20/07/2011 - 01:49

مارسيل خليفة: أنا مع الشعب السوري ولست مع أي نظام عربي

غير بعيد عن سوق "المتلاشيات" بمدينة الدار البيضاء، وفي رحاب فضاء مخصص لبيع المواشي، يلتقي الفنان مارسيل خليفة وفرقة الميادين، بجمهور حي بن مسيك الشعبي والتاريخي، وآخرين قدموا من الجهات الأربع للمدينة.

مارسيل خليفة: أنا مع الشعب السوري ولست مع أي نظام عربي

غير بعيد عن سوق "المتلاشيات" بمدينة الدار البيضاء، وفي رحاب فضاء مخصص لبيع المواشي، يلتقي الفنان مارسيل خليفة وفرقة الميادين، بجمهور حي بن مسيك الشعبي والتاريخي، وآخرين قدموا من الجهات الأربع للمدينة.

عن هذا المكان الأعزل الذي اختير له كي يقدم أمسيته، يقول مارسيل خليفة: "أحببت كثيرا عزف الموسيقى في حي شعبي.. يجب أن تدخل الموسيقى إلى الأحياء الشعبية، في هذه الأحياء شاهدت الجدات يستمعن إلى موسيقاي أيضا"، بهذه الكلمات خاطب الفنان اللبناني العشرات من الصحافيين الذين حضروا ندوته الصحافية يوم أمس بأحد فنادق الدار البيضاء.

مارسيل الذي أحيى أمسية أخرى بحي عمالي على خشبة سيدي البرنوصي، في إطار تكريم مهرجان "كازا موسيقى" للراحل محمود درويش، لم يفته أن يعبر عن تأثره برحيل هذا الهرم الشعري، قائلا :"لقد فقدت في محمود ذلك الصديق قبل أن أفقده شاعرا، عندما ذهب ذهبت معه أشياء كثيرة مني، أعوض عن غيابه دائما، بنصوصه وأعماله وشعره. لم أفتقده شعريا، لأنه موجود في أعماله، كل مرة أشعر أن هذا الشاعر حي في كلمته، في شعره، في نصه، أبحث عنه من خلال موسيقى، ومن خلال أعمال جديدة أعمل عليها الآن".

"فن بلا حرية لا وجود له"

وفي سياق حديثه عن درويش، نفى مارسيل أن تكون له أي علاقة بمسلسل حول حياته، مبرزا أن مساهمته ستقتصر فقط على فواصل غنائية وموسيقية داخل العمل، وأكد الفنان اللبناني على أن الفن بدون حرية يستحيل أن يكون له وجود، وبأن الفنان الذي لا يكون حرا، لا يمكن أن يكون فنانا على الإطلاق.

وأشار صاحب "منتصب القامة أمشي" إلى حاجة الفضاء العربي إلى الحرية والديمقراطية، ولأن يفهم الإنسان العربي ثقافة الحرية لإنجاح وتقوية المشروع الإنساني والمجتمعي العربي، معلنا في السياق ذاته بأنه مع أي حراك شعبي يبحث عن معنى جديد للحياة، وفي أي مكان من الوطن العربي، من المغرب إلى تونس، إلى اليمن إلى سوريا، وفي هذه الأخيرة صرح بأنه مع الشعب السوري وليس مع أي نظام عربي.

"لا أنتظر ثورة لأصنع مشروعي.. ولا موجة لأسبح"

وعن صلة مشروعه الفني بالحراك العربي قال مارسيل :"لا أنتظر ثورة لأصنع مشروعي، لا أنتظر موجة لأسبح، كثيرا ما سبحت ضد التيار، وعانيت لهذا السبب معاناة حقيقية"، في إشارة إلى ما كابده من ظروف عصيبة وحروب كبيرة وصغيرة، على حد تعبيره، في سبيل تقديم فن منزه عن أي ضغط سياسي، أو فكري، أو ثقافي، أو إيديولوجي أو إثني.

"أغاني وموسيقاي تقول لا ضد هذا المد الطافح بالقذارة الذي نعيش به"، يضيف مارسيل، ويرى بأنه لا يستطيع أن يفعل ما فعله الشهداء، ولكنه يستطيع أن يبوح بموسيقاه هذا الفن الكبير.

في حفله الفن، قدم مارسيل أغنية " نسيم الروح" للحلاج، أعقبها بموسيقى صامتة، صاحبها صوت أميمة الخليل في أغنية "تكبر"، التي كسرت صمت الجمهور بتصفيقاته الحارة، وسيهتز أكثر، ويردد مع مارسيل أغنيته الشهيرة "منتصب القامة"، التي تخللتها زغاريد النساء، ومن ريبرطواره القديم، قدم "في البال أغنية"، وقطعة "جواز السفر"، و"يا بحرية."

كما أتحف أبناء مارسيل، عازف البيانو رامي، وفي الإيقاع بشار، الجمهور، بمعزوفات مرتجلة، في إطار ما يعرف بالتجريب في المؤلفات الموسيقية، كسرت القواعد الموسيقية المألوفة وما ألف الجمهور سماعه.

التعليقات