17/02/2015 - 17:23

حيفا: اجتماع طارئ للمخرجين العرب

عقدت مجموعة من الفنّانين الفلسطينيين في الداخل، أمس الإثنين، في مركز مساواة في مدينة حيفا، اجتماعاً طارئاً لبحث التطوّرات والتصعيد الذي بادر إليه صندوق "يهوشاع رفينوفيتش" الإسرائيلي لدعم السينما بإضافته بنداً إضافياً على شروط التمويل

حيفا: اجتماع طارئ للمخرجين العرب

مشهد من فيلم "فيلا توما" لسهى عراف

عقدت مجموعة من الفنّانين الفلسطينيين في الداخل أمس الإثنين، في مركز مساواة في مدينة حيفا، اجتماعاً طارئاً لبحث التطوّرات والتصعيد الذي بادر إليه صندوق “يهوشاع رفينوفيتش” الإسرائيلي لدعم السينما بإضافته بنداً جديدا على شروط التمويل للأفلام السينمائية يجبر متلقي التمويل بالتوقيع على تعهّد بأن يتم تقديم الفيلم في أي محفل دوليّ على أنه فيلماً إسرائيلياً. 
 
ويأتي هذا التصعيد من قبل المؤسسة ووزارة الثقافة الإسرائيلية، بعد الهجوم والتحريض الذي حصل في أعقاب رفض المخرجة الفلسطينية، سهى عرّاف، تعريف فيلمها “فيلا توما” وتقديمه في مهرجان فينيتسيا السينمائي كفيلم إسرائيلي، إذ رفعت بعض صناديق التمويل الإسرائيلية ووزارة الثقافة الإسرائيلية دعوة ضد عرّاف تطالبها فيها بإرجاع التمويل الذي حصلت عليه من قبل الجهات الإسرائيلية. 
 
وتتوزّع الميزانيات على الفنّانين بتوصية يقدّمها المجلس الأعلى للسينما في إسرائيل لوزارة الثقافة، وهو مكوّن من 15 عضو كنيست بأغلبيتهم من أحزاب اليمين ممّا يدل على أن هذا القرار بإضافة بنود على اتفاقيات التمويل هو قرار سياسي يضيق على الفنّانين العرب في البلاد.
 
سهى عرّاف: البند الإضافي يشوّه هوية الفنّان والعمل
 
وقالت المخرجة سهى عرّاف لـ”عرب 48” إن “الهجوم الحالي علينا والذي شنّته المؤسسة ليس هجوماً على عرّاف شخصيا، هو هجوم على الانتاج السينمائي للفنّانين الفلسطينيين في الداخل وعلى هويتنا عموماً. فما يطلبه الصندوق هو أن يقوم المخرج بتعريف ذاته على أنه مخرج إسرائيلي يقدّم فيلماً إسرائيلياً ما يعني إلغاء هوية الفنّان ذاته وتشويهها. والهجوم على السينما تحديداً هو لسبب أن السينما تنتشر في المحافل الدولية والمهرجانات وهي ليست شيئا ثابتا، بل إن الفيلم يتجوّل في كافة دول العالم تقريباً”. 
 
وأضافت: “في هذه الحالة، لن يتقدّم أي منّا للحصول على تمويل لكون هذا التمويل يلغي هويتنا كفنّانين، ويلغي هوية أعمالنا الثقافية والفنية. أمّا الهدف الآخر من الشرط هو التقليل من الميزانية التي يحصل عليها الفنّان العربي على الرغم من أنها شبه معدومة بالأساس ولا تصل لأكثر من 1% في حين أن نسبتنا نحن الفلسطينيين في الداخل 20% من مجمل السكّان”. 
 
وعن الاجتماع الذي عُقد أمس الاثنين، قالت عرّاف إن “الاجتماع جاء لبحث طرق التصدّي لهذا التصعيد الذي تقوده لجنة سياسية تتحكّم بتوزيع الموارد والتمويل، وكخطوة أولى توجّهنا لأعضاء الكنيست العرب ومرشحي القائمة المشتركة بهدف المساعدة على الصعيد السياسي، وتلقينا وعوداً من المرشّح الأول للقائمة المشتركة أيمن عودة، والنائبة حنين زعبي بمتابعة القضية”. 
 
وأضافت: “الجبهة الثانية التي قرّرنا التوجّه إليها هي المحافل الدولية، إذ نعتزم طرح القضية في كافة المحافل والمهرجانات الدولية ذات الصلة بالإضافة إلى التوجّه لصناديق دولية لمساندتنا والبحث عن صناديق تمويل بديلة عن الصناديق الإسرائيلية. في ذات الوقت علينا أن لا نتنازل عن حقّنا في حصتنا من التمويل الإسرائيلي الذي ندفعه نحن أيضاً عن طريق الضرائب”.
 
فراس خوري: الشرط بمثابة قسم ولاء لإسرائيل والجهة المانحة
 
أمّا المخرج فراس خوري، فقال لـ”عرب 48” إن “الشرط الذي تحاول الصناديق الإسرائيلية إضافته على شروط منح التمويل هو بمثابة قسم ولاء لدولة إسرائيل وتشويه للفنّان والعمل بالإكراه. والمشكلة الإضافية هي كون السينما مجالاً مكلفاً جداً مقارنة بالمسرح بالتالي من المستحيل أن يتحمّل المخرج تكاليف العمل السينمائي لوحده، حصولنا على هذا التمويل حق لنا، وليس منة من أحد”. 
 
وتابع: “هوية الفيلم هي هوية المخرج والقضية التي يطرحها وليست هوية التمويل، ما يحصل في إسرائيل اليوم من تحريض على الفنّانين العرب لم يحصل في السابق”. 

التعليقات