17/11/2010 - 13:09

اصدار "موسوعة الروّاد المقدسيون في الحركة الفكرية والأدبية في فلسطين"

جاءت في عشرين جزءاً الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين يصدر موسوعة الروّاد المقدسيين للباحث والكاتب جهاد صالح

اصدار

رام الله - عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في رام الله، صدر وفي طبعة أنيقة للكاتب والباحث الفلسطيني جهاد أحمد صالح، "موسوعة الروّاد المقدسيون في الحركة الفكرية والأدبية في فلسطين.

وتضم السلسلة عشرين كتاباً متسلسلاً، خصّ الكاتب الجزء الأول منها للحديث عن البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عاش بها هؤلاء الرّواد، وأبدعوا انتاجهم فيها، وجاء بعنوان:

"التشكيل الروحي والبيئة الفكرية والثقافية في القدس ـ من بداية النهضة حتى النكبة" وقسّمه إلى أربعة أبواب:

1.    الباب الأول: صورة المجتمع الفلسطيني.

2.    الباب الثاني: العوامل المباشرة للنهضة.

  1. الباب الثالث: التشكيل الروحي والبيئة الثقافية في القدس.
  2. الباب الرابع: الحياة الفنية في القدس (الغناء، الموسيقى، التمثيل).

ويقع هذا الجزء من الموسوعة في 225 صفحة.

أما الروّاد والأعلام الذين تناولتهم السلسلة، وعددهم تسعة عشر رائداً، خص الباحث لكل رائد كتاباً مستقلاًَ، أوردهم متسلسلين بحسب تواريخ ميلاد الروّاد جاءت على النحو التالي:

 

الرقم

الاسم

حياته

مجال إبداعه

1.

يوسف ضياء الخالدي

1829 ـ 1906

جهود مبكرّة في الحركة الاحيائية

2.

المعلم نخلة زريق

1861 ـ 1921

رائد تعليم "العربية" في فلسطين

3.

روحي الخالدي

1864 ـ 1912

رائد البحث التاريخي والأدب المقارن

4.

بندلي الجوزي

1871 ـ 1924

رائد البحث العلمي الاجتماعي

5.

خليل السكاكيني

1878 ـ 1953

رائد التجديد الفكري والأدبي في فلسطين

6.

الشيخ عبد القادر المظفر

1880- 1949

حياة حافلة ونهاية حزينة

7.

أحمد حلمي عبد الباقي

1882 ـ 1958

شاعر الرباعيات في فلسطين

8.

محمد اسعاف النشاشيبي

1882 ـ 1948

علاّمة فلسطين وأديب العربية

9.

عارف العارف

1892 ـ 1973

عميد المؤرخين الفلسطينيين

10.

جمال الحسيني

1892 ـ 1982

جهود روائية مبكّرة

11.

أحمد سامح الخالدي

1896 ـ 1951

رائد الفكر السياسي التربوي

12.

واصف جوهرية

1897 ـ 1973

رائد الموسيقى والغناء في فلسطين

13.

اسحق موسى الحسيني

1904 ـ 1990

عميد الأدب العربي في فلسطين

14.

نجاتي صدقي

1905 ـ 1979

رائد المدرسة الواقعية الاشتراكية

15.

إميل الغوري

1907 ـ 1982

عبر ستين عاماً فلسطينية

16.

نصري الجوزي

1907 ـ 1996

من أعلام المسرح في فلسطين

17.

قسطنطين ثيودوري

1912 ـ 1999

رائد البحث بالمعاجم اللغوية

18.

روحي الخطيب

1914 ـ 1994

حياة حافلة في خدمة القدس

19.

فايز علي الغول

1915 ـ 1972

رائد الكتابة المدرسية

 

قدّم لهذه السلسلة كتب الشاعر مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينية في مقدمة مفتاحية بعنوان "رسالة مفتاحية" جاء فيها:

"لأنها القدس أقرب نقطة بين السماء والأرض .. ولأنها الجوهر الأنقى والمعراج المقدّس .. ولأنها محمولة على قامات الدم المجيد وبطولات شعبنا العظيم، ولأنها تصدّ بجسدها العاري قنابل الموت الحمراء وأنياب الجرّافات السوداء .. لكلّ ذلك وغيره فقد استحقّت مدينة القدس أن تكون وشم فلسطين وقوس العروبة الجسور ونداء الأحرار في العالم ..

وفي ظلّ عمليات التشويه والتزوير والاستلاب والنهب الداهم التي تمارسها أدوات الاحتلال، كان لا بدّ من إحياء تراث المدينة وإعادة الاعتبار لمقولتها المعرفية والثقافية، والحفر في طبقات وعيها، حتى تتمكن المدينة من فضح جدران عزلهم ورعبهم، وحتى تستطيع الحكاية الفلسطينية منازلة حكاية النقيض المدّعاة وهويته المفبركة وما يختلقه من مقولات تبريرية لوجوده الاحتلالي .

من هنا انبرى الكاتب والباحث جهاد صالح لعمل دؤوب بإصرار النمل وعناده في الإعداد لموسوعة (روّاد الحركة الأدبية المقدسية) وتسليط الضوء على هوية المدينة ووعيها خشية من النسيان والهدم.. هذه الأسماء المضيئة منحت بلادنا الأفق الواسع للإبداع والإنجاز .. ومازالت آثارهم وإرثهم الإبداعي والمعرفي سراجاً وهّاجاً في ديجور هذا الزمان الذي يعمّمه الاحتلال بدماره وسواده الأثيم ..

سنابك خيل عديدة دقّت قلب المدينة عبر العصور .. دهمها غزاة وعابرون .. ومازالت حجارتها العتيقة تقاوم زهومة الدخلاء ونتنهم الدهري .. ومازالت روح المدينة معافاة تواصل الحرية والبقاء على قيد الحلم والاحتمال والعناد الأكيد ..

لقد قدّم الباحث جهاد صالح هذه الإضمامة من الروّاد المقدسيين انحيازاً للقدس في هذه اللّحظات الحرجة التي يراد للمدينة أن تقع في أحبولة الغياب والخُسْر المبين .. ثمّة من يدقّ الجرس بإصرار العارف واقتدار المتمكّن للتأكيد على الحقّ والحقيقة الفلسطينية غير القابلة للزوال والنهش.

إنّ الأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين وهي تطلق هذه الموسوعة تعلن مقولتها الواضحة بضرورة تكريم مبدعين وإضاءة منجزهم الإبداعي والثقافي .. وإيلائهم مساحة وافرة من الدرس والمتابعة والتعميم حتى تتعرّف الأجيال إلى ما اجترحه الأسلاف من عظيم فعل، وإنجاز باقٍ على هذه الأرض الباقية. لأن الغزاة سيرحلون ..

الروّاد المقدسيون بسيرتهم ومسيرتهم الحافلة بالعطاء والمعرفة شكّلوا قنطرة للعبور إلى سماوة الصمود والإصرار على الحياة وأسبابها .. من بداية النهضة وحتى النكبة أسّس هؤلاء الروّاد خارطة الوعي الجماعي وأصّلوا وجع القدس وسياقاتها الثقافية، ما منح المدينة مساحة وافرة من التحدّي وجعل تاريخها يستعيد نقاط قوّته في مواجهة غوائل الحذف الاحتلالي .

إنّ الأمانة العامّة وهي تقدّم هذه الأوراق عن حياة روّادنا تصرّ على مقولة الخير والإبداع لتكون ممحاة لأسداف العتمة والظلموت الكابي. لتعود مدينة الله تشعّ الأمل والحلم والحياة على أرجاء الكون من جديد .."

 

والجدير ذكره، أن هذا العمل الذي يقدمه الكاتب والباحث جهاد صالح جزء من عمل أوسع وأشمل عكف على إعداده منذ ما يقارب الخمس سنوات، بعنوان "موسوعة روّاد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين (من بداية النهضة حتى النكبة) يقدّم فيها سيرة حياة، وقراءات في أعمال، وإبداعات مئة وعشرين رائداً وعلماً فلسطينياً في مجال الإبداع الفكري والأدبي في هذه المرحلة.

وحول الحوافز التي دفعته إلى تخصيص الروّاد المقدسيين في هذه الموسوعة، والاستعجال في إصدارها منفصلة، يقول جهاد صالح في مقدمته:

"كثيرة هي الأسباب التي حفزتني للكتابة في موضوع القدس، من خلال سيرة هؤلاء الروّاد من أبنائها، الذين استمتعوا بجمالها، واستنشقوا طيب نسائمها، وأقاموا صلواتهم الخاصة في جوامعها وكنائسها، وشوارعها، وأزقتها، فأبدعوا بين جدران منازلها ومدارسها ودور العلم فيها، فصالوا وجالوا في دروب العلم والثقافة والمعرفة، وشيّدوا بنيان ثقافة مفتوحة نوافذها على أفق الغد في لحظات توّاقة للمشتهيات الإنسانية العادلة، في التعبير وفي الحياة، وفي الخروج عن النمطية المقرّرة منذ عصور؛ وكانت القدس مرتع روحهم، وملهب وجدانهم في رحلتهم الإبداعية التي انطلقت منها، وترعرعت فيها، وتسامت إليها.

*****

أولئك الروّاد المقدسيّون، الذين نكتب سيرتهم من خلال ما كتبوا وأبدعوا وما قاموا به من مجهودات فكرية وثقافية، ساهمت في صنع تاريخ القدس، ومستقبلها، لم يكتبوا لمرحلة (طواها النسيان) نتيجة ما آلت إليه القدس في مرحلتها الحالية؛ بل صنعوا تاريخاً منفتحاً لحياة القدس في جميع مجالاتها، الفكرية والاجتماعية والثقافية، ولم يكونوا من نمط المفكرين الذين يختارون العزلة عن الناس، لتوفير الوقت اللازم لأبحاثهم ودارساتهم؛ فلم يتركوا فسحة من الوقت إلا استثمروها في القراءة، والكتابة، بعقول نقدية منفتحة على المعرفة الإنسانية دون تردّد أو استنكاف. وكانوا كلما ازدادت وطأة الأحداث عليهم وعلى شعبهم، ازدادوا تعلقاً بالحياة، والرغبة فيها حتى الثمالة، وازدادت هواجسهم ورغبتهم المستمرة في الكتابة والتأليف والإجادة والإبداع، بحداثة وشفافية وصدق، تحترم العقل، وتعلي من شأن الحياة؛ فرأوا في الثقافة أداة سامية الأغراض، قوامها جلاء الروح وتهذيب العاطفة وصقل العقل، بعيداً عن التصوّر النفعي الذي يرى الثقافة في مردودها الاجتماعي المباشر، وما يؤمنه من مصالح وامتيازات.

أولئك، استحقوا صفة الريادة (على الرغم من ندرتها في واقع الحال)، ليس فقط لأن الواحد منهم (على الأغلب) خاض ميادينها في عدد من المجالات، الوطنية والاجتماعية والفكرية والثقافية والتربوية؛ بل لأنهم من القلّة التي سبقت غيرها في مجابهة الأخطار التي تتهدد أمتهم، وجابهوا الواقع المؤلم الذي يعشيه شعبهم، ولم تغب عن بالهم حقيقة ارتباط الصهيونية كعقيدة، وحركة، بالاستعمار ونموذجه الانتدابي في فلسطين، وكانوا من القلّة التي آمنت بأهمية التعليم وتعميم الثقافة الوطنية، ووضع البرامج التربوية والتثقيفية من الواقع العربي في ظروفه وتطلعاته، وكانوا مشاعل وحدة المجتمع وترفعه عن الانقسامات الطائفية التي كانت سائدة في مرحلتهم، وأدركوا قبل غيرهم أن العلم والتطوّر من جانب، وضرورة دراسة التراث والحفاظ عليه من جانب آخر، هما سلاحنا الحقيقي، وحافزنا الدافع لشد إنساننا إلى أرضه وتراثه في مجابهة حلم الصهيونية في تهويد الأرض والتراث في فلسطين... وكان هذا حافزنا الثالث.

*****

ومثلما يقول لنا واقع الحال، الذي ما زلنا نعيشه، إن فلسطين نالت أقلّ كثيراً مما تستحق من الاهتمام والتتبع من العالمين العربي والإسلامي، وأقلّ مما تستحق من العدل والإنصاف، من رأي عام القرن العشرين العالمي. فهو يقول أيضاً، إن الكثيرين من أعلام الفكر والثقافة في فلسطين نالوا القليل جداً من الاهتمام والدراسة والمتابعة، فبقي الكثير منهم مجهولا،ً لأن إنتاجه ضاع مع ضياع أرشيفات الصحف والمجلات، وحرق وتدمير مكتباتهم الخاصة والمكتبات العامة، وتوزّع أبناء النكبة في أنحاء المنافي المترامية، كل ذلك ساهم في تغييب أولئك الروّاد عن معرفة أوساط ثقافية كثيرة في العالم العربي، وحتى في الأوساط الفلسطينية نفسها، على الرغم من قوة شخصيتهم، وشموخ سيرتهم، ووفرة عطائهم، وتميّز إبداعهم. ومع إدراكنا صعوبة الإحاطة بحياة أولئك الروّاد الحافلة بالإبداع والعطاء، الذين امتزجت شخصيتهم وسيرتهم الذاتية مع إبداعاتهم وتميّزها، فأصبحت جزءاً من نسيج أمتهم، ومعالم نهضتها، إلاّ أننا نضع هذه الشذرات والأضواء (إن صح القول) لننظم عقدها، كمفتاح لها، وكدليل انفتاح عالم القدس وتميّزها الاجتماعي، وتنوعها الثقافي، وتسامحها الديني، وكعرفان بالجميل والوطنية الفلسطينية، وما يحتم علينا تنشيط الذاكرة بإعادة التعرّف على أولئك الروّاد المقدسيين الذين حملوا لواء نهضتها، ونهضة أمتهم بكل جدية وصدق ... والتعرّف على آثارهم المتنوعة التي تركوها ذخيرة للأجيال القادمة ... وكان هذا حافزنا الرابع.

*****

أما حافزنا الخامس من هذه السلسلة المقدسية، فهو الاستجابة لرغبة الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، حيث وضعت القدس والكتابة عنها في سلّم أولويّاتها ونشاطها، في مجابهة ما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات بهدف تهويدها، وتشريد أهلها، وتغيير معالمها الحضارية والدينية والتراثية.

ولأن من أهداف الإجراءات الصهيونية محو ذاكرة المشهد المقدسي الفكري والاجتماعي والثقافي منذ بداية الفكرة الصهيونية، ومشروعها الاستيطاني الكولونيالي في تحقيق الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وتهميش دور أبنائها، فإننا نقدّم هذه السلسلة بمثابة الرد (الحضاري)، لنقول إن مدينة القدس وحدها في فلسطين، كان منها هذه النخبة المختارة من الروّاد في تلك الفترة، فهل بإمكانكم أن تقدّموا لنا روّاداً ومبدعين، غير أسماء قائمتكم الطويلة، من قادة العصابات الصهيونية ورجالاتها، الذين لم يبدعوا سوى بالقتل والدمار والتخريب ... ولله في خلقه شؤون.

آمل أن أكون قد وفّقت في إيصال هذه الرسالة ... والله من وراء القصد."

 

وبهذه المناسبة نشر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ملصقاً خاصاً، صوّرت فيه أغلفة الكتب العشرين ... وصورة لبيت المقدس ... مع صورة للمؤلف جهاد أحمد صالح.

التعليقات