25/11/2013 - 10:56

نادي الكتاب في حيفا يُناقش رواية "ماسبيرو"../ روضة غنايم

"ماسبيرو"، هذا هو الاسم الذي يطلق على مبنى الاذاعة والّتلفزيون المصريّ، الذي أقيم عام 1960 في قلب ميدان التحرير في القاهرة. وقد اطلق هذا الاسم تكريماً لجاستون ماسبيرو الفرنسي، أحد أشهر علماء الآثار المصرية في العصر الحديث. والذي تولى منصب مدير المتحف المصري للآثار

نادي الكتاب في حيفا يُناقش رواية

" ماسبيرو"  - رواية للكاتب المصري نصر رأفت،  قُمنا بمناقشة هذه الرواية في "نادي الكتاب" التابع للمجلس المللّي الأرثوذكسيّ الوطني في مدينة حيفا، الأسبوع المنصرم، حيث نلتقي، مرّة كل شهر، لمناقشة رواية أدبّية. وحضر اللقاء مجموعة من المثقفين وعُشاق الادب والمطالعة.

و"ماسبيرو"، هذا هو الاسم الذي يطلق على مبنى الاذاعة والّتلفزيون المصريّ، الذي أقيم عام 1960 في قلب ميدان التحرير في القاهرة. وقد اطلق هذا الاسم تكريماً لجاستون ماسبيرو الفرنسي،  أحد أشهر علماء الآثار المصرية في العصر الحديث. والذي تولى منصب مدير المتحف المصري للآثار.

اجتهد الكاتب بخيالة الذي يميل إلى الواقعية بوصف مفصل لما يدور داخل مبنى الإذاعة. الذي وصفه بصندوق عجائب كبير، فيه سلاطين يحكمون بغير أمر الله، وفية أكابر يبصمون على الأوراق دون رؤيتها، وحاشية تمتص كالعلق دم الموظفيّن الصغار بلا ضمير، ورجال دين يتاجرون بكلام الله ويستوردون عمائمهم من فالنتيمو، وعادل واحد وتسعة وتسعون حرامي، ومثقف واحد وألف دجال ومشعوذ، وهذا المبنى الضخم العملاق الذي يشبه الديناصور المنقرض فيه ملاك واحد والف شيطان رجيم!

قد يبدو للقاريء مبالغة غريبة  في الوصف إلا أنها حقيقية، كل مشهد في الرواية يلامس الحقيقة والواقع بشكل مؤلم وقاس. ربما المبالغة الكبيرة في الوصف وظفها الكاتب لتوضيح الأحداث في المبنى الذي يضم أربعين ألف موظف وموظفة.

رأى الِكتاب النور قبل الثورة بقليل، وفيه مخزون هائل من الكبت والتسّتر على الفساد، وأحداث تعكس حياة الغاب، القوي فيها يأكل الضعيف و"موت الضمير" من أجل المصلحة الشخصّية والبقاء على "العرش".

يقع الكتاب في 371 صفحة، وينتهي بجملة تلخيصية لواقع مرير وهي "انتهت المذيعة من قراءة بيان الإقالة الرسمي، وتكليف الوزير الجديد منصور صقر بأعباء وزارة الإعلام .. لكنها لم تذكر أن الوزير المقال كان يطلق على الوزير الجديد لقب مستشار المنشطات الجنسية"! هذه الجملة تعبر عن الكثير.. ربما عن حال الثورة في مصر، وحال الثورات التي حدثت في الوطن العربي.

ربما ثمرة الثورات سيتمتع بها ليست من أقاموها بل من سيأتون بعدهم أي أجيال وأجيال، لأنها حتما ستحقق وتنال التغيير المنشود. مثل الثورات التي سبقتها في العالم.

التعليقات