31/10/2010 - 11:02

"العرس" - نص مسرحي باهت وضعيف/ زياد خداش

شخصية زينب رسمت بشكل متسرع وغير ناضج ولم يتم الاستفادة مما تختزنه زينب من هموم حقيقة للمراة العربية



هاربا من كرا هية و لعنة شخص ما او شخصة ان صح التعبير ، رافقت الروائي الصديق سهيل كيوان الى مسرح ديوان اللجون في الناصرة مساء الخميس الماضي لحضور مسرحية بعنوان العرس ، كنت قد وصلت ناصرتي الحبيبة عصر الخميس متأبطا سعادة جارفة وشوقا لاهبا احملهما، او يحملاني لهذه المدينة الساحرة كلما هممت بالسفر اليها، ومخاطرا بسجن او تنكيل من ابناء عمومتنا المتربصين، حين سمعت ان سلوى نقارة هي الممثلة الرئيسية هناك، تأكدت ان ليلتي مع مسرح اللجون ستكون مفاجئة و سعيدة، وستخفف عني لعنات الكارهين وارهاق الطريق، لكن لعنة الشخص او الشخصة كان اخف وطأة على قلبي من رؤية الفنانة الكبيرة سلوى نقارة وهي تتورط في نص، مسرحي باهت الى حد الموت و ضعيف وسطحي الى درجة الحزن.

لماذا سلوى نقارة؟

وانت صاحبة الادوار القوية والمتماسكة والمقنعة لماذا وانت سيدة تاريخ مسرحي مميز ونضير؟

حين اتذكر مساهمة المراة العربية في المسرح ، افخر بالحضور الساطع والذكي لاربع فنانات فلسطينيان هن : نسرين فاعور ، روضة سليمان سلوى نقارة ، عرين العمري ، هؤلاء هن سيدات المنصة المسرحية الفلسطينية ، فالى جانب خبرتهن و ثقافتهن ووعيهن المسرحي والمعرفي ، هناك انتماؤهن وعلاقتهن الحميمة و محبتهن لهذا الفن الخطير الذي اسمه مسرح ، شخصية زينب التي تقمصتها سلوى في مسرحية العرس، من اخطر الشخصيات التي كان يمكن من خلالها طرح رؤى ومواقف فنية عميقة لو احسن ربطها بالشخصيات الاخرى. ولو احسن تعميقها والشغل عليها بشكل عمودي لا افقي اقوى دليل على ضعف هذه الشخصية هو ان احدا من الجمهور لم يعرف ما علاقة زينب بابي العبد ابو العريس الا حين تجرأت الكاتبة رنا ابو حنا احدى المتفرجات على سؤال زينب : ما علاقتك العائلية بأبي العبد مما اضطر الفنانة سلوى لان تجيب انا بنت بيته لابو العبد
والموضوع هنا ليس نصا ادبيا تركت فيه ثغرات او فجوات حتى يكملها او يسدها القارىء كما تتطلب تقنيات القصة او الرواية
الشخصية هنا وهي زينب رسمت بشكل متسرع وغير ناضج ولم يتم الاستفادة مما تختزنه زينب من هموم حقيقة للمراة العربية ، ومن اسقاطات سيا سية ، و حالات جنون انسانية ،وغموض وجودي، ورموز هائلة للقمع والحصار والعذاب والنفي والالم الصامت ، كان اداء سلوى رائعا كعادتها ، لكن هذا الاداء لم يستنفر طاقاتها الادائية الكبيرة ولم يلامس ادنى ملامسة عبقريتها المشهود لها في فن الغياب التام والذوبان الجميل في لحم وحواس وذاكرة وهواجس وتناقضات الشخصية ، الارباك الذي اصابني مع الجمهور هو هذا الجمع الغريب وغير المألوف لشخصية ضعيفة مع اداء سلوى نقارة فنحن لم نعتد على سلوى تتقمص ادوارا مهلهلة وغير واضحة المعالم فنيا ، الفاضح في المسرحية وغير المقبول اطلاقا هو اعتدائها على كرامة المتفرج عن طريق محاولتها رشوته بصوت مدهش حقا هو صوت الفنان خليل ابو نقولا ، كانت رشوة حقا وكان المتفرجوون يقعون فريسة سهلة لها ، وقد وقعت انا ايضا ، فقد شكل صوت خليل منقذا او حبل نجاة مناسبة او استراحات جيدة من شحوب وجفاف النص المسرحى اخراجا وحوا را ، وشخصيات ، كان التعب ظاهرا على وجوه الجمهور ولم تفلح محاولات احتكاك سلوى بهذا الجمهور في انهاض حماسهم او ترميم حيوتهم
ستكون سخصية زينب من اضعف الشخصبات التي ادتها سلوى نقارة ، ليس الذنب ذنب زينب ، ابدا فهذه المسكينة الواقفة مشعثة الشعر على الحد الفاصل بين الجنون والعقل ، والتلقائية والبسيطة والمعذبة والمطرودة والمخذولة
لم تجد كاتب نص صبور او مخرج بعيد النظر ليكشف عن كنوزها ورموزها واحالاتها الخسارة الحقيقية هو جهد سلوى
ووقتها.

لا تستحق هذه المسرحية وقتي و جهدي او ثمن حبري ، ولو لم تكن سلوى نقارة في المسرحية لما كتبت عنها
فهذ ليس مقال ادانة للمسرحية فأنا اكبر وانضج واذكى من ان اكتب عن اعمال ساذجة كهذه هو بيان عتاب واستغراب لتورط سلوى نقارة في هكذا اعمال مسرحية







التعليقات