12/11/2011 - 11:20

احتفالات في الأردن وغضب في مصر بعد شمل البتراء واستثناء الأهرامات من عجائب الدنيا السبع الجديدة

غير أن منظمي المسابقة أعلنوا في لشبونة أمس أن أهرام الجيزة هي العجيبة القديمة الوحيدة التي تحدت الزمن، وأنها اعتبرت خارج المنافسة لأنها "عجيبة شرف".

احتفالات في الأردن وغضب في مصر بعد شمل البتراء واستثناء الأهرامات من عجائب الدنيا السبع الجديدة

قالت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) إن نظرتها إلى حماية التراث العالمي مختلفة تماما عن نظرة منظمي مسابقة اختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة من خلال التصويت عبر الإنترنت أو الهاتف المحمول.

وقالت سو وليامز المتحدثة باسم اليونيسكو التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها إن هذه الحملة اعتمدت معايير وأهدافا تختلف عن تلك التي تضعها اليونيسكو في مجال التراث العالمي. وأوضحت أن قائمة المنظمة للتراث العالمي تضم 851 موقعا تتنوع بين الأثرية والطبيعية والحضرية.

ودخل لائحة عجائب الدنيا السبع الجديدة التي أعلنت في العاصمة البرتغالية لشبونة مساء السبت سور الصين العظيم وتمثال يسوع المسيح المخلص في ريو دو جانيرو ومدينة البتراء في الأردن والكولوسيوم في روما وماتشو بيتشو في البيرو ومدينة شيشن أتزا في المكسيك وتاج محل في الهند.

وفي رد فعل على المسابقة التي نظمها المخرج السويسري برنارد فيبر, قال كريستيان مانهارت رئيس قسم الإعلام والشراكة والمشاريع التربوية لمركز التراث العالمي لليونيسكو إن كل العجائب الفائزة تستحق أن تدرج في القائمة الجديدة, "لكن ما يؤسفنا هو أن تكون هذه اللائحة محدودة بسبع عجائب".

وأوضح أن "الرقم 7 كان مناسبا للعصور القديمة لأن العالم القديم كان محدودا أكثر من عالمنا العصري, ولا يشمل غير حوض المتوسط والشرق الأوسط والأدنى". واعتبر القائمة الجديدة "رسالة سلبية للدول التي لم يرد اسمها على هذه القائمة". يذكر أن اليونسكو تبرأت من حملة فيبر في 20 يونيو/ حزيران الماضي.

في مصر انتقد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس إعلان العجائب, قائلا إن هذه المسابقة لم تقدر قيمة الأهرامات بصفتها العجيبة الوحيدة الباقية من العجائب القديمة.

غير أن منظمي المسابقة أعلنوا في لشبونة أمس أن أهرام الجيزة هي العجيبة القديمة الوحيدة التي تحدت الزمن، وأنها اعتبرت خارج المنافسة لأنها "عجيبة شرف".

وقال حواس إن "هذه المسابقة لا قيمة لها, فالجماهير لا تكتب التاريخ, فالمرشحون هم من عامة الناس الذين لا يحددون خياراتهم على أساس علمي وتاريخي ويفتقرون المعايير التي تحدد مثل هذه الاختيارات ولهذا رفضت اليونيسكو أن تسهم في هذه المسابقة".

والعجائب القديمة هي معبد أرتيميس في إيفيز بتركيا وحدائق بابل المعلقة في العراق وضريح هاليكارناسوس في بودروم بتركيا وتمثال رودس العملاق في اليونان ومنارة الإسكندرية في مصر وتمثال زيوس العملاق في جبل الأوليمب باليونان وأهرامات الجيزة الثلاثة في مصر.

واختار رواد الإنترنت منذ يناير/ كانون الثاني الماضي المعلم المفضل لديهم من بين 21 معلما أثريا اختيرت في إطار هذه المسابقة التي أطلقها فيبر بعد أن دمرت حركة طالبان تمثالي بوذا العملاقين في باميان بأفغانستان عام 2001. وسيستخدم قسم من ريع هذا الحفل لتمويل عملية إعادة بناء التمثالين.

وبعد إعلان النتائج عمت الاحتفالات الدول التي دخلت مواقعها في اللائحة الجديدة.

ففي الأردن احتفل المواطنون حتى الصباح بانضمام مدينة البتراء التاريخيللائحة. وبث التلفزيون الأردني احتفالا جماهيريا وفنيا من البتراء بدأ قبل حفل لشبونة وانتهى بعد إعلان النتائج.

وغطت سماء المدينة الوردية وعمان الألعاب النارية وأضواء الليزر ابتهاجا بهذا الحدث. وأعرب الأمين العام لوزارة السياحة والآثار الأردنية فاروق الحديدي عن أمله بأن ينعكس حلول المدينة الوردية في المركز الثاني بين العجائب الجديدة إيجابيا على السياحة والاقتصاد في المملكة.

وفي بيرو، احتفل مئات من سكان كوزكو العاصمة السابقة لقبائل الأنكا جنوبي شرقي البلاد باختيار ماتشو بيتشو. وتجمع مئات السكان والسياح في ساحة كوزكو ولوحوا بالأعلام البيروفية وسط أجواء من الفرح العارم.

وفي الهند وزع سكان مدينة أغرا الحلويات وأطلقوا الأسهم النارية أمام تاج محل احتفالا بإدراجه على اللائحة ووعدت الحكومة بتقديم خصومات للسياح. وفي المكسيك، رفع مئات الأشخاص الأعلام المكسيكية وأدوا رقصات من وحي حضارة المايا بعد إعلان مدينة شيشن أتزا ضمن العجائب الجديدة.

وفي ريو دي جانيرو، رقص وغنى الآلاف على شواطئ كوباكبانا للمطالبة بعالم أقل تلوثا بعد فوز تمثال يسوع المسيح المخلص ضمن العجائب. وفي روما عمت الاحتفالات محيط الكولوسيوم حتى وقت متأخر من الليل.

المفارقة أنه ورغم فوز سور الصين العظيم بالمركز الأول بين العجائب الجديدة لم تقم أي احتفالات في الصين, حتى إن محطات التلفزيون الصينية لم تنقل وقائع هذا الحدث من لشبونة.
 

التعليقات