06/04/2012 - 19:51

حيفا ويافا: جوليانو مير – خميس يسأل "من قتلني؟"

أقيمت مساء أمس الأول، الأربعاء، الرابع من نيسان 2012، في مسرح "الميدان" بمدينة حيفا، ومسرح "السرايا" بمدينة يافا، أمسيتان لذكرى مرور عام على اغتيال الفنان جوليانو مير-خميس، شارك فيهما جمهور واسع من أصدقاء ومحبي جوليانو.

حيفا ويافا: جوليانو مير – خميس يسأل

أقيمت مساء أمس الأول، الأربعاء، الرابع من نيسان 2012، في مسرح "الميدان" بمدينة حيفا، ومسرح "السرايا" بمدينة يافا، أمسيتان لذكرى مرور عام على اغتيال الفنان جوليانو مير-خميس، شارك فيهما جمهور واسع من أصدقاء ومحبي جوليانو.

تلاميذ جوليانو كانوا هناك

في الأمسية التي نظمت بيافا، قام طلاب جوليانو من مسرح "الحرية" في جنين بتقديم  متواصل لمدة 14 دقيقة، عبارة عن كولاج تحت عنوان "من جول إلى جول"، مستلهم من مسرحيات "أليس في بلاد العجائب"، و"مزرعة الحيوانات"، و"شظايا فلسطين"، التي أخرجها معهم جوليانو، وقام بتأدية الكولاج كل من بتول طالب، ومريم أبو خالد، ومؤمن سويطات، ورامي حويل، وربيع تركمان.

كما عُرض فيلم لفراس خوري وسري بشارات، وقدم عدي خليفة فقرة خاصة، وقدمت فرقة "دام" أغنية جديدة خاصة بجوليانو.

يذكر أن الممثلة اللمثلة سلوى نقارة تولت عرافة الأمسية.

حيفا: "من قتلني؟"

أما أمسية حيفا، فتخللت عرضا لمقاطع موسيقية مؤثّرة، ومقاطع سينمائية خاصة لأفلام عن جوليانو وله ولطلبته، واستعراضًا لمستجدات القضية.

افتتحت الأمسية بمقطع فيديو من توليف الفنانيْن فراس خوري وسري بشارات، شمل مقاطع "رسوم متحركة" سياسية، احتجاجية الطابع، على خلفية مقولات بصوت جوليانو، تحدّثت عن المسؤولية السياسية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ومركزية الفنون في مقاومة الاحتلال والفصل العنصري والنضال ضد واقع الظلم وقمع الحريات.

وقدّمت المحامية عبير بكر، موكلة عائلة جوليانو، استعراضًا قانونيًا حول مستجدات القضية والتحقيقات، حيث أشارت إلى أنّه لا تلوح في الأفق القريب إمكانية تقديم لائحة اتهام ضد مُتهم عينيّ، وأوضحت أنّ عائلة جوليانو رفضت أسلوب التحقيق والاعتقال ضد المشتبه بهم من مسرح "الحرية"، لأنّ جوليانو كان سيرفض هذه الأساليب والانتهاكات، لكنها أكّدت على أهمية الاسراع في استكمال التحقيق خلال الفترة القريبة القادمة لكشف الجناة والقتلة، وعلى ضرورة مشاركة الجمهور في الخطوات الاحتجاجية في حال استمر التقاعس وعدم الكشف على الأقل عن تفاصيل حادث القتل ذاته.

موسيقى وأفلام وثائقية

ثمّ قدّم الرابر مودي قبلاوي، برفقة المغنية من فرقة "دمار"، أغنية خاصة بجوليانو مير خميس، أعدّها فنانون فلسطينيون شباب من جنين ومن مناطق 48 بعد اغتياله، عبّرت عن تأثرّهم بهذه الجريمة وبشخصية جوليانو الملهمة، وإصرارهم على إكمال طريق الفن الحر.

ثم شاهد الجمهور مقطعًا من الفيلم الوثائقي "طيارات مميتة"، الذي ظهر فيه جوليانو وهو يقدّم عرضًا إنشائيًا في أحد شوارع تل أبيب، متحدّيًا الجمهور الاسرائيلي ومثيرًا غضبه بمقولاته حول الحرية وضد الاحتلال والفاشية، وبحركية العرض التي عبّرت عن الألم والقسوة، وبحواره السّاخر والصريح مع المارّة الذي وصل حدّ الاعتداء عليه، وشمل المقطع حوارًا مع جوليانو، تحدّث فيه عن فكره السياسي الرافض للتعصّب والرضوخ للفاشية.

وقدّم الفنان الموسيقي ريمون حداد أغنية "Hey You" لفرقة الروك "بينك فلويد"، التي تخاطب كلماتها إنسانًا عزيزًا بعيدًا، وتنتهي بالقول: "يا أنت، هناك على الطريق، تفعل ما كنت تقول دائمًا، هل بإمكانك مساعدتي؟ يا أنت، هناك وراء الجدار، تكسر الزجاج في القاعات، هل بإمكانك مساعدتي؟ يا أنت، لا تقل لي إنه لا أمل بالمرة، معًا نقف.. متفرقين نسقط".

"أنتيغونا في جنين"

بعد ذلك قدّم الممثلون بشار مرقص، وهنري أندراوس، ووسيم خير، وشادن قنبورة، قراءة لمشهد من سيناريو لفيلم روائي تحت عنوان "أنتيغونا في جنين"، عمل جوليانو، قبيل اغتياله، على كتابته برفقة الكاتب علاء حليحل.

ثمّ شاهد الجمهور الفيلم الوثائقي القصير "الملاكم"، الذي أعدّه طلبة قسم الاعلام من قرية اعبلين بتوجيه مهني من جوليانو، ويروي الفيلم قصة ملاكم من أم الفحم أدى اعتداء عليه إلى تحطيم حلمه بالمشاركة في الأولمبيادة لكنه أصرّ، رغم الإصابة، على مزاولة الرياضة والتمسّك بحلم البطولة في مجالٍ رياضي جديد وملائم رافضًا اليأس والاستسلام.

رياض مصاروة: "من قتل جوليانو؟ من سعى لوقف مشروعه وإسكات نبضه الجميل؟"

في نهاية الأمسية، قرأ الفنان رياض مصاروة، مدير مسرح "الميدان"، بيانًا مؤثرًا باسم المسرح وأصدقاء جوليانو، قال فيه: "صحيح أنهم قتلوه، لكنهم خلّدوه أيضًا. اجتماعنا اليوم هنا بفضله، تمامًا مثلما كنا نجتمع في المسرح والسينما والميادين، بفضله ومعه"، وأضاف: "نحن نبحث في زوايا الذاكرة عنه، لكنّ الذاكرة كلها له.. حضوره طاغٍ حتى في غيابه، غيابه طاغٍ مثل حضوره".

وطالب البيان بالكشف عن الحقيقة من وراء الجريمة: "نحن نقولها بحزم كما كان جوليانو سيقولها: من قتلني؟ من أخرسني؟ من سكب الماء البارد على نار الحبّ؟ نسأل السلطة الفلسطينية وجهات التحقيق: من قتل جوليانو؟ من سعى لوقف مشروعه وإسكات نبضه الجميل؟"

يذكر أن العشرات من أعضاء وأصدقاء مسرح "الحرية" في جنين، وأصدقاء جوليانو وفنانون، تظاهروا الأربعاء الماضي أمام مقر "المقاطعة" في رام الله، للمطالبة بالكشف عن قتلة جوليانو، بعد مرور عام على اغتياله.

التعليقات