31/10/2010 - 11:02

العرض الأول لفيلم "باب الشمس" في رام الله

-

العرض الأول لفيلم
إفتتح يحيى يخلف، وزير الثقافة الفلسطيني، مساء أمس (السبت)، العرض الأول لفيلم "باب الشمس"، على شاشة ومسرح سينما "القصبة" في رام الله في الضفة الغربية.

ويروي فيلم "باب الشمس"، للمخرج المصري يسري نصر الله، ومن تأليف وسيناريو الروائي اللبناني إلياس خوري، قصة النكبة من خلال شهادات حيّة جمعها المؤلف من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحولها، تحولت إلى رواية مؤثرة لدحض كل الروايات المشوهة عن النكبة.

وقال يحيى في كلمة له إنه بعد نكبة العام 48، ظلت الراوية الإسرائيلية هي المسيطرة إعلاميًا وفنيًا وأدبيًا على مستوى الرأي العام العالمي، لتضبط أيقاعها على خطى المؤسسة الإسرائيلية.

وأضاف أنّ الرواية الفلسطينية استطاعت بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية أن تثبت نفسها وأن تعيد إلى أسماع العالم الرواية الفلسطينية لما حدث في العام 48، مشيراً إلى بدء الفنانين والمثقفين الفلسطينيين بلعب دور كبير في سرد ما حصل بأسلوب فني رائع ومميز. وأوضح يخلف أنّ فيلم "باب الشمس" يأتي في سياق إعادة الاعتبار للرواية الفلسطينية، خصوصًا وأنها رواية لالياس خوري الفلسطيني الانتماء واللبناني الهوية، وعبّر عن فخره بعرضه في فلسطين لإتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدة هذا الشريط الهام الذي يعنى بكفاح هذا الشعب.
من جهته، تحدث مخرج الفيلم يسرس نصر الله إلى الجمهور عبر الهاتف، وأجهش بالبكاء، وقال إنه كان يتمنى أن يكون في فلسطين أثناء العرض الأول للفيلم، متمنياً أن تنعم فلسطين قريباً بالحرية، ويرفع الحصار عنها. ووجّه نصر الله شكره إلى المخرجين الفلسطينيين الذين أعطوه الحرية بجرأتهم وأفلامهم وخبراتهم المميزة ليحكي عن فلسطين، معبراً عن أمله أن يتحول الحلم الفلسطيني إلى واقع، وأن يتمكن الشعب الفلسطيني، من التحكم بمقدراته وإمكانياته، وأن يقيم دولته المستقلة الديمقراطية.

وأكد بعض الذين حضروا الفيلم، أنهم تلقوا جرعة كبيرة من الألم، وانتابهم إحساس قوي بأنهم يتعرفون للمرة الأولى على تفاصيل النكبة الفلسطينية، أو أنّ هذه التفاصيل فتحت جروحهم التي لا زالت تنزف رغم مرور الزمن.

ويعرض الفيلم في تفاصيله المأساة الفلسطينية من خلال نموذج قرية "أم الزيتون" التي هاجر أهلها عنها بعد ضربها بالمتفجرات، واستقروا في أراضي قرية "شعب" مع أهل قرية البروة والكويكات، لكنهم ما لبثوا أن غادروها، وعادوا إليها بعد تحريرها من العصابات الصهيونية، وتسليمها من جديد إلى قوات "الهَجَناة" بعد سقوط الجليل الفلسطيني وانسحاب الجيوش العربية، وليرحلوا من جديد تحت وابل النيران التي طاردتهم حتى حدود "لبنان".

وتتحرك الكاميرا في الفيلم بين لبنان وفلسطين، لتنقل صور النكبة وصور حياة الفلسطينيين في قراهم قبل وبعد النكبة، وحياتهم في مخيمات اللجوء في لبنان.

وأسندت بطولة الفيلم إلى يونس يونس، المناضل الفلسطيني الذي بدأ حياته مناضلاً وانتهى في حالة غيبوبة في مستشفى غزة، وهي حكاية تروي الألم والعذاب اللذين ذاقهما أبناء الشعب الفلسطيني ومراحل نضالهم المختلفة.

ويتنقل يونس -حسب أحداث الفيلم- في بداية سنوات النكبة بين فلسطين ولبنان، ينقل الأسلحة، وينظم خلايا للمقاومة، ويتواصل مع زوجته نهيلة، التي ظلت مع حماها وحماتها في قرية دير الأسد عند أقارب لهم، سرًا في مغارة حولتها نهيلة الرومانسية إلى جنة، لتحمل وتنجب له أربعة أطفال، وهي تتعب وتكدّ لإعالة الأسرة الكبيرة التي تتحمل مسؤوليتها، لتمثل نموذجًا للمرأة الفلسطينية في صمودها وقدرتها على التحدي وإلهام الرجل ودعمه.

ومن الجدير ذكره أنّ عرض الفيلم سيتم على جزءين لطول مدته التي تصل إلى أربع ساعات متواصلة.

التعليقات