31/10/2010 - 11:02

نجيب محفوظ الأكثر حضوراً في اللغة الألمانية

نجيب محفوظ الأكثر حضوراً في اللغة الألمانية
كشفت بيبلوغرافيا تصدر قريباً عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر عن زيادة ملحوظة في معدلات ترجمة الأدب المصري الى الألمانية هذا العام بمناسبة المشاركة العربية في فرانكفورت وأظهرت القائمة الإحصائية المصاحبة للبيبلوغرافيا أنه على مدار الأربعة عشر عاماً من 1990 إلى 2004 ظهر 65 عملاً أدبياً مصرياً مترجماً في 103 طبعات, منها 13 عملاً في عام 2004 وحده أي نحو 20 في المئة من العدد الإجمالي. وأشارت الدراسة المصاحبة للبيبلوغرافيا التي أعدتها الباحثة منار عمر, المدرس المساعد بقسم الأدب الالماني في جامعة حلوان, الى وجود ما يقرب من 214 عملاً أدبياً عربياً ترجم الى الالمانية في الفترة من عام 1990 وحتى الآن في 289 طبعة.

وتشير الباحثة إلى حقيقة أن كلاً من ألمانيا وسويسرا تشغلان مرتبة متقدمة جداً على مستوى العالم من حيث صناعة الكتاب كماً. ففي ألمانيا وحدها نجد أن الكتب المترجمة إلى الألمانية تشكل ما بين 10 في المئة (نحو 6223 كتاباً مترجماً عام 2002) إلى 12 في المئة (نحو 7600 كتاب مترجم عام 1999) من إجمالي الإنتاج السنوي للكتب, وتشغل ترجمة الأدب حيزاً كبيراً منها يراوح سنوياً ما بين 14 إلى 16 في المئة من إجمالي الكتب المترجمة, ويضاف إلى ذلك ترجمات أدب الأطفال والشباب التي تشكل بدورها نحو 8 في المئة من الترجمات. ومن حيث الكم تأتي الترجمة من اللغة الإنكليزية دائماً في المرتبة الأولى 70 في المئة, وتليها بفارق كبير الترجمة من الفرنسية نحو 10 في المئة, ويبقى للادب غير الاوروبي ما بين 7 و8 في المئة, ويحتل الادب العربي فيها اقل من 1 في المئة, ولكن العام الحالي شهد طفرة ظهرت ترجمات لنحو 11 عملاً عربياً.

وقالت الدراسة ان حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل قد نشط حركة الترجمة من الأدب المصري والعربي وأعطاها دفعة قوية إلى الأمام. كذلك لعبت الأحداث السياسية المتلاحقة, من قيام الانتفاضة الأولى وحرب الخليج وحتى غزو العراق, في اثارة فضول القارئ الغربي وأسهمت بقدر ما في ترجمة بعض الآداب العربية إلا أنها كرست أيضاً صوراً سلبية في معظمها في مخيلة المتلقي.

وأكدت الدراسة المرفقة بالبيبلوغرافيا أن أعمال نجيب محفوظ تتصدر الترجمات العربية من حيث الكم وعددها 22 عملاً وهو ما يوازي أكثر من 33 في المئة من إجمالي الترجمات وهو الكاتب العربي الاكثر مبيعاً والى جواره جبران خليل جبران وابراهيم الكوني واميلي نصرالله. ولكن "الخبز الحافي" لمحمد شكري تتمتع بوضع استثنائي من حيث التوزيع وتكرار مرات الطبع وكذلك الأمر بالنسبة الى رواية "مسك الغزال" لحنان الشيخ, وتلا محفوظ في عدد الترجمات نوال السعداوي ولها ست نصوص أدبية. والمفارقة هنا ان اسم السعداوي لم يظهر في قائمة الكتّاب الذين رشحتهم وزارة الثقافة المصرية للمشاركة في معرض فرانكفورت, وقد استرعى انتباه الباحثة أن معظم ما ترجم من أعمال نوال السعداوي إلى الألمانية ليس مترجماً من النص الأصلي ولكن من الترجمة الإنكليزية,. كذلك يلاحظ التفاوت الكبير بين العنوان الأصلي بالعربية لمعظم أعمالها والعنوان بالألمانية. وربما يرجع ذلك لأسباب تتعلق بتسويقه في البلدان الناطقة بالألمانية.

وتظهر القائمة الاحصائية ان اسم الكاتبة الراحلة أليفة رفعت يلي السعداوي في الترتيب ولها (أربعة أعمال) وهي شبه مجهولة في الاوساط الادبية المصرية. وبعد ذلك يأتي اسم كل من سلوى بكر وجمال الغيطاني وصبري موسى (ولكل منهم ثلاثة أعمال). أما بقية الأعمال المترجمة لأدباء مصريين فلا تتجاوز نصين على الأكثر لكل فرد منهم نص فريد بالعامية المصرية لصلاح جاهين.

واذا كانت الشهور الماضية قد اظهرت أكثر من بيبلوغرافيا للاعمال الادبية العربية المترجمة الى الالمانية بمناسبة معرض فرانكفورت ابرزها القائمة التي أعدها المستعرب الالماني شتيفان فايدنر ونشرتها مجلة "فكر وفن" التي يصدرها معهد غوته في عددها الاخير فإن القارئ للبيبلوغرافيا التي اعدتها منار عمر يلاحظ ان الباحثة اعتمدت على مؤشرات مختلفة, منها تحديد الأعمال الأكثر انتشاراً من خلال الاشارة الى مرات إعادة الطبع, واعتبرت ان تكرار عملية إعادة طبع عمل أدبي مترجم هو مؤشر دال على حجم إقبال القارئ عليه, في حين اكتفى شتيفان بذكر الطبعة الاولى.

ويلاحظ ايضاً ان قائمة منار عمر المرفقة بالدراسة والتي تشمل احصاءات عن ترجمات الادب العربي اجمالاً الى الالمانية لم تسقط ترجمات نصوص التراث العربي التي ترجمت فعلاً واحصت منها 20 عملاً. واوردت مجموعة من الارقام التقريبية منها ان مصر هي صاحبة اكبر عدد من الكتاب ترجموا الى الالمانية ولها 24 كاتباً ويليها لبنان 15 كاتباً. ثم العراق 11, ثم سورية 7 كتاب, ولفلسطين 6 اعمال. وتأتي بعد ذلك دولتا الكويت والجزائر, وتظهر اسماء كتاب سعوديين لم يظهروا في القائمة التي نشرتها "فكر وفن" مثل تركي الحمد وخالد الفيصل, ومن الكويت سعاد الصباح. كذلك اشارت البيبلوغرافيا الجديدة للأعمال التي اعلن عن ترجمتها الى الالمانية لكتاب مصريين شباب, ومنها أعمال مصطفى زكري ومنتصر القفاش وحسن عبدالموجود التي ستصدر عن دار "لسان" التي أسسها أخيراً في سويسراً الباحث المصري حسن حماد. وفي الوقت نفسه توقفت امام ملاحظة دالة تتعلق باهتمام الالمان بترجمة النصوص التي يكتبها رؤساء عرب مثل "زبيبة والملك" لصدام حسين, وقصص القذافي "الارض الارض القرية القرية وانتحار رائد الفضاء", فضلاً عن توقفها امام ترجمة كتاب "طفل من القرية" للمفكر الاسلامي سيد قطب.

(سيد محمود - عن "الحياة")

التعليقات