16/05/2011 - 22:18

"الطالبية": مشروع توثيق الذاكرة الفلسطينية في المخيم

أطلق جاليري "المحطة"- رام الله، يوم 5 أيار/مايو 2011، ورشات صناعة الأفلام في مخيم "الطالبية" للاجئين الفلسطينيين في عمان، ضمن مشروع "توثيق الذاكرة الفلسطينية في مخيم الطالبية"، بدعم من الصندوق الثقافي والمجتمعي التابع للمؤسسة الألمانية "GIZ"، وبالشراكة مع الأونروا، ويستمر المشروع لغاية نهاية شباط / فبراير 2012.

 

أطلق جاليري "المحطة"- رام الله، يوم 5 أيار/مايو 2011، ورشات صناعة الأفلام في مخيم "الطالبية" للاجئين الفلسطينيين في عمان، ضمن مشروع "توثيق الذاكرة الفلسطينية في مخيم الطالبية"، بدعم من الصندوق الثقافي والمجتمعي التابع للمؤسسة الألمانية "GIZ"، وبالشراكة مع الأونروا، ويستمر المشروع لغاية نهاية شباط / فبراير 2012.

هذا المشروع، الذي بدأ خطواته الأولى مع بداية نيسان / أبريل الماضي، هو عبارة عن برنامج تدريبي لمجموعة من شابات وشبان مخيم "الطالبية" للاجئين الفلسطينين في عمان، ويوفر لهم من خلال أقسام البرنامج الثلاث المختلفة؛ ورشات العمل، والمدرسة الصيفية، ومحاضرات تتمحور حول الهُوية الفلسطينية، وأدوات للعمل على فيلم وثائقي يحكي قصة أهالي المخيم، ويحكي عن المخيم من وجهة نظرهم، ويشكل حلقة تواصل مع العالم الخارجي.

لم تكن هذه صيغة المشروع الأولى، فقد كانت رغبة "مركز برامج المرأة" في المخيم بالعمل على فيلم تسجيلي، يروي الذاكرة الفلسطينية لأهالي المخيم، ومن ثم توجهوا إلى المخرج الفلسطيني حنا عطالله للعمل عليه.. إلا أنه، وأثناء زيارة عطالله للمخيم، لمس حاجة ورغبة أهله بالحديث عن هويتهم من خلال فيلم وثائقي، ليكن بمثابة قصة مرئية ومسموعة يتبادل أهل المخيم من خلالها الخبرات والقصص مع مخيمات اللاجئين الأخرى.

وذلك لأن عطالله لم يرغب بأن يكن الفيلم عبارة عن سرد خارجي للمخيم، وعرض قصص أهله إلى العالم، فتم تحويل المشروع من العمل على فيلم وثائقي إلى مشروع سنوي، يتم من خلاله تدريب مجموعة من شبان وشابات المخيم على آليات صناعة الفيلم الوثائقي، من تصوير، ومونتاج، وصوت، وإلخ.. يحكي قصتهم بأصواتهم وبعدسات كاميراتهم هم، ومن وجهة نظرهم.

يأتي ذلك من خلال ورشات عمل تمهيدية مختلفة؛ الرسوم المتحركة، والتصوير والتحميض الفوتوغرافي، وتصميم البوستر، والحاسوب والانترنت والصوت، لينتقل المشاركون فيما بعد إلى مدرسة صيفية متخصصة مبنية على ورشات عمل ومحاضرات، يقدمها سينمائيون فلسطينيون، سوف يأتون من فلسطين المحتلة إلى مخيم الطالبية للعيش مع أهله، والتواصل والاحتكاك اليومي معهم.. بالإضافة إلى إنشاء مركز معلومات في المخيم، بدأ الطاقم بالعمل عليه مع بداية المشروع، إذ يتم تجميع كتب، وأسطوانات موسيقية، ومجلات، كي يبقى المركز قائم ودائم في المخيم، ويعمل على نشاط ثقافي وفنّي على مدار أيام السنة.

ومن هنا، ينتج عن الورشات والمدرسة صيفية والمحاضرات، فيلم وثائقي عن أهالي مخيم "الطالبية" للاجئين الفلسطينيين، لكون المشروع أبعد من كونه مشروع صناعة أفلام وثائقية، بل مشروع تواصل فلسطيني، يعرّف اللاجئين إلى أهلهم في فلسطين، ويعرف المدربين إلى أهلهم في المخيمات.

كان من الأسهل ربما إحضار مدربين فلسطينييون يقيمون في عمان مثلاً، أو مكان آخر، إلا أن إحضار مدربين فلسطينيين من فلسطين المحتلة كان الهدف الأساسي، هذا اللقاء ما بين صورة فلسطين "الحُلم" وفلسطين "الواقع".. فلسطين المحمّلة في عقول وأذهان اللاجئين الفلسطينيين في مخيم "الطالبية" على سبيل المثال، وفلسطين التي يعشها المدربون الشباب منذ أن وُلدوا وترعرعوا فيها.. هذا الاحتكاك، ما بين الحُلم والواقع، ما بين الحُلم العام والواقع العام، ما بين فلسطين كلّ منا (كيفما نراها)، وتلك التي نعيش بها، هُنا يصب المشروع كله.. مترجمًا بفيلم تسجيلي يعمل عليه مخرج الفيلم وطاقم المشروع الكامل.

التعليقات