"شعراء بلا حدود " كتاب جديد للرئيس التّونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، يتضمن مجموعة من المسامرات الرمضانية الشعرية الخالية من السياسة.
جاء تقديم الكتاب خلال محاضرة قدمها المرزوقي تحت عنوان "بين السياسي والثقافي" بالعاصمة تونس، أوّل من أمسٍ، السبت.
ويعتبر الكتاب جولة عميقة في الحديقة الفكرية للمرزوقي، والتي يقدم فيها لقرائه أحب الشعراء العرب والعالميين إلى نفسه، ويتم خلالها التعرف على بعض خبايا الكاتب وتأثير شعراء عظماء كانوا مصدر الكثير من أفكاره ومواقفه خلال مسيرته السياسية وخلال توليه رئاسة تونس بين عامي 2011 و2014.
في الكتاب الصادر عن دار منوال للنشر، حاول الكاتب جمع النصوص والمنشورات التي جمعته مع أصدقائه على صفحته على الإنترنت خلال سهرات شهر رمضان 2017.
واعتبر المرزوقي أن هذه النصوص تتحدث "عمّن أحب في العالم غير المرئي الذي يعيش فيه إلى جانب العالم الحسّيّ"، وأكّد المرزوقي خلال تقديمه الكتاب بأنه "ليس ناقدًا أدبيًا وأنه لا يدّعي انه قد ارتقى إلى مستوى التنظير في مجال الشعر والأدب".
لكنه "لم يستطع مقاومة إغراء تقديم رؤية خاصة به تبلورت شيئًا فشيئا طوال السنين والعقود الفائتة خلال قراءته لقصائد الشعراء العرب والعالميين،" بحسب تعبيره.
وتحدث المرزوقي خلال كتابه الذي احتوى 179 صفحة عن مجموعة من الشعراء ومن بينهم ابن العربي والمتنبي والمعري وإيليا أبو ماضي وأبو نواس والخنساء والسينغالي ليوبولد سانغور.
واعتبر المرزوقي أن" الوضع السياسي الحالي المتأزم الذي تمر به البلاد، ناتج عن تصحر ثقافي وسياسي أثر تأثيرًا كبيرًا وخطيرًا على العلاقة بين الشعب والسلطة".
وأكد أن قصر قرطاج لم يعرف حراكًا ثقافيًا على الإطلاق إلّا خلال توليه الرئاسة (2011-2014) حيث شهد القصر عديد الندوات الفكرية والتي حضرها مثقفون من جميع أنحاء العالم.
واستدرك قائلا "إلّا أن عديد المثقفين التونسيين من بينهم مسرحيّون وأدباء كبار رفضوا دعوتي للحضور إلى قصر قرطاج لاتهامي بالعمالة مع الإسلاميين وكأن المثقف يجب أن يكون بعيدا عن السلطة".
ودخل المرزوقي إلى عالم الكتابة منذ ثمانينات القرن الماضي، من خلال مؤلفات ومقالات مختلفة.
وصدر له أكثر من عشرين مؤلفا من بينها "ننتصر أو ننتصر من أجل الربيع العربي" و"الكتاب الأسود" و"إنها الثورة يا مولاي".
والمرزوقي هو رئيس الجمهورية التونسية الثالث وحاليا هو رئيس حزب حراك تونس الإرادة.
التعليقات