26/04/2008 - 13:28

الحدائق الأندلسية بالمغرب تراث وطبيعة

-

الحدائق الأندلسية بالمغرب تراث وطبيعة
يشهد المغرب معرضا لما يسمى بـ"الجنينية الأندلسية" أو"الحدائق الأندلسية" الذي تنظمه كل من مؤسسة الثقافة الإسلامية بإسبانيا، ودار الفنون بالرباط، التابعة لمجموعة "أونا"، أقوى مجموعة مالية واقتصادية تمتلك معظم رأسمالها الأسرة الملكية بالمغرب.

ويقدم المعرض الذي يمتد من منتصف شهر أبريل/نيسان إلى نهاية شهر يونيو/حزيران بكل من الرباط والدار البيضاء، نماذج من الحدائق والبساتين التي بناها المسلمون بالأندلس.

ويركز على أربع حدائق هي "البستان العلمي" و"البستان الشعري" و"البستان الروحي أو الصوفي" و"البستان النباتي".

وزين المعرض بصور وبيانات توضيحية وآيات من القرآن الكريم ومقاطع من الكتب المقدسة حول الجنان، كما وضعت على طول ممراته صناديق زجاجية للعطور الرفيعة التي اشتقها الأندلسيون من رحيق النباتات.
ويتوخى المعرض التعريف بالبستان الإسباني الإسلامي باعتباره مساحة للالتقاء والتعايش، ومحلا للمتعة والتأمل، وبوتقة حضارية أنتجت أسلوبا خاصا للمناظر الطبيعية، وتأقلمت فيها أنواع نباتية متنوعة حتى ذلك الحين.

ويعتبر المعرض مرحلة أولى من مشروع جامع يريد استرجاع الحدائق التاريخية القديمة وإعادة بنائها لتكون ساحة ثقافية وبيئية وجمالية وتربوية مشتركة.

ويعتبر المنظمون أن المغرب هو الوريث المباشر لثقافة استحسنت الخضرة والصوت المريح للماء والهدوء الذي توفره المساحات الخضراء.

وقال شريف عبد الرحمن جاه رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية بإسبانيا في حفل الافتتاح "إن الحديقة الأندلسية تبرز مقام حضارة تقدر الطبيعة وتحبها، وتفتح لنا بابا لاكتشاف مفاتيح مستقبل أحسن لبيئة أكثر إنسانية وأكثر اعتدالا".

ولم يشيد المسلمون الأندلسيون -حسب جاه- هذه الحدائق الجميلة للتأمل والاستمتاع فقط، ولكنهم شيدوها لاستقبال الآخر والحوار.

وخلص المتحدث إلى أن هذه الحضارة الإسلامية الأندلسية كسبت الاعتراف من أبناء اليوم بما قدمته لأوروبا في العصر الوسيط، "فكلهم سلموا بعظمة ثقافتها وعطائها العلمي والفلسفي والروحي".

ذاكرة جماعية

ومن جهتها أوضحت إيناس إيليكسبورو، منسقة الحدائق، أن مؤسسة الثقافة الإسلامية بذلت جهدا كبيرا جدا لتعريف أبناء إسبانيا بثقافة هي ملك لهم ليعرفوا أنها جزء من ذاكرتهم الجماعية.

وأكدت في حديث للجزيرة نت، أن المؤسسة نجحت في هذا المسعى بعد عمل صعب دام خمسة وعشرين عاما مضيفة أن المؤسسة اكتشفت أن عملها لم يعد مقتصرا على إسبانيا، بل على المغرب والدول العربية وكل دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

وقالت "لقد حان الوقت لنوضح للأجيال الجديدة بالحوض المتوسطي أنهم شركاء في ميراث ثقافي كبير يحق لهم أن يفتخروا به، ليس من باب الحنين إلى الماضي المجيد، بل ليتخذوه مثلا للحاضر والمستقبل".
ومؤسسة الثقافة الإسلامية بإسبانيا منظمة غير حكومية ذات طابع دولي، أنشئت سنة 1982 ويرأسها المغربي المختص في الدراسات الإسلامية بإسبانيا شريف عبد الرحمن جاه.

ويشتغل بالمؤسسة عدد كبير من الأساتذة من تخصصات مختلفة، وتحرص أشد الحرص على استقلاليتها عن أي تيار سياسي أو ديني.

وتهدف حسب ميثاقها إلى تقديم رؤية متوازنة وموضوعية عن الإسلام وما أعطاه للمجتمعات.

وتباشر المؤسسة أيضا حوارا أوروبيا إسلاميا للبحث لإزالة كل الشوائب التي تحول دون التواصل الثقافي الجيد والواضح.

وتعلن المؤسسة انضواءها تحت لواء مجموعة "تحالف الحضارات" الذي دعت إليه كل من إسبانيا وتركيا.

وسبق للمؤسسة أن نظمت هذا المعرض بالمدن الإسبانية، كما أنها تنظم معارض ثقافية أخرى مثل "الإسلام تراث للجميع"، و"الإسلام والعلم"، و"عطور الأندلس" التي زارها أكثر من مليونين و800 شخص بإسبانيا.
"الجزيرة"

التعليقات