31/10/2010 - 11:02

معرض فني في عيد ميلاد فيروز السبعين: صوت الغضب الساطع آت من الناصرة‍‍‍‍..

-

معرض فني في عيد ميلاد فيروز السبعين: صوت الغضب الساطع آت من الناصرة‍‍‍‍..
قالوا فيما مضى " اعطني" فنا اعطيك شعبا" وهذه هي الرسامة سيسيل كاحلي والباحثة الفولكلورية نائلة لبس ابنتا مدينة الناصرة يزاوجان في مشروع مشترك بين الرسم والغناء وترنوان الى اثراء هوية الناشئة.

" وفي الناس المسرة" هي مبادرة ثقافية تم تدشينها امس في الناصرة بمبادرة فردية عصامية تكريما للسيدة فيروز على شرف عيد ميلادها السبعين، والمصادف في الواحد والعشرين من نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.

أصل الفكرة ان الفنانة سيسيل كاحلي كانت ترسم منذ سنوات طويلة معشوقتها السيدة فيروز بيد انها اختارت هذه المرة رسم لوحات زيتية مستوحاة من الاغاني الفيروزية وعرضها بصحبة صوت الفنانة الكبيرة رمز الاباء والمحبة والكبرياء.

وهذا ما حصل حيث تم انتاج هذه الرسومات الملونة بالوان قاتمة وزاهية معا وعرضها أمس ضمن معرض " "وفي الناس المسرة".

وتوحي كل واحدة من هذه الرسومات باحدى اغاني فيروز التي تبقى شابة وحية الى الابد ،اغان ترعرعت عليها اجيال عربية كثيرة من الكويت الى تطوان.. وانغرست معانيها في اعماق نفوسهم ووجدانهم وساهمت في بلورة هويتهم الثقافية.

ومن ضمن هذه الرسومات التي يشاهدها الزوار بمرافقة الصوت الملائكي لوحة " ابواب" التي تنطق بمعاني المحبة والكبرياء والوطن والصلاة كما تنضح اغنية " ابواب". وكيف لا .. لوحة القدس التي تظهر ابواب المدينة وازقتها العتيقة بالوان حزينة وغاضبة معا.. وتمعن زوار المعرض الصورة وهم يتمتمون سوية مع فيروز وهي تصدح بصوتها ملء فضاء القاعة: " مريت بالشوارع شوارع القدس العتيقة..اوقف عباب بواب ..صارت وصرنا صحاب .. وعينهن الحزينة من طاقة المدينة تاخذني وتوديني لغربة العذاب.."

وهكذا مع لوحات " الاوضة المنسية" و" عروستنا الحلوة" و "بقولو زغير بلدي" و "ردني الى بلادي" وغيرها من الرسومات التي تعرض في الظلام وتحت ضوء الشموع تارة وفي اضاءة كاملة تارة اخرى.

في حديث معها قالت الفنانة سيسيل كاحلي انها تتطلع الى الشروع عبر هذه المبادرة بتوثيق المدرسة الرحبانية وتخليد المعاني الانسانية والوطنية الخالدة لمنتوج فيروز والرحابنة عبر هذه اللوحات.

واضافت" انتهزت المناسبة الوشيكة ليوم ميلاد فيروز وهو عيد لنا جميعا كي اقول لها كفلسطينية شكرا جزيلا لأنها غنت لفلسطين منذ النكبة".

واوضحت كاحلي ان مبادرتها اولية وهي تحتاج الى المزيد من الرعاية والدعم في مجال تقنيات الضوء والصوت والاخراج الفني لافتة الى انها تتمنى من كل قلبها ان تبادر المؤسسات الثقافية الى احتضان المعرض وتطويره سيما وانه يحتاج لرعاية مؤسسة ضخمة او دولة.

وتغلب على اللوحات الفيروزية التي رسمت على سجاد وقماش خاص للرسم مسحة من الحزن، وتعزو كاحلي ذلك الى تأثرها بسيرة حياة فيروز التي مرت درب الالام وانا بدوري لا ارغب بفتح ادراجها الشخصية، واضافت " ولكن في المقابل هنالك لوحات تنطق فرحا مثل " عروستنا الحلوة" وهذا هو البعد الاهم فنحن نسعى لبعث المحبة والمسرة والتفاؤل في نفوس الناس فأنا ارسم فيروز منذ زمن بعيد واحس ان علاقة حميمية تربطني بها ما يدفعني الى المساهمة في ايصال رسائلها لمن له اذن".

وحول رغبتها بلقاء السيدة فيروز قالت الرسامة كاحلي انها تهتم بايصال نسخ من الرسومات لها في بيروت بواسطة رجل دين يمكنه التنقل بين البلدين، لافتة الى ان حبها وتقديرها للفنانة الكبيرة ربما يستدعي ان لا تلتقيها كي تبقى اكثر شوقا لها واضافت" على كل انا احب فيروز لاكثر من سبب اهمها ثباتها على مبادئها التي لم تتزحزح عنها قيد أنملة."

اما الشق الثاني المكمل للمبادرة فهي من نتاج باحثة التراث نائلة لبس التي تستعد لاصدار دراستها الموسعة حول المدرسة الرحبانية وعلاقتها بالفولكلور اضافة الى رسومات كاحلي.

واكدت لبس ان اكبر اسرار نجاح الرحابنة مرده الى تأسيس نتاجهم الفني على التراث اللبناني والعربي.

واشارت الى ان بحثها الموسع والجديد سيبين تفصيلا دور النصوص الفولكلورية في احتلال قلوب الناس وخلود اغاني فيروز في وجدانهم وذاكرتهم الجماعية.

واشارت الى قيام الرحابنة بالنزول الى العامة من بسطاء الناس وامسكوا بايديهم ومعهم ارتقوا وحلقوا مع الاغنية حتى بلغت الدرجة العالمية.

وقد اعطت لبس مثالا على ذلك بالاشارة الى "سهرة حب" لفيروز ووديع الصافي او " داير دوري عالداير" اللتين تم تأسيسهما على مطالع قصائد فلكلورية.

ونوهت الى ان المعرض والبحث يتطلعان الى اعادة البسمة والفرح الى الفلسطينيين المحاصرين بين الدبابة والحجر، لافتة الى اهمية الفنون في استنهاض الهمم وبناءالهوية الوطنية.

واستذكرت دور فيروز في شحن العرب والفلسطينيين بمعاني وقيم عزيزة منذ زلزال النكبة حينما غنت للقدس وبيسان وادت اغنية قديمة عن تهجير الارياف والمدن الفلسطينية بعنوان " بعدنا" قالت فيها:" بعدن من يقصد الكروم ..مين يملأ التلال .. من يقطف الدوالي.."

وشددت لبس على اهمية النهل من عيون التراث من اجل بلورة شخصية ثقافية فنية للاجيال العربية الناشئة التي تتعرض للعدمية القومية واللهث وراء ما هو فاقد للمعنى.

التعليقات