18/04/2014 - 15:28

ماركيز انحاز للحركات الثورية وناصر القضية الفلسطينية بقوة

سامحوني إذا قلت أيضا إنني أخجل من ارتباط اسمي بجائزة نوبل. ومن ثم أعلن عن تقديري غير المحدود لبطولة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الإبادة على الرغم من إنكار "القوة العظمى" أو "المثقفين الجبناء" أو "وسائل الإعلام" أو حتى "بعض العرب" لوجوده. إنني أوقع على هذا البيان باسمي .. ووقع غابرييل خوسيه غارثيا ماركيزعلى بيان الإدانة الشهير متخليا عن جائزة نوبل للآداب التي نالها عام 1982 ، واعلان موقفه وتاييده للقضية الفلسطينية ..

ماركيز انحاز للحركات الثورية وناصر القضية الفلسطينية بقوة

انحاز الكاتب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز للحرية ولحركات التحرر في العالم وكان مناصرا قويا لقضي شعبنا الفلسطيني وفي هذا السياق ربطته صداقات شخصية مع رموز هذه الحركات ، منها الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، وبالمثل مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إضافة إلى توافقه مع الجماعات الثورية في أمريكا اللاتينية وخصوصًا في الستينات والسبعينات من القرن العشرين.

وإضافة إلى شهرته الواسعة التي اكتسبها من مؤلفاته، فإن وجهة نظره تجاه الإمبريالية الأمريكية أدت إلى اعتباره شخصًا مخربًا، ولسنوات عدة تم رفض إعطاءه تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة من قبل سلطات الهجرة. وبالرغم من ذلك، وبعد انتخاب بيل كلينتون رئيسًا للولايات المتحدة، تم رفع الحظر المفروض عليه للسفرإلى بلاده، وأكد كلينتون أن مئة عام من العزلة «هي روايته المفضلة".

في السياق الفلسطيني اشتهر عنه قوله: "من عجائب الدنيا حقا أن يحصل مثل مناحيم بيجن على جائزة نوبل للسلام تكريما لسياسته الإجرامية، فقد أعطته الجائزة في البداية الغطاء اللازم لأن يذبح، وبسلام وأمان، أكثر من 2000 لاجئ فلسطيني في المخيمات داخل بيروت عام 1982م، التي تطورت، في الواقع، خلال السنوات اللاحقة على يد مجموعة من أنجب تلاميذ المدرسة الصهيونية الحديثة، مع حتمية الاعتراف بأن الذي تفوق على الجميع هو التلميذ النجيب إريل شارون".

حزن غابرييل عما حدث يومها في صبرا وشاتيلا وقال: صادف أن كنت في باريس، عندما ارتكب شارون - بغطاء من جائزة نوبل للسلام تلك التي مُنحت لرابين والسادات - مجازر صبرا وشاتيلا التي قتل خلالها ما يقرب من 30 ألف فلسطيني لبناني . وصادف أيضا أن كنت في باريس عندما فرض الجنرال ياروزيلسكي سلطة العسكر ضد إرادة الأغلبية من شعب بولندا.

أصابت الأزمة البولندية أوروبا بصدمة جعلتها تترنح من الغضب. وقمت شخصيا بالتوقيع على عدد كبير من البيانات التي تندد باغتيال الحرية في بولندا، وشاركت في الاحتفالية التي أقيمت تكريما لبطولة الشعب البولندي بمسرح ( بير ادى بار) تحت رعاية وزارة الثقافة الفرنسية. وعلى العكس من ذلك تماما ساد نوع من الصمت الرهيب عندما اجتاحت القوات الشارونية لبنان. علما بأن أعداد القتلى أو المشردين هناك لا تسمح بأية مقارنة مع ما حدث في بولندا .. لا أدري، هل يدرك هؤلاء أنهم بهذه الصورة يبيعون أرواحهم في مواجهة ابتزاز رخيص لا يمكن التصدي له بالاحتقار؟ لاأحد عانى في الحقيقة كالشعب الفلسطيني .

فإلى متى نظل بلا ألسنة؟ إنني لم أجد من يومها من يدعوني إلى احتفال ببطولة الشعب الفلسطيني في أي مسرح تحت رعاية أية وزارة..!!

وأكمل قوله : هذا ما يدفعني الآن إلى التوقيع على "ذلك البيان" بشكل منفرد، وأن أعلن عن اشمئزازي من المجازر التي ترتكبها يوميا المدرسة الصهيونية الحديثة. إنني أطالب بترشيح أرييل شارون لجائزة نوبل في القتل. سامحوني إذا قلت أيضا إنني أخجل من ارتباط اسمي بجائزة نوبل. ومن ثم أعلن عن تقديري غير المحدود لبطولة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الإبادة على الرغم من إنكار "القوة العظمى" أو "المثقفين الجبناء" أو "وسائل الإعلام" أو حتى "بعض العرب" لوجوده. إنني أوقع على هذا البيان باسمي .. ووقع غابرييل خوسيه غارثيا ماركيزعلى بيان الإدانة الشهير متخليا عن جائزة نوبل للآداب التي نالها عام 1982 ، واعلان موقفه وتاييده للقضية الفلسطينية ..

وعلى إثر بيانه شكل برلمان الكتاب الدولي وفدا يضم الكاتب النيجري "أوول سونكا"، والأديب البرتغالي "ساراموغو"، وهو الموقف الذي أيده ماركيز فورًا، وإن أبدى أسفه لعدم قدرته على المشاركة بسبب أوضاعه الصحية.، لزيارة الأراضي المحتلة، وتحديدًا رام الله .

وهنا بادر الكتاب العرب بفك لجام صمتهم ، ناشرين المقالات في كل الصحف العربية تأييدا لموقف غابرييل من القضية الفلسطينية ..

ومن بيانه:
"نحن الذين نقاوم فقدان الذاكرة"؛ إذ رأى الوعاء الفكري لممارسات النازية متماثلاً مع الصهيونية، حيث ارتكز هتلر على نظرية المجال الحيوي لتحقيق مشروعه التوسعي باحتلال أراضي الآخرين."

"ما أسماه هتلر الحل النهائي لمشكلة اليهود بوضعهم في معسكرات الاعتقال سيئة السمعة -هو ما رآه المخرج المناسب بالنسبة له- قد استند إليه الإسرائيليون من خلال الاستطراد في سرد وقائع الإبادة الجماعية لتبرير إبادة جماعية أخرى (وهي إبادة الفلسطينيين)".

وأبدى رفضه للإبتزاز الصهيوني في قضية المحرقة قائلاً: "أما حكاية الملايين الستة من اليهود ضحايا هتلر، فمن الممكن إحالتها إلى ترسانة الخرافات اليهودية".

التعليقات