26/03/2014 - 14:10

وسيم خير في حالة حصار

يطرح العرض الذي يرتكز على ديوان "حالة حصار" (نيسان 2002) للشاعر الفلسطيني محمود درويش كسيناريو للعمل، فكرة الحصار من زاوية الصراع القائم بين الحب والحرب في مشهد حركي موسيقي عماده مجموعة من الشباب والشابات الممثلين قسم منهم يطل للمرة الأولى على خشبة المسرح، وذلك بعد ورشات من العمل المشترك بين طاقم الممثلين الذي جلب فيه كل شخص العالم الخاص به ووضعه في العمل، بالإضافة إلى فقرات غنائية من أداء رلى عازر ومقطوعات موسيقية خاصة بالعرض من تأليف إلياس غرزوزي، ليكون عملا فنيًا شبابيًا مستقلا.

وسيم خير في حالة حصار


- العرض الإفتتاحي في مدينة الناصرة -

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ!

*محمود درويش


انتهت آخر التحضيرات للعرض المسرحي الجديد "حصار" (عرض مسرحي موسيقي حركي) من إعداد وإخراج وسيم خير، لتبدأ سلسلة العروض كان أولها السبت الماضي في قاعة مار يوسف بمدينة الناصرة، بمشاركة كبيرة في العرض الافتتاحي وعرض آخر غدا الخميس في قاعة كرجر بمدينة حيفا.

"حصار" (60 دقيقة) ليس عرضًا للترفيه، بل عرض مسرحي جدي من واقع حياتنا ومن واقع حصارنا اليومي المُعاش، رسالة ينقلها مجموعة من الشباب بأجسادهم في مشاهد متعددة من الفرح والغضب والحزن والرقص والضحك والموت.

يطرح العرض الذي يرتكز على ديوان "حالة حصار" (نيسان 2002) للشاعر الفلسطيني محمود درويش كسيناريو للعمل، فكرة الحصار من زاوية الصراع القائم بين الحب والحرب في مشهد حركي موسيقي عماده مجموعة من الشباب والشابات الممثلين قسم منهم يطل للمرة الأولى على خشبة المسرح، وذلك بعد ورشات من العمل المشترك بين طاقم الممثلين الذي جلب فيه كل شخص العالم الخاص به ووضعه في العمل، بالإضافة إلى فقرات غنائية من أداء رلى عازر ومقطوعات موسيقية خاصة بالعرض من تأليف إلياس غرزوزي، ليكون عملا فنيًا شبابيًا مستقلا.

"هنالك حالة ضياع لدى الشباب في المسرح الفلسطيني، لا يوجد حضور قوي للمسرح الفلسطيني، بسبب الإمكانيات القليلة والمحدودة، وعدم وجود مؤسسات ممكن أن تطور هذا المجال، بالإضافة إلى قلة الوعي لدينا لقيمة المسرح، فلدينا الكثير من الطلاب والطالبات العرب الذين يتعلمون المسرح، لكن قسما كبيرا منهم يعملون في مجال آخر" يقول وسيم خير في حديثه لصحيفة "فصل المقال" عن بداية الفكرة لهذا العرض والتي تتمثل أيضا بحالة الحصار التي يعيشها هو وجيل من الشباب الحالم بالتطور وبمشهد فني ثقافي أغنى مما لدينا اليوم وبجمهور يقدر بشكل أكبر المسرح.

يضيف خير "شخصيا.. تعبت من تقديمي لأعمال الستاند أب كوميدي بالرغم من أهميته والمضامين التي تُقدم من خلاله، في السنوات الثلاث الأخيرة، بدأت أعمل على إنتاجات مستقلة، والبحث عن طاقات شبابية خاصة لديها قدرات تريد أن تُفجرها، إذ أرى بتجميع هذه الطاقات ودعمها واحتوائها مشروعًا مهمًا في ظل حالة الحصار التي نعيشها ليس فقط على صعيد تعامل الدولة اليهودية الاستعمارية تجاهنا كفلسطينيين، بل أيضا على صعيد مجتمعنا وما نعيشه من عنف وضغط وتهديد، وفي اعتقادي أن الناس تقدر هذه المبادرات والأعمال، وطموحي هو أن نرتقي في المشهد الثقافي والمساهمة قدر الإمكان في تأسيس حالة ثقافية جديدة التي تحتاج الى سنوات ونفس طويل، فنحن بأمس الحاجة اليوم أن نطرح المشاكل كما هي وبشكل قاس ونعالجها من جذورها وتعريتها ووصف الواقع كما هو خصوصًا أن جلدنا أصبح سميكا بعد كل ما نعيشه ونراه في حياتنا، مثل العنف، لذلك نحن بحاجة لإيصال الرسالة الموجعة، وأعتقد أن  هذا المسرح وفي السنوات القادمة سيكون هو العنوان".

يحكي خير عن حالة حصار ويعتبره عملا ليس سهلا، لكن جمهور المشاهدين سوف يحبه لأنه قريب من حياتهم مع أن جمهور المسرحيين لن يعجبه العمل، لأنه يكسر قوالب وقواعد معينة تعودا عليها، ويقول أنه تلقى دعوات عديدة لعرض العمل في عدة بلدات عربية بالرغم من أن العمل لم يعرض بعد.

كما يرى خير أن مسار العمل على العرض مع طاقم الممثلين بحد ذاته نجاح، خصوصًا أن العرض مستقل ومن دون أي تمويل، في الوقت الذي تكلف هكذا عروض الكثير، لذلك يرى دعم الناس لهذه المشاريع أمر مهم وضروري، معتبرا أن سلاحنا الوحيد هو العلم والفن والثقافة، وهنالك ناس تتعب من أجل هذه الأمور من أجل أن تحكي باسمنا، مع الضرورة أن تبادر مؤسساتنا العربية بدعم هذه المشاريع الشبابية الصاعدة.


 

التعليقات