16/12/2014 - 12:17

"حرقة كرت" لـ"عرب 48": لا بد من طرح صيغة معينة تخرجنا من دائرة التطبيع

"دخولنا في الأساس جاء إثر دعوة تلقيناها من قبل إدارة مهرجان "كريسماس ماركت" في الناصرة، وخلالها عرض علينا أن نقوم بجولة عروض في الداخل الفلسطيني استغلالاً لوجودنا في الأراضي المحتلة".

في أعقاب النقاش الحاد الذي شغل الشارع العربي وأوساط عديدة في البلاد  في الآونة الأخيرة إثر إعلان الفرقة الأردنية 'حرقة كرت'، نيتها إقامة سلسلة عروض في البلاد ممّا في هذا خرقاً واضحاً لمعايير مقاطعة إسرائيل المتفق عليها، وتطبيع للعلاقات ما بين إسرائيل والعالم العربيّ.

وكانت فرقة 'حرقة كرت'، قد أعلنت عبر صفحتها في مواقع التواصل الإجتماعي بتأجيل عروضها المقرّرة في البلاد، وأعلن المنظمون أمس عن موعد جديد للعرض الذي كان من المقرّر أن يتم الأسبوع الماضي في المدينة.

السعدي: تم إعلامنا بأن الملهى الليلي الذي كان من المقرّر أن نعرض فيه إسرائيلياً، وهذا أمر لم نعلم به، بل وصلنا أننا سنعرض في حي عربيّ ومكان عربيّ فلسطيني

وفي حديث مع موزّع الصوت في الفرقة، والعازف فيها، هاني السعدي، حول ما حصل مع الفرقة ونظرتها للجدل القائم وموضوع التطبيع، قال لـ'عرب 48'، إن 'دخولنا في الأساس جاء إثر دعوة تلقيناها من قبل إدارة مهرجان 'كريسماس ماركت' في الناصرة، وخلالها عرض علينا أن نقوم بجولة عروض في الداخل الفلسطيني استغلالاً لوجودنا في الأراضي المحتلة'.

وتطرّق سعدي للتأجيل الذي حصل في مواعيد سلسلة العروض التي كانت مقرّرة، وقال إن 'العوامل التي حذت بنا لتأجيل العروض كثيرة، كانت الأساسية منها استشهاد الوزير الفلسطيني، والضغط العام على الفرقة من قبل نشطاء مناهضة التطبيع وجهات أخرى بالإضافة إلى إعلامنا بأن الملهى الليلي الذي كان من المقرّر أن نعرض فيه إسرائيلياً، وهذا أمر لم نعلم به، بل وصلنا أننا سنعرض في حي عربيّ ومكان عربيّ فلسطيني'.

وتابع: 'نحن لا يمكن ويستحيل، أن نقبل بعرض في مكان إسرائيلي، وحتى يومنا هذا وعلى الرغم من إلغاء العرض، ما زال البعض يحاول التواصل معنا، مصمّمين على أن المكان ومالكه عرب، إلّا أننا علمنا بالماضي الأسود لهذا المكان، ونشدّد على أننا لن نعرض في أي مكان إسرائيلي'.

عندما حضرت فرصة العرض في الأراضي المحتلة وافقنا لحبنا في التواصل ليس إلّا.

وتطرق السعدي لموضوع الحراك المناهض للتطبيع ورأي الفرقة وموقفها من هذا الموضوع إثر اتهامها بتطبيع إسرائيل وكسر الإجماع العربيّ على عدم التعامل مع إسرائيل، وقال إن 'الفرقة ذاتها مقسومة بوجهات النظر حول هذا الموضوع، فنحن أخذنا الموضوع ببساطة كبيرة، وعندما حضرت فرصة العرض في الأراضي المحتلة وافقنا لحبنا في التواصل ليس إلّا'.

وأضاف: 'لو تم التواصل معنا في وقت سابق وقبل أن نبرم العقد مع بلدية الناصرة، لكان من الممكن أن نلغي سلسلة العروض هذه، وهذا ما يستحيل فعله الآن بعد أن أصبح حتى بعض من أعضاء الفرقة في فلسطين'.

وتابع: 'عندما سألنا قبل شهرين تقريباً إن كان هناك جدل حول توجهنا لحيفا والداخل عموماً قال المنظّمين أن الأمور على ما يرام وليس هنالك أي مشاكل، ومع اقتراب موعد العرض المقرّر ضجت الأمور ولم يعد بإمكاننا إلغاء العروض'.

وعن مجموعة فلسطينيين وفلسطينيات ضد التطبيع، والنشطاء ضد التطبيع من الداخل الفلسطيني، قال سعدي، إن 'بالنسبة لنا، الموضوع قابل للنقاش وهذا كان موقفنا. وأنا بشكل شخصي أقول بأن وجود هذه المجموعة التي تدافع عن مبادئها بهذه الصلابة ضروري، وأنا من المؤيدين لوجود مجموعة مناهضة التطبيع، فالنقاش ضروري خاصة طريقة التواصل وإيصال الرسالة، تواصلت معنا هذه المجموعة ونحن على قناعة بأن وجودها ضروري'.

علينا أن نعمل في المستقبل على صيغة ملائمة وطريقة نتصل فيها مع فلسطينيي الداخل، بلا اعتراف بإسرائيل

وأضاف: 'أتمنى أن نصل في المستقبل لصيغة متفق عليها من قبل الجميع، علينا أن نعمل في المستقبل على صيغة ملائمة وطريقة نتصل فيها مع فلسطينيي الداخل، بلا اعتراف بإسرائيل وبطرق مختلفة عن الفيزا'.

واختتم حديثه وقال: 'لا بد من طرح صيغة معينة تخرجنا من دائرة التطبيع والاعتراف بدولة الاحتلال'.

ومن المقرّر أن يستضيف مهرجان 'كريسماس ماركت'، في الناصرة، بالإضافة إلى 'حرقة كرت'، الفرقة الأردنية 'أوتستراد' التي أثار دخولها في العام الماضي جدل كبير واعتقل ناشط مناهض للتطبيع إثر مظاهرة أقامها ناشطون ضد التطبيع مقابل الحفل. 

التعليقات