14/05/2015 - 16:26

التاريخ.. ضحية من ضحايا حرب اليمن

ألحقت ضربات جوية شنها التحالف الذي تقوده السعودية هذا الأسبوع على مدينة صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن، أضرارا بالغة بجامع الهادي الذي يعود تاريخه إلى 1200 عام ويعد أقدم مقر لتعليم المذهب الشيعي في شبه الجزيرة العربية.

التاريخ.. ضحية من ضحايا حرب اليمن

انفجار جراء قصف السعودية لموقع للحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)

يوصف اليمن في موروثه الشعبي بأنه مهد العروبة.. لكن تراثه القديم يتهاوى أمام قصف السعودية للحوثيين وأتباع المخلوع علي عبد الله صالح.

على سبيل المثال ألحقت ضربات جوية شنها التحالف الذي تقوده السعودية هذا الأسبوع على مدينة صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن، أضرارا بالغة بجامع الهادي الذي يعود تاريخه إلى 1200 عام ويعد أقدم مقر لتعليم المذهب الشيعي في شبه الجزيرة العربية.

وسويت بالأرض مبان قديمة من الجص في مدينة زبيد المطلة على البحر الأحمر والتي اشتهرت بتجارة البن في القرون الوسطى بينما تدور الاشتباكات بين رجال قبائل موالين للسعودية ومقاتلين حوثيين متحالفين مع أتباع صالح بوسط اليمن قرب أثر قديم يقال إنه بني في عهد ملكة سبأ.

ومدينة براقش القديمة بشمال اليمن التي كانت عاصمة إمبراطورية تجارية انطلق منها البخور العربي ليعبق أجواء معابد الدولة اليونانية والرومانية القديمة لم تسلم من القصف الذي يسعى التحالف من خلاله لدحر الحوثيين.

وتعرضت قلعة عثمانية أقيمت بالحجر الأبيض على قمة جبلية مطلة على مدينة تعز بوسط اليمن للقصف على مدى أيام بعد أن تحصن بها المقاتلون الحوثيون.

 موروث ثقافي

وظهر على شاشة قناة المسيرة التلفزيونية الحوثية مواطن من تعز قال بحدة غاضبا إن التحالف لم يكتف بقتل رجال ونساء وأطفال وإنما يعمل على القضاء على كل ما يحدد معالم المجتمع. وقال إن 'العدوان' لا يمكن أن يمحو تراث اليمن بقنابله.

وأشار سكان إلى أن الحوثيين يستخدون كثيرا من المواقع المتضررة كأماكن لتجميع مقاتليهم وتخزين السلاح. وحذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الجانبين من استغلال المواقع التاريخية في الحرب.

وقالت إيرينا بوكوفا مديرة المنظمة في بيان يوم الثلاثاء 'هذه الهجمات تدمر تراث اليمن الثقافي الفريد الذي يمثل مستودع هوية شعب وتاريخه وذكرياته ويقف شاهدا فذا على انجازات الحضارة الإسلامية'.

ومن المفارقات أن يلوح في الأفق احتمال سقوط التاريخ الإسلامي ضحية بين ضحايا الصراع الطائفي الذي اشتعل في الشرق الأوسط.

وقال محمود السلمي أستاذ التاريخ بجامعة عدن في اليمن 'الحركة الحوثية حركة دينية والمملكة العربية السعودية مملكة متشددة دينيا. ومثل هذه الأطراف لا تعطي أولوية للتاريخ الثقافي وتركز على حربها الأيدولوجية'.

وأضاف 'الصراع على السلطة لا يفرق بين ما هو قديم وقيم وبين هدف عسكري. ونحن نغامر بفقد هذه المواقع إذا استمر القتال'.

التعليقات