31/10/2010 - 11:02

( طفل فنان ) يفتح " شبابيك الغزالة "

( طفل فنان ) يفتح

في موسمه الرابع يتجذر مشروع (طفل فنان) عميقا أكثر فأكثر فتفتح الفنانة فالنتينا أبو عقصة وأطفال المشروع شبابيك الغزالة بجرأة وشجاعة متميزتين.

وشبابيك الغزالة هو الإنتاج الادبي الثالث لـ د. سهير أبو عقصة داود الذي صدر في الطبعة الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2002 .

ويذكر أن القيمة الأدبية للكتاب والتي هي عبارة عن مجموعة قصص صاغتها الكاتبة من واقع طفولتها وحارتها أحيانا وأضافت خيالها بإبداع وصفه النقاد والكتاب على إمتداد الوطن العربي بالجوهري والعميق الإنساني والصادق .

ومنذ أذار 2003 عملت الفنانة فالنتينا على إعداد أجزاء منه للمسرح حتى الصيغة النهائية في تموز 2004 وباشرت مؤخرا المراجعات في بيت النعمة مع عشرة أطفال من حيفا ضمن مشروع طفل فنان الذي أسسته في حيفا عام 2001 . بعد أن وضعت الخطة الإخراجية ورسمت المشاهد لتساعد هذه الطريقة الأطفال على العمل بطريقة متقنة، وتقوم فالنتينا بإخراج العمل بعد تجربتها الاولى الناجحة والمثيرة في الإخراج العام الفائت لمسرحية ( الحلم ) وهي من تأليفها ايضا.

الاطفال هذا الموسم هذا الصيف يخوضون تجربة فريدة أيضا متجددة وصعبة بعد مشاركتهم في ورشات مسرح منذ اكتوبر الماضي .. يتفرغون تماما للمسرح ويتنازلون عن متع الصيف
في قناعة لما يقدمون بدعم من الاهل الاهل الذين يشكلون عنصرا هاما في كافة مراحل المشروع . وقد أعتبر مشروع ( طفل فنان ) منذ بادرت فالنتينا إلى تأسيسه وتقديم الأطفال على خشبة المسرح سابقة بكافة المقاييس على الساحة الفنية والثقافية. ليصبح المشروع وألأطفال نموذجا يحتذى به، وخصوصا بعد تنفيذه في مدينة طمرة موسم 2002 . وحقق على مدى الثلاثة سنوات الماضية إنجازات هامة على رأسها النجاح المدهش لمسرحية ( الحلم ) التي قدمها تسعة اطفال من حيفا تتراوح أعمارهم من ثمانية سنوات إلى 12 سبعة عروض في حيفا كما عرضت في عكا والناصرة والقدس. ولا يعتبر الإنتاج المسرحي هدفا بحد ذاته إنما هو مرحلة من المراحل الإساسية الهامة للمشروع . ويعتبر تـأسيس مشروع ( طفل فنان ) إنجازا للمجتمع العربي في البلاد كما أن نجاحه وإستمراريته إنجاز أيضا . هو المشروع ألأول الذي يفتح أبوابه لإحتضان مواهب ألأطفال والتعاطي مع همومهم على هذا المستوى الرفيع الذي حقق جماهيرية واسعة ، فأن ينجح بقوة وينتشر ويستمر دون ميزانية مخصصة له يعتبر قفزة على قواعد المألوف، وضعت مقاييس جديدة لاسس التفوق .. كما ويعمل المشروع على نشر روح التعاون والتطوع بين أفراد المجتمع والفنانين ... كما يعمل على اهم أهدافه لترسيخ فكرة دعم الثقافة والفن من قبل المقتدرين في المجتمع العربي والتي تشكل ركيزة لخلق حالة من الإستقلالية.

كما حقق المشروع خروجا من حيز المكان بخلق فعاليات كان اهمها إستضافة عروض فنية من إيطاليا، وبعدها حظي المشروع بمنحتي تعليم من بلدية نابولي في معهد جوارتلي لمسرح الدمى .

وفي خطوة إعتبرت سابقة أيضا قام طاقم من الفضائية الفلسطينة بإعداد تقرير موسع عن ( الحلم ) عرض في اهم برامجها .وكانت جمعية الشباب العرب ( بلدنا ) قد تبنت المشروع في اذار الفائت إيمانا من إدارة الجمعية بأهمية وضرورة المشروع للمجتمع العربي، ولما يحمل من مبادىء تتوافق تماما مع مبادىء الجمعية ويكون نواة مرتبطة جدليا مع مشروع الشباب وقد ولد المشروع لما رأته الفنانه فالنتينا أبوعقصة وهي فنانة لها تجربة طويلة وغنية في العمل الفني المسرحي الملتزم منذ عام 87 - ولها تجربة بالعمل مع الأطفال بداتها مع أطفال من سرية رام الله الاولى في بداية التسعينات وأتى طفل فنان لما رأته حاجة ماسة للبدء في إحداث تغير لرؤية أطفالنا للواقع وكيفية التعامل معه لما فيه من تناقضات وإشكاليات تتعلق بالهوية والإنتماء، ورأت في إيمان مطلق أن عليها واجبا للعمل مع الأطفال في خط مواز لعملها على خشبة المسرح وهو واجب ضروري .

وفي حالة العزلة والتهميش الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني في الداخل حالة من العزلة والتهميش ألأخطر للاطفال الذين هم عماد المجتمع وجيل المستقبل .. حيث يفتقر أطفالنا إلى وسائل الإنفتاح على عوالم جديدة ، اتى المشروع كبيت يرعى مواهبهم ، قدراتهم وإمكانياتهم ، يتعاطى مع همومهم بالمستوى الذي يليق بالحدث، ولما كان الفن وفن المسرح وسيلة راقية للتعبير وإيصال صوت أطفالنا وحال واقعهم إلى العالم تبلور مشروع طفل فنان ويعمل على فتح قنوات إتصال مع الأهل العائلة ومنها إلى المجتمع الأوسع وحضارات الشعوب الأخرى .

وفي أزمة واقع المسرح المتخبط الهوية هنا فإن كينونة المشروع في أرض خصبة لمراجعة علاقة حتمية بين طرفين اساسيين، الطرف الذي يقف على الخشبة والطرف الذي يجلس قبالتها. ولما هو حال مستوى المسرح الذي يقدم للاطفال وما يتعلمون تقديمه لا يتجاوب مع المستوى المنشود من ناحية الموضوعات ومن الناحية المهنية وجد (طفل فنان ) ،وفيه يخرج من قوالب المتبع في الإطار الأكثر سائدا في المجتمع العربي في البلاد وهو إطار المدرسة أو الإطار الممنهج . ولما لنا واقع له خصوصيته فيتوجب التعامل مع كافة امورنا بحذر وخصوصة .. وقد ثبت أن الفن والتثقيف الفني وسيلة ناجعة هنا وفي أنحاء العالم لترسيخ قيم ومفاهيم تتناول موضوع الإنسان.

التعليقات