25/08/2010 - 21:20

مسرحية "هاملت والماكينة" تفتتح مهرجان مسرح الشمال في شفاعمرو

مسرحية
تستعد مؤسسة "الأفق" للثقافة والفنون لإحياء مهرجان مسرح الشمال للسنة الخامسة على التوالي ، وهذه السنة تم التعاقد مع إدارة مهرجان مسرحيد في عكا لإستضافة المسرحية الفائزة بجائزة المهرجان لهذا العام " هاملت والماكنة" ، وهي من إعداد وإخراج سامح حجازي ، تمثيل إيهاب سلامة ، موسيقى وسام مراد ، إضاءة إياس ناطور وإنتاج مسرح النقاب من عسفيا .

في هذه المسرحية يستحضر معد المسرحية الكاتب المسرحي شكسبير, هاينر موللر وممدوح عدوان ويحاورهم معالجاً القضيه على طريقته وباللغه التي لم تنج من غواية الشعر.
أراد من خلال هذا الإستحضار أن يبرز التناقضات وفلسفة المثقف الذي ينظر إلى السياسة على أنها ترجمة لتفكير أنظمة علاقتها بأمتها علاقة أستاذ بتلاميذه .فكل دولة تنتج الفساد من عهر ودعارة سياسية واقتصادية وثقافية.. هاملت كان منشغلاً بالثقافة، وكان عليه أن يغيّر الملك-عمه قاتل أبيه مع حاشية الدولة، وهذا مطلب شعبي، لا أن يثأر لمقتل أبيه.. هاملت لم يسرق ولم يهرب ثروات المملكة ولم يصالح عدو المملكة التاريخي (فورتنبراس) لكنه بانشغاله بالثأر - أي بالشأن الشخصي- فوّت عليه وعلى الأمة كل فرص الحياة الكريمة التي كانت في متناوله، فيتم التصالح ويسمن ويثرى القتلة والمرتشون والمفسدون، ويموت هاملت شر ميتة في مبارزة مفتعلة. الدولة التي كانت تسمّن موظفيها فيما تزدري وتجوّع مثقفيها، فيتفسخ الوطن وتتحلل قواه وتتلاشى وحدته، مما دفع بهاملت إلى أن يفرّخ هاملتات عاجزة، هاملتات تتشنق حول ذاتها، فتقضي وقتها تقذف الأعداء بالسباب والشتائم، فيما كان سكين الخصوم ونصلها الحاد يحولنا إلى قطع متناثرة، والذين أفلتوا من حد هذه السكين تراهم تحولوا إلى قوارض، تقرض، تقضم نفسها، فتفقد سمات هويتها وتصير الأرض أرضا رخوة لزجة تنبعث منها روائح الموت..
كان زمن المسؤوليات الكبيرة والقهر والقلق اليومي على النفس والاخرين والوطن.
الأشباح لا تتكلم إلا حين تتكلم أنت. انه ينبع من نفسك. هو ضميرك واحساسك بالمسؤولية
في عالم مشحون بالقذارة.

مسرحية "إعترافات عاهر سياسي"

وستعرض في إطار مهرجان مسرح الشمال مسرحية "إعترافات عاهر سياسي" الحائزة على جائزة أفضل مسرحية في مهرجان مسرحيد في عكا لعام 2002 ، فبعد نجاح عروض هذه المسرحية، وبعد ترجمتها الى اللغة العبرية ومشاركتها في مهرجان تياترنتو في يا فا تل أبيب لهذا العام ، للكاتب والممثل عفيف شليوط ستحل ضيفة على مهرجان مسرح الشمال لهذا العام ، تقديراً للنجاح الذي حققته عروض هذه المسرحية ، والتي منذ فوزها بالجائزة وحتى اليوم لا تزال تعرض وتحقق نجاحاً.

تطرح المسرحية معاناة المواطن العربي الفلسطيني في داخل اسرائيل، ازدواجية مواقف قادته وتأرجحهم بين إنتمائهم للشعب الفلسطيني وجنسيتهم الإسرائيلية . وتطرح المسرحية بجرأة تساؤلات حول تخبط العربي في فلسطين ال 48 ، مواقفه وتصرفاته في ظل الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة .
تحاول المسرحية الغوص في أعماق المواطن العربي ومحاولة فهم تصرفاته ، ماذا يريد والى أين يتجه ؟! فأنه في حرب الخليج وقف على سطح منزله فرحاً ومهللاً لصاروخ السكاد الذي ربما كان سيؤدي الى قتله ، أو قتل إنسان عزيزعلى قلبه . ماذا يعني له العلم الإسرائيلي ، وهل من الممكن أن يشعر بأن هذا العلم يخصه ، حتى لو قامت الدولة الفلسطينية وانتهى الصراع العربي الإسرائيلي ، وتم إحلال السلام الحقيقي والشامل في المنطقة .
كما تطرح المسرحية إشكالية علاقة المواطن العربي مع السلطة الإسرائيلية ، فمن جهة لا تفرض عليه الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي ، وفي الوقت ذاته تعاقبه لأنه لا يخدم في الجيش ، وبناء عليه تحرمه من حقوقه والمساواة ، وتعاقبه على قرار لم يتخذه ، إنما فرضته عليه .
تطرح المسرحية تساؤلات بجرأة وبعمق ، بعيداً عن الشعارات ، وبإسلوب كوميدي ساخر ، في محاولة لإثارة نقاش فكري حر ، وفتح باب الحوار والنقد الذاتي ، في سبيل وضع حد للمزايدات والمهاترات التي يطرحها بعض قادتنا بهدف تحقيق مكاسب ذاتية آنية .
المسرحية من تأليف وتمثيل عفيف شليوط ، إخراج ماهر فرّاج ، موسيقى سالم درويش وإنتاج مسرح مؤسسة الأفق للثقافة والفنون .

مسرحية "وبعدين معكوا"

وستعرض أيضاً في إطار المهرجان مسرحية "وبعدين معكوا" والتي تعالج ظواهر العنف المنتشرة في مجتمعنا ومدارسنا بأسلوب كوميدي ساخر، من خلال محطة إذاعية تقوم ببث برامجها من ذات المدرسة التي تقوم بزيارتها فرقة المسرح، ويتم اللقاء مع الطلاب والمعلمين ليصبحوا جزءاً هاماً ومشاركاً في المسرحية، بحيث تتيح المجال للجمهور بأن يتدخلوا في أحداث المسرحية، ويعبروا عن آرائهم في موضوع انتشار ظواهر العنف وكيفية معالجتها.

المسرحية من تأليف وإخراج عفيف شليوط ، تمثيل: إلهام عراف، نعمة خازم وعفيف شليوط ، وإنتاج مسرح مؤسسة الأفق للثقافة والفنون.

تتزامن عروض مهرجان مسرح الشمال هذه السنة مع الإحتفالات المئوية لشفاعمرو ، وستشارك بلدية شفاعمرو والمركز الجماهيري في تنظيم وإنتاج هذا المهرجان ، وبدعم مهرجان مسرحيد ووزارة الثقافة وصندوق بايس .

.

التعليقات