28/05/2015 - 14:17

طرابشة: نفضّل إغلاق مسرح الميدان على أن نخضع لشروط البلدية

"المسارح الفلسطينية في الداخل كلها تمر في أزمات كثيرة، وغالبية هذه الأزمات ناتجة عن التمويل وشروط الوزارة والبلديات، ونحن نعلم أنه في حال قبلنا شرطاً واحداً سنبقى في حدود هم يرسمونها وسيستمرون بوضع شروط مختلفة، لذلك جاء قرارنا ال

طرابشة: نفضّل إغلاق مسرح الميدان على أن نخضع لشروط البلدية

يتعرّض مسرح الميدان في مدينة حيفا، في الآونة الأخيرة، لهجمة شرسة من قبل جهات يمينية متطرّفة تحاول جاهدة وقف التمويل الذي يتلقاه المسرح من وزارة الثقافة الإسرائيلية وبلدية حيفا مدعية أن المسرح يحرّض على دولة إسرائيل.

وكانت بلدية حيفا، قرّرت بداية الشهر الحالي وقف تمويل المسرح، وإقامة  لجنة خاصة لبحث استمرار البلدية بتقديم الدعم المادي للمسرح على الرغم من أنها صادقت على الميزانية في شهر شباط/فبراير من العام الحالي.

ومن الجدير ذكره، أن مجموعات من قطعان اليمين تظاهروا ضد عرض مسرحية «الزمن الموازي» المستوحاة من تجربة الأسير الفلسطيني وليد دقة، وحاولوا منع العرض، وفي وقت سابق أيضاً قامت جمعيات متطرّفة بالتحريض على نشاط 'الفيلم الفلسطيني' الذي نظّمه المسرح في ذكرى النكبة.

طرابشة: الهجمة على مسرح الميدان جزء من الهجمة على الشمال وحيفا

وقال مدير مسرح الميدان، عدنان طرابشة في مقابلة أجراها 'عرب 48'، إن 'الهجمة التي يتعرّض لها مسرح الميدان في الآونة الأخيرة، لا تستهدف مسرح الميدان فقط، إنّما هي ضمن هجمة شرسة يشنّها اليمين المتطرّف على منطقة الشمال عموماً وحيفا على وجه خاص'.

وأضاف أن 'هذه الأحزاب والجمعيات اليمينية لاحظت في الآونة الأخيرة وجود حركة ثقافية شبابية وطنية تتمتع بوعي عال المستوى في مدينة حيفا، بالإضافة إلى توافد المزيد والمزيد من الشباب العربي إلى هذه المدينة والمشاركة في النشاطات الوطنية والثقافية والأدبية، وبالتالي أرادوا استهداف حيفا كمدينة عربية والحراك النشط فيها، ومسرح الميدان هو جزء من هذه الهجمة التي لن نستطيع التصدّي لها إلّا بالوحدة بين الأحزاب والمسارح والناشطين'.  

أعدائهم ليسوا أعدائنا

وعن بلدية حيفا ووقف تمويل المسرح، قال طرابشة إن 'مسرح الميدان يتلقّى سنوياً مبلغ 1.275 مليون دعماً من بلدية حيفا تحت خانة الدعم، بخلاف مسارح ومؤسسات إسرائيلية أخرى حيث يعتبر الدعم الذي تتلقّاه جزءاً من الميزانية وليس دعماً يحتاج التصويت عليه سنوياً. صوتّت البلدية في شهر شباط/فبراير على الميزانية ومن ضمنها الدعم الذي ستقدّمه لمسرح الميدان، ومع بدء التحريض من قبل نشطاء وجمعيات اليمين المتطرّف على مسرح الميدان، ووجود رئيس للجنة المالية في البلدية من قبل حزب 'البيت اليهودي' اليميني، أقامت البلدية لجنة خاصة تبحث إذا ما كانت ستستمر في تمويل المسرح الذي تعتبر البلدية هويته الفلسطينية خطراً عليها، بينما نعتبرها نحن فخراً وامتداداً وجزءاً من وجودنا، فالمسرح فلسطيني كما نحن فلسطينيون'.

وأضاف طرابشة أن 'التحريض المباشر على الميدان بدأ في أعقاب مهرجان الفيلم الفلسطيني الذي قام المسرح بتنظيمه خلال ذكرى النكبة، وبعدها حرّضوا على المسرح خلال عرض مسرحية الزمن الموازي مدّعين أنها سيرة الأسير وليد دقّة، على الرغم من أنها في الحقيقة بحث كامل عن حياة الأسرى قام به المخرج بشّار مرقص وطاقم المسرحية، بالإضافة إلى أننا نفخر بتقديم أعمال فنيّة عن أسرى سياسيين وليسوا مخرّبين كما يصفهم الإسرائيليون، نحن مسرح فلسطيني ونتواصل مع ثقافتنا وقضايانا، أعداؤهم ليسوا أعدائنا، بل هم أسرى سياسيون نعتز بهم ونكن لهم كل التقدير'.

البلدية تجمّد الدعم وخطر الإغلاق يخيّم على المسرح

وتابع أنه 'بعد هذا التحريض المباشر، قرّرت البلدية تجميد الدعم لمسرح الميدان حتى صدور قرار اللجنة، ونحن في المسرح اتخذنا قراراً بأننا لن نقبل أي شرط من شروط البلدية، نحن مستعدون لإغلاق المسرح بالكامل ولا أن نعرض أعمالنا بحسب شروط البلدية ووزارة الثقافة الإسرائيلية'.

وشدّد طرابشة على أن 'مسرح الميدان قام أساساً ليكون مسرحاً حراً، ومن الأفضل إغلاقه إن كان سيعرض ويلعب ضمن حدود تريده بلدية حيفا أن يلعب فيها، نحن مسرح فلسطيني عربي، هذه هويتنا ولن نسمح أن نصل إلى حال نلعب فيها ضمن دائرة ترسم حدودها الجهات الممولة'.

الإدارة: نفضّل إغلاق المسرح على أن نخضع لشروط البلدية والوزارة

وعن تمويل المسارح العربية، قال طرابشة إن 'ما قامت به دولة إسرائيل هو التحكم بالمسارح وتحويلها إلى مؤسسات تعتاش على الدعم الحكومي، لهدف واحد ألا وهو ضرب الثقافة العربية ومحو وجودنا الثقافي غير المفصول عن السياسي، وهذه هي الأزمة الحقيقية التي تعيشها المسارح العربية، وأزمة الميدان هي جزء من هذه الأزمة التي آن لها أن تنتهي وتعالج بصورة صحيحة، ونبدأ بصورة جماعية بحث قضية التمويل وبناء آليات تمويل ذاتي للمسارح، على الرغم من أنني أعلم أنه من الصعب على المسرح أن يموّل ذاته، إلّا أن صناديق تمويل كثيرة غير إسرائيلية عربية وأوروبية علينا التوجّه إليها وبناء علاقات معها كي لا نبقى في هذا الحال الذي نعتاش فيه على عطف المؤسسة الإسرائيلية'.

وتابع أن 'المسارح الفلسطينية في الداخل كلها تمر في أزمات كثيرة، وغالبية هذه الأزمات ناتجة عن التمويل وشروط الوزارة والبلديات، ونحن نعلم أنه في حال قبلنا شرطاً واحداً سنبقى في حدود هم يرسمونها وسيستمرون بوضع شروط مختلفة، لذلك جاء قرارنا الحاسم بإغلاق المسرح في حال وجود شروط تمويل'.

تصعيد جماهيري ودولي وإضراب عن الطعام

ولن تقف إدارة مسرح الميدان مكتوفة الأيدي في ظل هذه الهجمة، إذ اتخذت قرارها بالتصعيد مقابل تصعيد المؤسسة، وقال طرابشة إن 'الإدارة اتخذت قراراً بالإضراب عن الطعام مقابل مكاتب البلدية في حال توقّف الدعم، بالإضافة إلى المسار القضائي الذي باشرت الإدارة بالسعي فيه والعمل الجماهيري من مظاهرات وحملات تضامن دولية بشراكة مع مسارح عالمية كبرى'.

وفي حال توقّف الدعم نهائياً فإن مسرح الميدان وللأسف، سيغلق أبوابه ويسرّح موظّفيه.

واختتم طرابشة حديثه مناشداً الجمهور العربي بالوقوف إلى جانب مسرح الميدان في محنتة، وللجهات العربية بمساعدة المسرح لكي يبقى صرحاً ثقافياً وطنياً. 

 

التعليقات