31/10/2010 - 11:02

استحضار شاعر فلسطين أبو سلمى ومحامي الأرض حنا نقارة، في "ذاكرة" سلمان ناطور

استحضار شاعر فلسطين أبو سلمى ومحامي الأرض حنا نقارة، في
امتلأت قاعة مسرح الميدان الكبرى، مساء الجمعة الماضي، بحضور متشوق لحك الذاكرة والاستماع الى الرواية الفلسطينية التي يقدمها الكاتب سلمان ناطور في مسرحيته "ذاكرة" التي كتبها ويقدمها بنفسه بين السرد والتمثيل، والجمع بين ذاكرته هو وذاكرة شعبه الفلسطيني، في حكايات من الماضي والحاضر ووصلات شعرية وغنائية تنسجم مع النص الأدبي الذي ينساب بوتائر متنوعة، تثير البكاء والضحك والتوتر والاسترخاء والغضب والانفراج، في ساعة من الانفعال المسرحي ينقلنا الى عمق الحكاية الفلسطينية منذ الاستعمار البريطاني لفلسطين وحتى اجتياح جنين، وفي نهايتها يترك لنا أبو صلاح اللواح ما تبقى له من رحلة العمر المضنية، يترك لنا الحطة الفلسطينية أمانة وهي التي كانت عالمه وعلمه الوطني.

حضر هذا العرض الذي شاركت في رعايته جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين عشرات من اللاجئين في وطنهم، الذين تعيد المسرحية الى أذهانهم ملامح قراهم المهجرة والممسوحة وحالات التشرد، وقال سلمان ناطور بعد العرض "ان لحضورهم وقعا مؤثرا على نفسي حيث شعرت أثناء العرض انني واحد منهم وأنني فيهم وهم فيّ، وهذه حالة التطهر (الكاتارزيس) التي يصبو كل ممثل للوصول اليها".

في هذا العرض الحيفاوي خرج ناطور عن النص مقدما مقطعا حيفاويا أصيلا حيث استخرج من ذاكرته حكاية شاعر فلسطين أبي سلمى الذي عاش في حيفا حتى التشرد عام النكبة: "عادت اليّ القصيدة يوم قلت للشيخ المشقق الوجه أبي طوني حنا نقارة:

خذني الى بيت أبي سلمى، في شارع البساتين في حيفا.
أبو سلمى غادر البيت حاملا مفتاحة وديوانا بخط يده.
سقطت قصائده في البحر وظل ممسكا بالمفتاح.
طرقنا على الباب فخرجت امرأة عجوز من أصل روماني.
سألناها اذا كانت تعرف من كان يسكن البيت قبل مجيئها.
قالت: عائلة بولونية.
قال حنا نقارة: هنا كنا نسهر ونقرأ الشعر وهذه كانت غرفة سعيد.
وصار يردد بصوت خافت:
أنشر على لهب القصيد شكوى العبيد الى العبيد".

حنا نقارة الشخصية الحيفاوية المناضلة، كان محامي الأرض وصديقا حميما لأبي سلمى، وحين امتثلا في فضاء المسرح خيمت حالة من الخشوع والتأمل على الحيفاويين ومعارف هاتين الشخصيتين المرتبطتين عضويا بذاكرة حيفا وفلسطين.

ويذكر أن الكاتب كان صديقا ورفيقا لحنا نقارة وقد التقى الشاعر أبا سلمى عام 1980 في مدينة صوفيا ببلغاريا، ومنه عرف عن البيت والمفتاح، توفي أبو سلمى عام 1980 وحنا نقارة عام 1984.

ذاكرة سلمان ناطور التي أنتجها مسرح السرايا العربي في يافا، وأخرجها أديب جهشان، تواصل تنقلها على مسارح البلاد حيث ستعرض في الأسابيع القادمة في حيفا والناصرة وطمرة وبئر السبع، كذلك تجري ترتيبات لعرضها أمام الجاليات العربية والفلسطينية في عواصم أوروبية وقد أنجزت ترجمتها الى اللغتين العبرية والانجليزية ليتسنى لمشاهدين اسرائيليين وأجانب مشاهدتها والاطلاع على الرواية الفلسطينية ببعدها الانساني والحضاري.

التعليقات