11/12/2014 - 15:18

جمعية الثقافة العربية تودّع د. رضوى عاشور

نظمت جمعية الثقافة العربية في مدينة حيفا، أمس الأربعاء، أمسية تأبينية للروائية المصرية د.رضوى عاشور، زوجة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وأم الشاعر تميم البرغوثي وكاتبة رواية الطنطورية والعديد من الروايات.

جمعية الثقافة العربية تودّع د. رضوى عاشور

 نظمت جمعية الثقافة العربية في مدينة حيفا، أمس الأربعاء، أمسية تأبينية للروائية المصرية د.رضوى عاشور، زوجة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وأم الشاعر تميم البرغوثي وكاتبة رواية الطنطورية والعديد من الروايات.

وتضمنت الأمسية مداخلات للكاتبة المصرية أهداف سويف، والشاعرة والناقدة ريم غنايم، والكاتبة د.مليحة مسلماني.

بدأت حفل التأبين بكلمة لعريفة الأمسية الصحافية، رشا حلوة، التي رحبت بالحضور وتحدثت عن أهمية الفقيدة والألم الذي يحضر عند وداع روائية وأديبة عربية عاشت النكبة والنكسة وكتبت عن الهم العربي.

بعد ذلك قدّم العازف علاء عزّام، باقة من المقطوعات الموسيقية 

ثم عرضت مداخلة مسجلة للكاتبة والأديبة المصرية، أهداف سويف، خصت بها الأمسية، وقالت إن “رضوى متعددة الصفات، وهنالك إجماع على احترامها وتقديرها وحبها، وجودها كان في كفة الخير دوماً، ومصدراً للطاقة والحب والأمل'.

وتحدثت سويف عن علاقتها الشخصية بالراحلة رضوى عاشور، وقالت إن “معرفتي برضوى بدأت منذ كنت في الثانوية، كانت إنسانة مبهرة، وظلت مبهرة، عرفتها الكاتبة والمبدعة والصديقة والزوجة والأم، ولنا كامل الشرف أن نسير على طريقها، ولي مع رضوى ذكريات لن تغيب أبدا، وستبقى مثل نقتدي به'.

ريم غنايم: 'تركت مصر إلى أمريكا، ولكنها بقيت في مصر'.

وقدّمت بعدها الشاعرة والناقدة، ريم غنايم، مداخلة عن أدب رضوى عاشور، وقالت إن “رضوى جمعمت محاور مهمة كمثقفة شمولية، ومن أكثر ما أعجبني فيها جرأتها في ممارسة الكتابة الروائية في جيل الـ٤٠، بعدما خاضت رحلة طويلة في النقد والبحث الأدبي، وهذا ما اعترفت به رضوى ذاتها حين قالت إنها كانت تعاني من خوف الكتابة الإبداعية، وهذا ليس سهلاً على كاتب .

وعن الأسباب التي حدت برضوى لممارسة الكتابة في هذا الجيل المتأخر نسبياً، قالت غنايم، إن “ممارسة رضوى للكتابة في هذا الجيل يعود لسببين مهمين، الأول هو الخوف من الموت بعد حالة مرضية أصابتها، والسبب الثاني وهو ما اعترفت به رضوى ذاتها، بأن لدى المثقف نوع من الخوف بأنه لم يقل مقولته الأخيرة بعد'.

أمّا عن سفر رضوى للولايات المتحدة، فقالت غنايم، إن “رضوى خرجت إلى الغرب وتعاطت مع الآخر وهي تملك الرؤية والهدف، ولم تصب بالصدمة الحضارية من الغرب بل تعاملت معه كآخر ولم يؤثر عليها. وهنا نرى صورة أخرى لرضوى المثقفة العربيّة المكتملة الحاملة لهموم شعبها ويسعى لتبني مشاكل عصره فقيل فيها إنها تركت مصر إلى أمريكا، ولكنها بقيت في مصر'.

وتطرقت غنايم لما صرّحت به رضوى طيلة الوقت، وهو رفضها لتعريفها ككاتبة نسوية، وقالت إن “ما كان يعنيها هو القضايا الكبرى، والقضايا الصغرى يتم تذويتها عبر تلك القضايا الكبرى، وهذا بيان جريء وصريح يدل على مثقف له رؤية واضحة'.

وأضافت: “رضوى روائية ملتزمة، تملك وعي شمولي، والقضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من هذا الوعي، وذلك ليس فقط لكونها أم وزوجة شاعرين فلسطينيين، بل بالأساس من كونها مثقفة تملك وعيا شموليا له موقف سياسي'.

وعن أدب رضوى، قالت غنايم، إن “لكافة نصوص رضوى نشعر بذات الروح، فنياً هي لم تتطور ولكنها كانت متعددة الطرح في نصوصها، ولا يخفى كونها كاتبة حزينة فكل شيئ في كتاباتها كان يعبّر عن مشاكل مصر والوطن العربي'.

د.مليحة المسلماني: بقيت عائلة رضوى عاشور شجرة صامدة، على الرغم من خلافات الشعوب والاتفاقيات والحروب والمشاكل الدولية

وافتتحت الكاتبة د.مليحة مسلماني، مداخلتها عن د.رضوى عاشور، بقصيدة كتبتها لرضوى، وقالت: “لم أجد منفذاً للوصول لعالم رضوى سوى القصيدة، والقصيدة تحتمل والقصيدة تختزل فوجب طلب الاعتذار منكم ومن روح رضوى'.

وتحدثت مسلماني عن تجربتها الشخصية مع رضوى، حيث كانت الراحلة رئيسة لجنة مناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة بمسلماني في جامعة عين شمس، وقالت إن “رضوى بكت وهي تناقش النضال الفلسطيني في رسالتي، واختلطت هويتي بين طالبة تقف أمام أستاذة تناقش رسالتها وبين كونها أمام إنسان مثله يشاركه همومه'.

وتحدثت مسلماني عن عائلة رضوى، التي تشكّلت من زوج فلسطيني وزوجة مصرية، وقالت إن “العائلة بقيت شجرة صامدة على الرغم من خلافات الشعوب والاتفاقيات والحروب والمشاكل الدولية، فالثلاثي رضوى ومريد وتميم شكّلوا هذا النموذج المصري الفلسطيني الصامد في وجه العواصف والحروب'.

وعن الكتابة بالنسبة للراحلة، قالت مسلماني إن “الكتابة شكل من أشكال الصراع مع الموت، وفي درجة ما تصبح الكتابة تصفية حسابات مع العالم، وفي المراحل الصعبة والانهزام يتصدر الإبداع ليس فقط مهمة تصفية الحسابات، بل مهمة إحياء الذاكرة أيضاً، وهذا ما قامت به رضوى في الطنطورية، ولن ننقد الطنطورية اليوم، فلكل مقام مقال'.

وأنهت حديثها بالقول: “لا نقول وداعاً سيدتي، بل مرحباً بك في الطنطورة وحيفا، عائدة'.

واختتمت الأمسية بنصوص للكاتبة ألقتها الشاعرة الفلسطينية، أسماء عزايزة، وبمرافقة الفنان علاء عزام بعزف على العود. 

التعليقات