31/10/2010 - 11:02

مكتبة الاسكندرية: مخطوطات مضى عليها ألف عام ونوادر المدونات العربية

مكتبة الاسكندرية: مخطوطات مضى عليها ألف عام ونوادر المدونات العربية
مناسبة نشر هذا الملف عن "المخطوطات الألفية" طريف حقاً. فقد أراد الدكتور يوسف زيدان, الباحث التراثي المعروف, ومدير مركز المخطوطات, ومتحف المخطوطات, بمكتبة الاسكندرية الزاهرة, التعريف بنفائس مخطوطات مكتبة بلدية الاسكندرية ونوادرها, والتي انضمت الى القائمة الطويلة لموجودات المكتبة من الذخائر والروائع - فدعا نخبة من الاساتذة العلماء, وأمناء الاقسام العربية بدور الكتب العالمية, ليتحدث كل منهم عن مخطوطة او مخطوطات بلغ عمرها الألف عام او يزيد في احدى المكتبات العالمية التي تحتفظ بمجموعة كبرت او صغرت من مخطوطات العربية وذخائرها, باعتبارنا الآن نجتاز السنوات الأولى من الألفية الثالثة. وقد وجد الدكتور زيدان في مكتبة الاسكندرية اربع مخطوطات جاوز عمرها الألف عام, وخمس مخطوطات تحبو على طريق الألفية: تفسير البستي (منسوخ عام 368 هـ), والحجة في الملل القراءات لأبي علي الفارسي (منسوخ عام 390 هـ), وإصلاح المنطق لابن السكّيت (منسوخ عام 418 هـ). وهناك مخطوطة ثانية من الكتاب نفسه غير مؤرّخة, ويرجح د. زيدان عودتها الى تاريخ مقارب لمثيلتها.



أما المخطوطات التي وضعها د. زيدان على طريق الألفية فهي: ديوان سلامة بن جندل (منسوخ عام 494 هـ), وقيل انه بخط ابن البواب, لكن د. زيدان يرى غير ذلك. وكتاب الحدود الطبية لسعيد بن هبة الله (منسوخ نحو العام 495 هـ), والمدونة لسحنون (منسوخة عام 499 هـ), والجامع في أخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي, وهو منسوخ نحو العام 500 هـ. ورقائق عبدالله بن المبارك (طبعت ملحقة بكتاب الزهد له), منسوخة عام 466 هـ.

هذه المعلومات عن المخطوطات الألفية بمكتبة الاسكندرية أصدرها د. زيدان في كتاب بهذا الاسم, وزعه علينا في فاتحة المؤتمر. ثم توالت البحوث عن الألفيات في المكتبات الاخرى. تحدث د. رمضان ششن عن ألفيات وذخائر مكتبات اسطنبول, وعبدالله حمد محارب عن نفائس الكويت, وأحمد سليم عبدالوهاب غانم عن أمالي اليزيدي, والسعيد السيد عبادة عن معاني أبيات الحماسة للنمري, وحسين كمال نور عن مخطوطات علوم الدين في المتحف البريطاني, ويحيى ميرعلم عن مخطوطات الرموز والألغاز (وكذلك حسان الطيان), وشريف محروس المصري عن مخطوطات اللغة والأدب, وشريف علي الأنصاري عن المخطوطات العلمية, وفيصل الحفيان عن مخطوطات النحو الألفية. وأحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر عن الألفيات في المكتبة الازهرية (غريب الحديث لأبي عُبيد). وماري جنفييف غيدون, رئيسة القسم العربي في المكتبة الوطنية في باريس, عن ألفيات تلك المكتبة. وتحدث رضوان السيد عن مخطوطتين فقهيتين يمنيتين على طريق الألفية. وأحمد شوقي بنبين عن المخطوطات الألفية في الخزانة الملكية في المغرب. وعلي أكبر عناياتي عن ألفيات جامعة طهران (آداب الفلاسفة لحنين بن إسحاق) - ومحمد سليمان عن المخطوطات الألفية في الإسكوريال (تملك مكتبة الاسكندرية نسخة رقمية مصورة عنها) - وعلي ميرمو هيديس عن مخطوطة درج الغرر للمطوّعي بمكتبة الجامعة في السويد.

قدّر د. زيدان ان المخطوطات العربية الألفية في العالم (غير مخطوطات القرآن) لا يزيد عددها على 270, مع احتمال ظهور مخطوطات اخرى, لن تزيد في اي حال على الـ300. وهذا العدد ليس كبيراً اذا علمنا ان المخطوطات العربية يقدر عددها بـ3 مليون في العالم اليوم. والواضح ان بقاء هذا المخطوط او ذاك لا يعود لكميته الاستثنائية" بل هو ضربة حظ. وقد لاحظت ان هناك مؤلفين بالذات يمكن اعتبارهما محظوظين: أبو عبيد القاسم بن سلاّم (- 224 هـ), وأبو هلال العسكري (- 495 هـ)" فقد بقيت على كتبهما مخطوطات عدة يقارب عمرها الألف عام.

عندما كنا نغادر مكتبة الاسكندرية بعد انتهاء المؤتمر, كان مؤتمر آخر يبدأ فيها عن تاريخ العلوم عند العرب, ويحضره متخصصون عالميون. في حين صاحبَ مؤتمرنا نشاطان آخران في الآثار والفنون.

مكتبة الاسكندرية الجديدة هائلة وفاتحة آفاق. واذا استمرت في هذا المسار عقدين او ثلاثة, فسيكون لها تأثير كبير في تغيير صورتنا عن ثقافات العالم, وصورة العالم عن ثقافتنا وإنساننا.

(عن "الحياة")

التعليقات