04/08/2011 - 19:16

الدراما السعودية في رمضان: إجترار للمواضيع والمعالجة

وجه كتاب وإعلاميون انتقادات حادة للدراما السعودية التي تعرض خلال رمضان لأنها تحاول التطرق للعديد من القضايا الشائكة في المجتمع وتسليط الضوء عليها عبر أسلوب ساخر مكرر منذ أعوام عدة.

الدراما السعودية في رمضان: إجترار للمواضيع والمعالجة

وجه كتاب وإعلاميون انتقادات حادة للدراما السعودية التي تعرض خلال رمضان لأنها تحاول التطرق للعديد من القضايا الشائكة في المجتمع وتسليط الضوء عليها عبر أسلوب ساخر مكرر منذ أعوام عدة.

وقال الكاتب حسين شبكشي لوكالة فرانس برس إنّ "الخطورة تكمن في أن التطرق إلى قضايا حساسة في المجتمع لا يزال يعالج من جانب كوميدي ساخر، أي طرح واحد على مدى سنوات ما يجعل المشاهدين يرونها كطبق الكنافة اليومي على وجبة الافطار". وأضاف:  "الدراما السعودية بحاجة إلى تغيير في أسلوب الطرح والمعالجة وفتح المجال للتطرق إلى جوانب أخرى عبر إدخال السينما مثلا وإذاعة المسلسلات بدلاً عن الأغاني".

وكان المسلسل الرمضاني الشهير "طاش 18" تطرق إلى مسائل الدين والتشدد في عدد من حلقاته الأعوام الماضية، فيما كان عنوان الحلقة الأولى من المسلسل للعام الحالي "التعايش" لمحاربة تصنيف الاسلام. ويقوم الفنان ناصر القصبي بدور أحمد الصحافي الذي يطالب بمحاربة التشدد والتطرف ويشيد بالحرية والتحضر، في حين يلعب الفنان عبدالله السدحان دور المتدين المتشدد المناهض للحريات والمهاجم لدعاة التغريب.

وختم ابطال "طاش 18" حلقة "التعايش" بكلمات مؤثرة وقوية موجهة إلى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان دعا إلى "عدم تقسيم الاسلام والمسلمين وتصنيفهم بالعلماني والليبرالي والمتطرف وغيرها".

يذكر أن القصبي والسدحان سبق أن انتقدا المتشددين والليبراليين على حد سواء خلال مواسم سابقة. وتؤكد استطلاعات الرأي أن "طاش 18" الذي تعرضه قناة "إم بي سي" ما يزال في المرتبة الأولى بين البرامج الرمضانية في المملكة. ويعتبر شبكشي أنه "إذا تم التعرض لهذه القضايا بجانب كوميدي يبكي المشاهدين كما يضحكهم، فسيكون له تاثيره الإيجابي لأن العناصر الدرامية قادرة على التغيير". وأشار إلى الفيلم المصري "شرف" الذي أحدث تغييراً في أحد القوانين بسبب تطرقه إلى الموضوع بطريقة درامية وليست ترفيهية فقط.

وكانت حلقة بعنوان "تعدد الازواج" التي عرضت ضمن مسلسل "طاش 17" العام الماضي اثارت جدلاً حاداً بين بطليه والتيار الديني. واتهم الشيخ سعد البريك المسلسل "باستخدام الكوميديا للسخرية من العلماء والجهات الشرعية (...) لقد آلمنا ما يفعله هؤلاء باسم الفكاهة من سخرية بديننا واستهزاء بعقيدتنا". وطالب بإحالتهم إلى "المحاكم الشرعية مع القناة التي تبث هذا المسلسل".

لكن السدحان رد قائلاً: "أردنا أن نقدم الصورة مقلوبة لإيصال شعور الظلم والقهر والمعاناة التي تقع على المرأة جراء التعدد دون حاجة لذلك". ويعرض مسلسل "طاش ما طاش" منذ 1992. وقد تعرض لهجمات المحافظين والمتشددين، كما أن بعض ممثليه تلقوا تهديدات بالقتل.

في الجانب الآخر، تطرق مسلسل "سكتم بكتم 2" على القناة الأولى السعودية إلى موضوع "العنصرية القبلية والتفرقة المجتمعية" التي تحدث في المملكة، مشيراً إلى ما يعانيه من تطلق عليهم تسمية "خط 110"، أي غير المنتمين الى قبيلة. وتطرقت الحلقة الثانية بعنوان "كلنا سعوديون" إلى قضية الزواج بين القبائل والجماعات، ورفضهم الاحتكام إلى الشريعة بجانب مخالفتهم لأوامر الاسلام وتعاليمه لأنهم لا يريدون تغيير أوامر الأجداد.

وقال رئيس تحرير صحيفة "عكاظ"، محمد التونسي، لوكالة فرانس برس إن "وظيفة الدراما معالجة الظواهر التي تختلف طرق التصدي لها"، لافتاً إلى وجود "مشكلة في كتابة السيناريو لدى كتاب الدراما السعوديين". وتابع أن "هذه الظواهر مستمرة وموجودة ويجب على الدراما تقديمها بالشكل المطلوب للمشاهدين".

وردا على سؤال العلاقة المتوترة بين الإعلاميين والدعاة، يعتبر التونسي بأنها "لم تعد متأزمة في السنوات الأخيرة واتضح ذلك من خلال العديد من الأمور، كما أن السياسة الداخلية للمملكة تقوم على مبدأ التعايش وعدم إقصاء الآخر"!

التعليقات