31/10/2010 - 11:02

دبلن التي كرهت جيمس جويس تحتفي بـ"يوم بلوم"

يوم الأحد نظمت دبلن افطاراً من الكبد المقلي لعشرة آلاف شخص في شارع اوكونيل الأعرض في أوروبا. وغداً تقلد امرأتان متقدمتان في السن احداث فصل "حكاية الخوخ

دبلن التي كرهت جيمس جويس تحتفي بـ
مدينة الفشل والضغينة والتعاسة" التي تبادلت الكره مع ابنها نظمت احتفالات بمئوية روايته التي منعتها, وأبرزها "يوم بلوم" في 16 حزيران (يونيو). في هذا اليوم الشهير يقلد اهل دبلن وزوارها انطلاق بطل "يوليسيس" (بالإنكليزية) "عوليس" (بالعربية) من المنزل الرقم 7 في ايكلس ستريت ومسيرته عبر النهر وجسر اوكونيل وترينيتي كولدج والبرلمان القديم الى مشرب ديفي برن حيث تناول سندويشاً من جبن الغورغونزولا وكأساً من البرغندي. بعد ذلك يقصد ليوبولد بلوم وصديقه ستيفن ديدالوس الذي يمثل جيمس جويس في شبابه المتحف والمكتبة الوطنية حيث يلقي خطبة عن شكسبير وهاملت. غداء بلوم طقس مبجل كل عام. ويوم الأحد نظمت دبلن افطاراً من الكبد المقلي لعشرة آلاف شخص في شارع اوكونيل الأعرض في أوروبا. وغداً تقلد امرأتان متقدمتان في السن احداث فصل "حكاية الخوخ" في الرواية, فتجلسان في مكان مرتفع من مبنى "سباير اوف دبلن" وتبصقان نواة الخوخ على الرصيف. يرافق المشهد عرض بالأقنعة وملابس اوائل القرن العشرين وعزف وألعاب بهلوانية ونارية.

تشمل الاحتفالات التي أطلق عليها عنوان "ريجويس دبلن 2004" عرض افلام ومسرحيات وحفلات موسيقية وأغان جديدة وتلاوات وندوات ومشاغل ومسيرات. غيرت تهجئة كلمة "ريجويس" التي تعني "ابتهج" لتضم اسم الكاتب الذي نفى نفسه, واستعاد خريطة مدينته وهو يعيش في باريس وتريست وزوريخ بين 1914 و1921. تحول الكاتب الملعون الى الابن الحبيب مذ رأت دبلن الاحتمالات التجارية الكبيرة لاسمه. منع الكتاب في ايرلندا وغيرها "لبذاءته وتصويره الصريح للجنس" ولم تنشر كتب جويس في بلاده إلا في الستينات. ساهم زملاؤه في اعادة تأهيله عندما نظموا "يوم بلوم" للمرة الأولى في 1954 فركبوا في عربات تجرها الأحصنة وارتدوا ملابس الحقبة الإدواردية, واقتفوا اثر ليوبولد بلوم في طوافة في دبلن. بات "يوم بلوم" حدثاً وطنياً بعدها وغطى جويس على سائر كتّاب ايرلندا الى درجة اثارت حنق رودي دويل الذي قال في احتفال نيويوركي بذكرى ميلاد جويس اوائل هذه السنة ان "يوليسيس" اطول مما يجب وأنها لا تحرك مشاعر القارئ وتعطى قيمة اكبر مما تستحق. ذهل الحضور الذين كانوا يتوقعون مديحاً معتاداً لصانع الرواية الحديثة, لكن دويل عجب بدوره من ترتيب "يوليسيس" الدائم بين الروايات العشر الأوائل لأنه يشك في ان يكون المفتونون بها اكملوا قراءتها.

جويس ليس افضل كتّاب ايرلندا, قال دويل الذي سئم مقارنة كل الكتّاب الإيرلنديين بجويس كلما كتبوا حواراً محلياً والاعتقاد انهم سرقوه من الكاتب الشهير. "الفكرة السائدة عن انه يملك اللغة كما تحكى في دبلن هراء. لم يخترع لهجة اهل دبلن".

صدر تسجيلان لـ"يوليسيس" في مئويتها سجل احدهما بأصوات نصف ممثلي ايرلندا منذ عشرين عاماً لمناسبة مئوية ولادة جويس ويدوم اكثر من ثلاثين ساعة. ويقرأ التسجيل الثاني ممثلان فقط ويستغرق سبعة وعشرين ساعة. طول الرواية ساهم في الفكرة السائدة عن صعوبة اكمال قراءتها, لكنها تحولت اسطورة على رغم ذلك وخلا يوم 16 حزيران (يونيو) 1904 الذي التقى فيه الكاتب الشاب نورا بارنكل, الخادمة في فندق "فين" في دبلن. هربا وتزوجا وتشاجرا وتبادلا رسائل بذيئة بطلب منه, وشك في انها عملت بنت هوى قبل علاقتهما لكنه جعل منها اساس شخصيته مولي زوجة ليوبولد بلوم.

في فيلم "بلوم" الذي حقق لمناسبة المئوية يصور ستيفن ريا مزيج الإيرلندية واليهودية والإنسانية والتنوع في شخصية البطل الشهير. مسرحية "جيمس جويس" تروي قصة بائع في حي بورتوبيلو في لندن مصاب بهوس جويس ومتعلق بكل ما يخصه. تتداخل في المسرحية حياة البائع والكاتب اللذين يفصلهما نحو قرن ويجمعهما الهاجس. السيناتور ديفيد نوريس الذي ساهم في اعادة تأهيل جويس اكثر من اي شخص آخر يقدم وحده عرضه المرح الغني بالمعلومات "هل تسمعون ما أراه؟". مسرحية "سايكلوبس" تقتبس احد اكثر الفصول مرحاً في "يوليسيس" حين استند جويس الى المواجهة بين اوديسيوس والعملاق ذي العين الواحدة في "اوديسه" هوميروس.

"ندوة جيمس جويس الدولية التاسعة عشرة" تنظم للمشتركين الوافدين من انحاء العالم اسبوعاً من المشاغل والمحاضرات والعروض والمناقشات عن حياة جويس وعمله وعالمه الإبداعي. المكتبة الوطنية اقتنت حديثاً تسع عشرة مسودة للكاتب تسمح للباحثين بمتابعة التطور الفني لبعض اجزاء يوليسيس". وفي مناسبة المئوية يحيي متحف جيمس جويس موسماً اضافياً ويعرض نسخاً مختلفة من الرواية. ويستقبل "برج جيمس جويس" حيث اقام فترة قصيرة الزوار, ولا تزال غرفة الجلوس التي وصفها في الرواية على حالها تقريباً.

"مدينة الفشل والضغينة والتعاسة" التي تبادلت الكره مع ابنها نظمت احتفالات بمئوية روايته التي منعتها, وأبرزها "يوم بلوم" في 16 حزيران (يونيو). في هذا اليوم الشهير يقلد اهل دبلن وزوارها انطلاق بطل "يوليسيس" (بالإنكليزية) "عوليس" (بالعربية) من المنزل الرقم 7 في ايكلس ستريت ومسيرته عبر النهر وجسر اوكونيل وترينيتي كولدج والبرلمان القديم الى مشرب ديفي برن حيث تناول سندويشاً من جبن الغورغونزولا وكأساً من البرغندي. بعد ذلك يقصد ليوبولد بلوم وصديقه ستيفن ديدالوس الذي يمثل جيمس جويس في شبابه المتحف والمكتبة الوطنية حيث يلقي خطبة عن شكسبير وهاملت. غداء بلوم طقس مبجل كل عام. ويوم الأحد نظمت دبلن افطاراً من الكبد المقلي لعشرة آلاف شخص في شارع اوكونيل الأعرض في أوروبا. وغداً تقلد امرأتان متقدمتان في السن احداث فصل "حكاية الخوخ" في الرواية, فتجلسان في مكان مرتفع من مبنى "سباير اوف دبلن" وتبصقان نواة الخوخ على الرصيف. يرافق المشهد عرض بالأقنعة وملابس اوائل القرن العشرين وعزف وألعاب بهلوانية ونارية.

تشمل الاحتفالات التي أطلق عليها عنوان "ريجويس دبلن 2004" عرض افلام ومسرحيات وحفلات موسيقية وأغان جديدة وتلاوات وندوات ومشاغل ومسيرات. غيرت تهجئة كلمة "ريجويس" التي تعني "ابتهج" لتضم اسم الكاتب الذي نفى نفسه, واستعاد خريطة مدينته وهو يعيش في باريس وتريست وزوريخ بين 1914 و1921. تحول الكاتب الملعون الى الابن الحبيب مذ رأت دبلن الاحتمالات التجارية الكبيرة لاسمه. منع الكتاب في ايرلندا وغيرها "لبذاءته وتصويره الصريح للجنس" ولم تنشر كتب جويس في بلاده إلا في الستينات. ساهم زملاؤه في اعادة تأهيله عندما نظموا "يوم بلوم" للمرة الأولى في 1954 فركبوا في عربات تجرها الأحصنة وارتدوا ملابس الحقبة الإدواردية, واقتفوا اثر ليوبولد بلوم في طوافة في دبلن. بات "يوم بلوم" حدثاً وطنياً بعدها وغطى جويس على سائر كتّاب ايرلندا الى درجة اثارت حنق رودي دويل الذي قال في احتفال نيويوركي بذكرى ميلاد جويس اوائل هذه السنة ان "يوليسيس" اطول مما يجب وأنها لا تحرك مشاعر القارئ وتعطى قيمة اكبر مما تستحق. ذهل الحضور الذين كانوا يتوقعون مديحاً معتاداً لصانع الرواية الحديثة, لكن دويل عجب بدوره من ترتيب "يوليسيس" الدائم بين الروايات العشر الأوائل لأنه يشك في ان يكون المفتونون بها اكملوا قراءتها.


جويس ليس افضل كتّاب ايرلندا, قال دويل الذي سئم مقارنة كل الكتّاب الإيرلنديين بجويس كلما كتبوا حواراً محلياً والاعتقاد انهم سرقوه من الكاتب الشهير. "الفكرة السائدة عن انه يملك اللغة كما تحكى في دبلن هراء. لم يخترع لهجة اهل دبلن".

صدر تسجيلان لـ"يوليسيس" في مئويتها سجل احدهما بأصوات نصف ممثلي ايرلندا منذ عشرين عاماً لمناسبة مئوية ولادة جويس ويدوم اكثر من ثلاثين ساعة. ويقرأ التسجيل الثاني ممثلان فقط ويستغرق سبعة وعشرين ساعة. طول الرواية ساهم في الفكرة السائدة عن صعوبة اكمال قراءتها, لكنها تحولت اسطورة على رغم ذلك وخلا يوم 16 حزيران (يونيو) 1904 الذي التقى فيه الكاتب الشاب نورا بارنكل, الخادمة في فندق "فين" في دبلن. هربا وتزوجا وتشاجرا وتبادلا رسائل بذيئة بطلب منه, وشك في انها عملت بنت هوى قبل علاقتهما لكنه جعل منها اساس شخصيته مولي زوجة ليوبولد بلوم.

في فيلم "بلوم" الذي حقق لمناسبة المئوية يصور ستيفن ريا مزيج الإيرلندية واليهودية والإنسانية والتنوع في شخصية البطل الشهير. مسرحية "جيمس جويس" تروي قصة بائع في حي بورتوبيلو في لندن مصاب بهوس جويس ومتعلق بكل ما يخصه. تتداخل في المسرحية حياة البائع والكاتب اللذين يفصلهما نحو قرن ويجمعهما الهاجس. السيناتور ديفيد نوريس الذي ساهم في اعادة تأهيل جويس اكثر من اي شخص آخر يقدم وحده عرضه المرح الغني بالمعلومات "هل تسمعون ما أراه؟". مسرحية "سايكلوبس" تقتبس احد اكثر الفصول مرحاً في "يوليسيس" حين استند جويس الى المواجهة بين اوديسيوس والعملاق ذي العين الواحدة في "اوديسه" هوميروس.

"ندوة جيمس جويس الدولية التاسعة عشرة" تنظم للمشتركين الوافدين من انحاء العالم اسبوعاً من المشاغل والمحاضرات والعروض والمناقشات عن حياة جويس وعمله وعالمه الإبداعي. المكتبة الوطنية اقتنت حديثاً تسع عشرة مسودة للكاتب تسمح للباحثين بمتابعة التطور الفني لبعض اجزاء يوليسيس". وفي مناسبة المئوية يحيي متحف جيمس جويس موسماً اضافياً ويعرض نسخاً مختلفة من الرواية. ويستقبل "برج جيمس جويس" حيث اقام فترة قصيرة الزوار, ولا تزال غرفة الجلوس التي وصفها في الرواية على حالها تقريباً.

التعليقات