"جئتكم أغنّي": دراسة في الأغنية المحلية لسيمون عيلوطي

نشرت كليّة النّاصرة للفنون حديثًا، كتابًا جديدًا للشّاعر سيمون عيلوطي يبحث فيه عن النَّكهة المفقودة في الغناء الفلسطينيّ المعاصر، تحت عنوان "جئتكم أغنيِّ-نحو أغنية محليَّة ذات نكهة وهويَّة"، موقّعًا بإهداء "إلى كلِّ مَنْ يعزفُ لحنًا، ويشاركُ العصافيرَ شدوًا

نشرت كليّة النّاصرة للفنون حديثًا، كتابًا جديدًا للشّاعر سيمون عيلوطي يبحث فيه عن النَّكهة المفقودة في الغناء الفلسطينيّ المعاصر، تحت عنوان "جئتكم أغنيِّ-نحو أغنية محليَّة ذات نكهة وهويَّة"، موقّعًا بإهداء "إلى كلِّ مَنْ يعزفُ لحنًا، ويشاركُ العصافيرَ شدوًا، ليُساهِمَ في تنظيمِ العواطفِ ويطربَ النَّاس".

ويستعرض المؤلف خلال الكتاب تجربة المطرب فوزي السَّعدي باعتباره صاحب تجربة غنيَّة في مجال الأغنية المحليَّة، وهو الوحيد من بين المطربين المحليِّين الذين تفرَّغوا لهذه المسألة، فجعل منها مشروعًا لحياته، أنتج خلالها أعمالًا غنائيَّة كثيرة، أوجد فيها تلك النَّكهة الفلسطينيَّة المفقودة، ليشكِّلَ بذلك علامة نحو أغنية محليَّة ذات طابِع وهويَّة.

ويتناول عيلوطي مع تقدّم فصول الكتاب الظروف الاجتماعيَّة، الفنيَّة والسياسيَّة التي أربكت تطوُّر الأغنية الفلسطينيَّة، خاصَّة أنَّ الشَّرخ الذي حدث للشَّعب الفلسطينيّ بعد عام 1948، وما تعرَّض له من اقتلاعٍ وتهجيرٍ وتهميشٍ لحقوقه السّياسيَّة والثقافيَّة، خلق حالة من الفراغ، بات من الصَّعب معها الاستمرار بمواصلة العمل الفنيّ والثقافيّ من خلال التَّواصل الطبيعيّ للأجيال الفنيَّة والثقافيَّة ما قبل الـ 48، وما بعدها، إذ توقُّفت الأغنية الفلسطينيَّة عن متابعة مشوارها الذي بدأته قبل الاحتلال.

ويرصد المؤلِّف الأغنية الفلسطينيَّة التي أخذت تتبلور وتتشكل بعد زوال الحكم العسكري الذي كان مفروضًا على الفلسطينيين بعد عام 1948، معتبرًا أنها بدأت تلامس إلى حد ما الخصوصية الفلسطينيَّة المتأثرة بأغاني التُّراث الفلسطينيّ، فأتت تبشِّر بولادة أغنية محليَّة ذات نكهة وهويَّة تميِّزها عن أغنيات الوطن العربيّ.

ثمَّ استعرض اِطْلالَة الأصوات الجديدة المستَلْهِمَة في أغنياتها للنَّكهة فلسطينيَّة التي يتمحور حولها الكتاب، وبينهم كاميليا جبران وسناء موسى وريم تلحمي وريم بنّا، وعلاء عزّام، وتريز سليمان، ونماذج أخرى غيرهم، معتبرًا أنّ هذه المواهب تعلن وتبشّر بولادة أغنية فلسطينيَّة تملك من العناصر الفنيَّة.

كما يطرح المؤلِّف في كتابة العديد من الأمور ذات الصِّلة بموضوع الأغنية المحليَّة منها: "معاناة هذه الأغنية ومأزقها الحاد بسبب عدم مقدرتها على تكوين بصمتها، نكهتها، وما يميِّزها عن غيرها من أغنيات الأقطار العربيَّة الأخرى، محاولا تلمّس الإمكانيات والمنافذ المتيسِّرة، لكنَّ الصَّعبة، الكفيلة بوجودها وتألّقها".

وأشار عيلوطي في دراسته إلى أنَّ هناك على ساحتنا المحليَّة وفرة من الأصوات الغنائيَّة، بعضها يملك قدراتٍ صوتيَّةً ارتقت إلى مستويات لافتة في عالم الغناء، وبعضها الآخر تألّق في مهرجانات هامَّة محلّيًّا وعربيًّا.

التعليقات