31/10/2010 - 11:02

سلمان ناطور في "الفحيص" : ألمدينة الفلسطينية كانت منارة ثقافية قبل النكبة وتستعيد هذا الاشعاع

-

سلمان ناطور في
استضاف مهرجان الفحيص الخامس عشر ،في الاردن، الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور ، حيث ألقى محاضرة عن المدينة الفلسطينية ضمن "ركن المدينة العربية" الذي خصصته ادارة المهرجان لهذا العام لمدينة الناصرة.

و قد افتتح الأمسية رئيس بلدية الفحيص المهندس فؤاد سميرات مرحبا بالكاتب الضيف ومستعرضا مسيرته السياسية والأدبية "الحافلة بالعطاء الأدبي والفكري والنضال االوطني" ثم استعرض رئيس البلدية تاريخ مدينة الناصرة وأهميتها ومكانتها الحضارية والدينية وصمودها بقوله: "57 عاما من الاحتلال، وما تزال الناصرة تشهر هويتها العربية، عاصمة الجليل، ما تزال قادرة على الحفاظ على هويتها العربية".

الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور بدأ كلمته بتحية الى ادارة هذا المهرجان الذي أصبح أحد الصروح الثقافية الأردنية والعربية البارزة اذ يتميز برفعة مستواه وتوظيفه للمكان وجعله حالة ثقافية مميزة، مضيفا ان "اختيار الناصرة مدينة في ركن المدينة العربية ، بعد بيروت ودمشق والقاهرة والقدس وبيت لحم ، يعبر عن التواصل والالتقاء القومي والوطني والانساني والحضاري والثقافي بين ما هو في الداخل وما هو في الاردن وكل عالمن العربي، ولن تكون الحدود المصطنعة حاجزا بيننا وبين شعبنا وامتنا العربية، فوطننا هو كل هذه البلدان وثقافتنا هي هذه الثقافة التي لها امتداد ثقافي وتاريخي في عمق الحضارة الانسانية".

ثم تحدث ناطور عن المدينة الفلسطينية قبل النكبة، عن الناصرة وعكا وحيفا ويافا واللد والرملة قائلا: ألمدينة الفلسطينية قبل النكبة كانت منارة ثقافية من منارات هذا الشرق ، كانت تعج بالفعاليات الثقافية والمؤسسات العلمية واللقاءات مع ادباء وكتّاب وفنانين يصلون من مصر مثل المازني والعقاد، ويوسف وهبي الذي اقام في عكا فرقة مسرحية وام كلثوم وفريد الاطرش وعبدالوهاب وكان يصدر في يافا وحدها 38 صحيفة بينها صحف متخصصة وبأكثر من لغة، كانت عالما من الثقافة تصدر المثقفين للعالم العربي والعالم، فكم من شخصية ثقافية لمعت وأثرت الفكر الانساني المعاصر ، كذلك تأثرت ثقافتنا يالثقافات العالمية وأخذت منها، وفي عام النكبة ضربت هذه المدينة وهذه الثقافة وتحولت الى أشلاء وتشتت مثقفوها ومبدعوها مثلما تشتت شعبها، وكان عليها أن تعيد بناء نفسها من جديد وها هي مدننا تستعيد عافيتها الثقافية في رام الله كما في الناصرة وفي نابلس كما في يافا وفي جنين كما في حيفا، فالمدينة الفلسطينية تواصل رغم النكبة عطاءها ورغم الاحتلال وستظل منارة اشعاع ثقافي.

وكرس الكاتب ناطور جزء كبيرا من محاضرته عن الذاكرة الفلسطينية وضرورة صيانتها والحفاظ عليها بتدوينها ونقلها للأجيال "كأحد مركبات الهوية الفلسطينية الواحدة ، ويجب أن نعمل كل ما بوسعنا لئلا تضيع هذه الذاكرة وترحل مع رحيل الأفراد الذين يملكونها".

بعد المحاضرة وجهت الأسئلة الى الكاتب الضيف وقد تمحورت حول كيفية تحقيق التواصل بين الداخل والعالم العربي وأعرب العديد من المتكلمين عن تقديرهم العميق لهذا الجزء الفلسطيني الباقي في وطنه صامدا ومدافعا ببسالة ووعي عن عروبته وفلسطينيته وثقافته وهويته كما عن أرضه ووطنه، ثم قدم رئيس البلدية درع المدينة وشعار المهرجان الى الكاتب سلمان ناطور متمنيا له ولكل المبدعين الفلسطبنيين استمرار العطاء.

التعليقات