إكسال: الأديب سميح مسعود يشهر آخر أجزاء ثلاثيته "حيفا... برقة"

أشهر الأديب الفلسطيني المغترب، د. سميح مسعود، يوم الخميس الماضي، في قرية إكسال، الجزء الثالث من سلسلته "حيفا... بُرقة البحث عن الجذور"، الذي حمل اسم "ذاكرة الشتات"، بعد جزأين حمل أولهما اسم "سيرة ذاتية" وثانيهما اسم "ذاكرة المكان".

إكسال: الأديب سميح مسعود يشهر آخر أجزاء ثلاثيته "حيفا... برقة"

أشهر الأديب الفلسطيني المغترب، د. سميح مسعود، يوم الخميس الماضي، في قرية إكسال، الجزء الثالث من سلسلته 'حيفا... بُرقة البحث عن الجذور'، الذي حمل اسم 'ذاكرة الشتات'، بعد جزأين حمل أولهما اسم 'سيرة ذاتية' وثانيهما اسم 'ذاكرة المكان'.

واشتمل الحفل على كلمة رئيس المجلس المحلي في القرية، عبد السلام دراوشة، ومداخلات من حسنة دراوشة ابنة عمة الكاتب، والبروفسور محمود يزبك، والدكتور سهيل أسعد، والدكتور جوني منصور.

وفي كلمةٍ له، بيّن مسعود أنه بدأ برحلة البحث عن الجذور في إكسال، التي تعرف فيها على خلف عمته نجية حمدان بعد 61 سنة من الشتات، ومن إكسال تعرف على جذور حيفاوية وبرقاوية، في أماكن أخرى في منطقتي المثلث والجليل وفي لبنان والمغرب وكندا والولايات المتحدة، سجلها في ثلاثية من ثلاثة مجلدات، لتبقى محفوظة في مجرى الأيام، وحتى لا تُنسى، وتذكرها الأجيال القادمة، وتحيي فيهم وعيًا دائمًا للحفاظ على هويتهم الوطنية.

وجاء في مقدمة الكتاب أن كتاب 'حيفا برقة... البحث عن الجذور/ ذاكرة الشتات' بخلاف الجزأين الأول والثاني، 'فقد جمعت معلوماته من منافي الشتات، من خلال زيارات تنقل فيها المؤلف في فضاءات ست مدن متناثرة في ثلاث قارات، هي عمان وبيروت والرباط ومشيغن وأدمنتون وكالغري، اقترب بهذه المدن من سير أناس كثر من أبناء حيفا وبُرقة، أغلبهم من الأحياء، ومنهم شهداء سطروا بدمائهم الزكية أروع صفحات النضال والتضحية فداء للوطن، تطرق فيها الكاتب، إضافة إلى ما كتب عنهم، إلى جوانب مهمة من تجاربهم النضالية من أجل بلدهم'.

وعلى الصفحة الأخيرة للكتاب، كتب المؤرخ جوني منصور أن الكتاب 'يبرهن على الصلة القويّة بين الفلسطيني والمكان الذى فقده عنوةً وقسرياً في عام 1948، سميح مسعود يريد أن يحتفظ بالمكان، وقد تمّ له ذلك من خلال زيارته ولقاء ناسه مرّة تلو أخرى، وهذه هي حال الفلسطيني الذي فقدَ بيته وشُرّد عن وطنه، نحن بحاجة كبيرة إلى هذا النوع من الكتابات التي تتعامل مع الإنسان والمكان والزمان بروح معاصرة تؤكد وجودَنا، وتؤكد عدالةَ قضيتنا وصدقها'.

من جهتها، روت حسنة دراوشة كيف تحول مقال يتيم في صحيفة 'الاتحاد'، قرأته عن طريق الصدفة، بعنوان 'البحث عن الجذور' إلى ثلاثيّة كتب، قائلة 'أثارني المقال الذي كتبَ فيه عن حيفا وعن بُرقة، القرية التي أحببتها منذُ صِغري، لأن لي فيها جذورًا كثيرة فجدتي لأمي، نجية الحمدان، كانت برقاوية الأصل، وجدتي لأبي، آمنة، من قرية بيت إمرين جارة برقة، وكان أخوالها برقاويين.

وأضافت 'كتب في المقال عن أسماء شخصيات كنت أسمع عنها من جدتي نجية رحمها الله التي تزوجت في صباها من جدي راغب شلبي، إذ كانت دائمة الحديث عن أهلها وعن أخوالها. وكانت معتزةً بخالٍ لها اسمهُ فارس، وكان هنالك جزءٌ من المقال يتحدثُ عنه، ولا زلت أذكر كلماتها عنهُ باللهجة البرقاوية 'أنا خالي فارس المسعود بقى يحل عن المشنقة' وهو من أعمام الكاتب'.

وأردفت في كلمتها، 'عرفت وقتها أنه قريبها، فبعثت له برسالة عبر البريد الإلكتروني أنا وأختي منى، وأخبرته من أنا وشرحت له عن جدتي، فتأكد هو أيضا من صلة القربى له معها، فأصبحنا نتبادل الرسائل بشكل دائم، وبعد عدةِ أشهر أخبرني بأنه سيأتي إلى عمّان، ومن هناك سيأتي لزيارة البلاد بفضل جنسيتهِ الكندية، وأنه قادمٌ لزيارتي. تواعدنا على اللقاء، فالتقينا، لأول مرةٍ في بيتي، ودعوت الكثير من أفراد العائلة ليتعرفوا به، وكان اللقاء حميمًا'.

'ومن هنا بدأت القصة التي آمل أن لا تنتهي، فأصبحت لهُ كالابنة التي لم يرزق بها، وأصبح كوالدي الذي فقدته، ولم يعد طائر السنونو هذه المرة وحيدًا بل عاد ومعه سميح، إلى حيفا مسقط رأسه. عاد كهلًا بعد أن تركها طفلًا في العاشرةِ من عمره، فبدأ يفتـشُ في أحيائها عن بيتهِ وعن الأحبةِ والرفاق، وذكريات الطفولة الجميلة'.

وعن لقاء بيته في حيفا، قالت إنه 'وجد البيتَ أطلالاً وقد تهدمَّ جزءٌ منه، أما الذكريات فظلت محفورة في قلبه ولم يستطع المحتلُ محوها، وبدأ برحلةٍ جديدةٍ في البحث عن جذورهِ. فتحول المقالُ إلى كتاب. جمع فيه ذكرياته في زمن الطفولة والشباب، بين حيفا وبرقة وما بعدهما، فكان الكتابُ الأول سيرة لحياته المليئة بالأسفار والأحداث طولًا وعرضًا.

والكتاب تحول ثلاثيةً، نحتفلُ اليوم بثالثها'.

التعليقات