31/10/2010 - 11:02

الشعر يحتفل بربيعه.. في مكتبة البابطين "مهرجان ربيع الشعر العربي و معرض للتراث الفلسطيني والكتاب"

الشعر يحتفل بربيعه.. في مكتبة البابطين

مع بدء احتفال العالم بدخول فصل الربيع، احتفلت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بافتتاح الدورة الثانية لمهرجان ربيع الشعر العربي، والذي يأتي ليكمل سلسلة مكتبة البابطين في انجازاتها واثراءاتها الشعرية.


عبدالعزيز سعود البابطين يتجول في معرض التراث الفلسطيني والكتاب

وبدأ افتتاح المهرجان، بمعرض للتراث الفلسطيني، احتوى على منتجات وتذكارات فلسطينية متنوعة، بالاضافة الى عدد من الدواوين والكتب الشعرية، بمشاركة مركز التراث الفلسطيني.


وجاء المعرض تحية للقدس عاصمة الثقافة العربية، وقد كانت مشاركتهم لمسة محبة من متطوعين مهمومين بقضية العرب المركزية.
وبهذه المناسبة ألقى عبدالعزيز البابطين، مؤسس المكتبة، كلمة أوضح فيها رضاه عن الدور الذي تقوم به المكتبة تجاه اعادة الشعر العربي الى واجهة الاهتمام، ليكمل مسيرة التعبير عن مكنونات النفس وهموم المجتمع، كما كان دائما.
وتابع قائلا: »كما كان الشعر ضرورة في زمن الصحراء كحداء للابل لتكون أطوع للانسان، فهو أيضا في زمن مركبات الفضاء ضرورة لجعلها أكثر انسانية«.


وأشاد البابطين في كلمته بما يراه من اهتمام متزايد بالشعر، من خلال الندوات والمؤتمرات والمسابقات الشعرية التي تزحم الساحة العربية على امتدادها.



كما أعلن عبدالعزيز سعود البابطين، عن تأسيس مركز الكويت للدراسات العربية والاسلامية في جزر القمر الذي سيقدم دورات تدريبية للغة العربية وآدابها، من منطلق الحرص على ترسيخ اللغه وقواعدها في جزر القمر، حيث بدأت اللغة العربية بالانحسار مقابل اللغة الفرنسية والسواحلية.


أعقبه مدير الامسية الشعرية الاولى في المهرجان: عبدالعزيز جمعه، الذي قدم اولا الشاعر فاضل خلف، حيث قرأ قصيدة بعنوان »مكتبة البابطين«، يقول فيها:

الشاعر فاضل خلف

هي دار للشعر والابداع
وهي نبع للنور والاشعاع
أومضت في الديار شرقا وغربا
وغدت كالعروس.. بالاجماع
صيتها طائر بكل مكان
ونداها قد عم في الاصقاع
هو نصر من الاله وفتح
قد رأيناهما بأعلى اليفاع
شعر عاطفي
واعتلت المنصة بعده الشاعرة غيداء الايوبي، وهي فنانة تشكلية وشاعرة، القت قصيدة قومية حماسية، ورغم الانفعال الواضح في القائها، الا ان القصيدة كانت تحمل هما عميقا تجاه العروبة وشللها. ومن القومية الى الغزل انتقلت بنا الايوبي مع قصيدة بعنوان »يا قريني«، تقول أبياتها:

الشاعرة غيداء الأيوبي

كل ما في ينجلي وردا
وجناني اليك تهدي سنوني
فاخضراري مبارك بجذوري
وثماري بنكهة الزيتون
وبياض النسرين ينعش قلبي
واحمرار الجوري نعش فتوني
بينما يحنو الياسمين بروحي
اتطري بزنبق مدهون
كما شارك في الامسية الشاعر سالم عباس خداده، قارئا قصيدة »سقوط وردة«، وقصيدة »أحيان !«، وللقصيدة الاخرى قصة سردها الشاعر قائلا: انه كتبها حين كان يوما في مقبرة، يشيع عزيزا له، ومرت طائرة من فوقهم، وصدف أن هذا العزيز كان يوما ما طياراً.

الشاعر سالم خداده

حينما أسمع صوت الطائرة
يسكب الناي بقلبي
كل احزان العصور الغابرة
حينما أبصر شكل الطائرة
ابصر الغابة في اللليل
وقد مدت جناحين
على مسرح روحي
وعلى زهرة عمرسي الناضرة
وعلى غصن فؤادي
ناعق وحش ينادي
انا من يكسر أيام الصفاء الماكرة

أما الشاعر نايف الرشدان فقد أضفى جوا من الطرافة على الامسية، قارئا مقاطع من شعره:

الشاعر نايف الرشدان

تكلم ليس يؤذيك الكلام
وليس عليك من أحد ملام
تكلم ما حييت فليس يبقى
سوى مطر يهدهده الغمام
وقل شيئا ألوذ به مليا
وقل بدءا وليس له ختام
وقل ما شئت من سر ودر
من أفتى بأنهما حرام ؟
تكلم انما التاريخ ثغر
وانت على ملامحه ابتسام
واحتفالا بالشاعر الراحل محمد الفايز، أولت مكتبة البابطين للشاعر نشمي مهنا مهمة قراءة المذكرة الاولى

من ديوان »مذكرات بحار«.

الشاعر نشمي المهنا


وكان ختام الامسية مع الشاعر المصري محمد ابراهيم أبو سنه، بقصيدة عنونها »بكائية الى أبي فراس الحمداني«.
الى الكآبة

الشاعر محمد ابراهيم أبوسنة

وأنا وانت »ابا فراس«
ننتمي للريح..
.. لا شمس الملوك
تضيء ما يعتادنا
من ليلنا الوثني
لا قمر الكتابة
يهمي بسوسنه
فيلهبنا
وتطلع في فضاء القلب
ازهار الغرابة





أكدوا تغير الذائقة والحاجة إلى الناقد الوسيط.. في حلقة نقاشية
المحاضرون: المشهد الشعري الراهن تأثر بالعولمة والانفتاح على الآخر


اقيمت حلقة نقاشية ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان حول »الشعر العربي.. الراهن والمأمول« تباحث فيها اكاديميون عن واقع الشعر العربي وأدارها الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب أما المتحاورون فكانوا د.موسى ربابعة، د. تركي المغيص، د. محمد مصطفى، د. أحمد درويشة، ود.خليل موسى، د. محمد ابراهيم أبو سنة، ود. ايهاب النجدى. ركزت المناقشة عموما على إلقاء الضوء على النقاط الأساسية التي أدت الى تحولات جذرية في الشعر المعاصر، موضحين بان تحول الوظائف الشعرية وانماطه وأشكاله أحدثت تغييرات متلاصقة وسريعة أثارت توترات بين الأجيال.

من اليمين: د. موسى ربابعة ود. تركي المغيض ومدير الحلقة د. محمد مصطفى أبوشوارب ود. موسى احمد درويش ود. خليل موسى ومحمد إبراهيم أبوسنة ود. إيهاب النجدي
أوضح الشاعر د. محمد أبو سنة بأن قضية الشعر هي قضية في غاية الأهمية، لأننا نمر بمرحلة انتقالية بسبب تطور الشعر بنموذج ملأ الساحة الشبابية، لذلك علينا أن نتفهم هذا الواقع الجديد الذي حل علينا من الانفتاح المعلوماتي الذي ساهم في تبادل المعلومات بين الدول. هذه المرحلة في الشعر العربي تأثرت بالأدب الأجنبي. ولفت أبو سنة بأن هنالك عدة أسباب أدت الى اتساع الفجوات بين الأجيال الجديدة التي تعاطت بالشعر وكان منها بأن النهضة الأدبية في أي عصر من العصور مرتبطة إلى حد كبير بالنواحي السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وبقيمة الفرد ومدى إحساسه بذاته وشعوره بنفسه كعنصر بشري مؤثر في جميع هذه النواحي ومتأثر بها، والأدب العربي قد عايش هذه الظروف وتأثر بها في مختلف النواحي ما أثر على المنظومة الفكرية التى ساعدت في نشر رؤى جديدة. أما السبب الثاني أن الحوار بين الأجيال اتسم بطابع التوتر.
ظواهر تعرقل الشعر المعاصر
وبدوره قال د. موسى ربابعة إن كل مرحلة من مراحل الشعر العربي لها طابعها الجمالي والذوقي المميز، وتحمل جميع صور الثقافة الشعرية. بعدها سلك د. ربابعة منهجا شيقا في توضيح الظواهر التي تعرقل الشعر المعاصر ومنها الغموض الذي بات يلف الشعر الحديث وقسماته، ويخفي جوهره مما يؤدى الى اللبس والتعقيد، أما الظاهرة الثانية فهي تغير الذائقة الشعرية الجمالية، هذا بالاضافة الى عدم الاعتراف بالموجات الشبابية الجديدة من الشعر، وأخيرا ممارسة الاعلام السلبية. أما د. أحمد درويش فبدأ قوله إننا نعيش في ظل أزمة نقد.. وأزمة تواصل لذلك علينا أن نقيم ورشاً ونناقش في هدوء على ماذا يكون طريقنا.فالحوار الخلاق بين المبدع والناقد والعلاقة المتفاعلة بين الجمهور والكتاب، هو عنصر اساس في تفعيل الحراك الابداعي في العالم العربي. أما من ناحية المتلقى فهو يحظى بأهمية كبيرة في الأدب العربي، فهو الأساسي لأنه هناك علاقة قوية تربط بين الشاعر والمتلقي من خلال النص الذي هو بمثابة همزة الوصل بينهما، فالقارئ المتمكن يستطيع أن يدرك تماماً مدى ما يتمتع به الشاعر من ثقافة ووعي وفكر. وأكد أن عملية اعداد المتلقي في الشعر صعبة بينما من السهل إعداد المبدعين.

النوعية الشعرية
بين د. خليل موسى أن الجماليات في الشعر العربي تغيرت تغيرا جذريا في طبيعتها وبنائها ومضامينها فعلى سبيل المثال فالقصيدة النثرية لها فرسانها، أما القصيدة التفعيلية وهي نوع من الشعر المستحدث في أدبنا العربي، منذ أواسط القرن العشرين الميلادي، وسمي كذلك نسبة إلى التفعيلة، باعتبارها وحدة إيقاعية، من وحدات عروض الشعر العربي، وهي وحدات عديدة متنوعة، كما نرى مضامينها عند أشهر الشعراء مثل السياب. ولفت بأننا نعيش في عصر التكنولوجيا والعالم الحديث والانفتاح العالمي والانترنت والاقمار الصناعية اقتحمت كل بيت واصبح الشعر الآن لنخبة معينة من الناس. أما من وجهة نظر د. ايهاب النجدي بصدد النوعية الشعرية فكان تعليقه بأن النصوص النثرية تحتل مساحة كبيرة ولكنها بلا قراء لأن الكاتب والشاعر محاصر بالسرد في القصة والرواية فعلى سبيل المثال الشاعر المعاصر شريف الشافعي في ديوانه »السيرة الكاملة للانسان الآلي« كان الديوان على مستوى من اللغة والأداء الرائع ولكن الواضح من طغيان عنصر السرد في الديوان وبين النجدي بأن القضية المطروحة هنا هو المعاناة الانسان من انتاجات الحضارة الحديثة. وبدوره وصف د. تركي المغيص بأن قضية تصنيف المشهد الشعري كلها تقنيات حديثة نتجت من تأثر العرب بالشعر الأجنبي. أدت الى دفعهم في أن يستخدموا لغة الحديث اليومي.
ووضع د. تركي بعض الحلول لتلك المعضلة منها أن يقوم الناقد بدور الوسيط. وأخيرا علق الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب بأننا نتفق أن للشعر تشكيلا جماليا يمثل انحرافا عن المسألة النقدية (هنادي البلوشي وفضة المعيلي - الوطن 25/3/2009).

التعليقات