليد الصغيرة لا تكذب'، بتوقيع صاحبها.

ورواية 'الجلاصي'، التي تنتمي إلى 'أدب السجون'، أول إصدار لصاحبها، وجاءت بحجم متوسط، يضم 320 صفحة، بغلاف يحمل ألوان الأبيض والأسود والبني، في انعكاس للمعاناة التي عاشها المعارضون التونسيون في سجون النظام السابق.

ويؤرخ الكاتب عبر تجربته الشخصية في السجون لما يسميها بـ'الملحمة الشعبية'، في أواخر حكم الرئيس الراحل بورقيبة، وزمن الرئيس الأسبق بن علي.

وجمع الكاتب في روايته، الرسائل التي أرسلها من السجون إلى عائلته ورفاقه في العمل السياسي، بين تموز/يوليو 1991، حتى تشرين الأول/أكتوبر 2007، تاريخ إطلاق سراحه من السجن.

وقال عبد الحميد الجلاصي، أثناء حفل توقيع روايته، إن '(اليد الصغيرة لا تكذب) تلخص قصة معاناة إنسانية في السجون، وتنقل شهادات لمعارضين ذاقوا الويلات من اضطهاد النظام السابق'.

وزاوج الكاتب في روايته بين أجناس أدبية مختلفة تضمنت 'السرد' و'الوصف'، لوقائع المحاكمات السياسية، وفصول المعاناة والتعذيب، التي كان يتعرض لها سجناء الرأي في عهد النظام السابق، فيخرج من سجن ليدخل سجنا آخر، في محاولة لجذب انتباه ومشاعر القارئ.

وبحسب 'الجلاصي'، فإن روايته تتضمن شهادات عديدة لشخصيات سياسية تونسية، من أبرزها زعيم حركة 'النهضة' راشد الغنوشي، وحمادي الجبالي، رئيس الحكومة السابق، إضافة إلى علي العريض الأمين العام لـ'النهضة'.

وشهدت العاصمة التونسية تنظيم الدورة 32 من معرض تونس الدولي للكتاب خلال الفترة الممتدة من 25 آذار/مارس إلى 3 نيسان/أبريل الجاري، حيث تم عرض نحو 120 ألف عنوان موزع بين الروايات والقصص والدراسات والكتب الفكرية، يؤمنها 237 عارضًا مشاركًا، ويمثلون 810 دار نشر.

ومعرض تونس الدولي للكتاب، يعتبر من أعرق المظاهر الثقافية في البلاد وأهمها، وتم حجبه مرتين في العامين 2011 و2014 لدواعي وصفتها السلطات بـ'المادية'.

اقرأ/ي أيضًا | رباعية الحوار التونسي تمنح نوبل للبرغوثي

التعليقات