03/05/2010 - 16:39

وفاة المفكر العربي المعروف محمد عابد الجابري

-

وفاة المفكر العربي المعروف محمد عابد الجابري
أعلن اليوم الاثنين في المغرب، عن وفاة المفكر العربي الكبير محمد عابد الجابري، وذلك عن سن يناهز 75 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

والجابري من مواليد عام 1935 بمدينة فكيك التي تلقى بها تعليمه الأولي ثم غادرها إلى الدار البيضاء، وحصل بها على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة عام 1967، ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي عمل بها أستاذًا للفلسفة والفكر العربي والإسلامي.

وفي عام 1958 انتقل إلى دمشق ليحصل على الإجازة في الفلسفة، بعد أن حصل على البكالوريا كمرشح حر، ولم يتم دراسته الجامعية، وعاد للمغرب لينتسب إلى الجامعة المغربية الفتية، حيث أكمل فيها مشواره الأكاديمي.

وفي عام 1967 نال الراحل شهادة الماجستير بعد مناقشة رسالته "منهجية الكتابات التاريخية المغربية"، والتي عن طريقها اكتشف عبد الرحمن بن خلدون وقرر أن يكون بحثه لنيل شهادة الدكتوراه عام 1971 حول فكره، وجاءت أطروحته بعنوان "العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي".

وقد انخرط الراحل محمد عابد الجابري في خلايا العمل الوطني في بداية خمسينيات القرن الماضي، كما كان قياديًا بارزًا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل يشغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي، قبل أن يعتزل العمل السياسي ليتفرغ لعمله الأكاديمي والفكري.

وخلف محمد عابد الجابري العديد من المؤلفات من بينها "نحن والتراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" (1980)، "العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971)، و(نقد العقل العربي) الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي (تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي).

كما أصدر "مدخل إلى فلسفة العلوم : العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي" (1982) و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول" في ثلاثة أجزاء، و"مدخل إلى القرآن الكريم".

ومن مؤلفات الراحل أيضًا، "أضواء على مشكلة التعليم بالمغرب" (1973)، و"من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية" (1977)، و "المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي" (1982)، و"إشكاليات الفكر العربي المعاصر" (1986)، و"وحدة المغرب العربي" (1987)، و"التراث والحداثة : دراسات ومناقشات" (1991)، و"الخطاب العربي المعاصر" (1994)، و"وجهة نظر : نحو إعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر" (1992)، و"المسألة الثقافية" (1994) و"الديمقراطية وحقوق الإنسان" (1994)، و"مسألة الهوية : العروبة والإسلام والغرب" (1995)، و"المثقفون في الحضارة العربية : محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد" (1995)، و"الدين والدولة وتطبيق الشريعة" (1996)، و"المشروع النهضوي العربي : مراجعة نقدية" (1996) .

وقد استطاع الراحل محمد عابد الجابري ، عبر سلسلة "نقد العقل العربي" القيام بتحليل العقل العربي عبر دراسة المكونات والبنى الثقافية واللغوية التي بدأت من عصر التدوين، ثم انتقل إلى دراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي.

وفي نهاية هذه السلسلة يصل الراحل، الذي كانت له مشاركات في الصحف والمجلات، وأصدر مجلة شهرية بعنوان (نقد وفكر)، إلى نتيجة مفادها أن العقل العربي بحاجة اليوم إلى إعادة الابتكار.

وقد حاز محمد عابد الجابري، وهو عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية، العديد من الجوائز، من بينها جائزة بغداد للثقافة العربية-اليونسكو (يونيو 1988)، والجائزة المغربية للثقافة (تونس-ماي 1999)، وجائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي (2005)، وميدالية ابن سينا من اليونسكو في حفل تكريم شاركت فيه الحكومة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة (16 نونبر 2006).

يذكر أنه قد صدر له مؤخرا، في آذار/ مارس من العام الحالي، الكتاب الثالث من سلسلة "مواقف" عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر بالعاصمة اللبنانية بيروت، والمعنون بـ "في غمار السياسة : فكراً وممارسة".

ويأتي هذا الكتاب الجديد كامتداد للكتابين السابقين، وفيه يتجه المؤلف لسرد ذكرياته وأهم الأحداث التي عاصرها وتمثل تجربته داخل الحقل السياسي، ويتضمن الكتاب نصوصا وحوارات أجريت معه.

وتعكس نصوص الكتاب أبرز مراحل تطور الوعي العربي منذ أواخر الخمسينيات وحتى الآن، والتي راعى فيها المؤلف التسلسل الزمني في عرضه للمجريات وكذا تقيّده بوحدة الموضوع.

ويتطرّق الجابري في مؤلفه الذي جاء في 272 صفحة من الحجم المتوسط، إلى ثلاثة أحداث وزّعها على ثلاثة أقسام، يتناول القسم الأول منها مشروع التناوب وشعار الدولة الوطنية الديمقراطية، ويهتمّ في الثاني بـ قضية الصحراء الغربية، وذلك من خلال أبعادها الداخلية والخارجية، ويختتم الكتاب بالقسم الثالث والذي يسلط فيه الضّوء على أزمة الاشتراكية في البلاد المتخلفة.

التعليقات