10/06/2015 - 20:07

بعد قرار بينيت: "يجب التوجه للعالم ضد استهداف هويتنا الفلسطينية"

أثار قرار بينيت بإخراج مسرحية الزمن الموازي من السلة الثقافية غضب أوساط مسرحية وثقافية وسياسية، واعتبره الفنانون والسياسيون قراراً سياسياً فاشياً يستهدف الوجود العربي والثقافة والهوية الفلسطينيتين

بعد قرار بينيت:

مشهد من مسرحية "الزمن الموازي"

أثار قرار وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، اليميني المتطرّف، نفتالي بينيت بإخراج مسرحية "الزمن الموازي" من "السلة الثقافية" غضب أوساط مسرحية وثقافية وسياسية، واعتبره الفنانون والسياسيون قراراً سياسياً فاشياً يستهدف الوجود العربي والثقافة والهوية العربيتين ويندرج ضمن الهجمة الشرسة التي تستهدف الفلسطيني لكونه فلسطيني.

وكان بينيت قد أخرج المسرحية من "السلة الثقافية" خلافا لقرار لجنة المرجعية في 'سلة الثقافة' التابعة لوزارة المعارف بإبقاء عرض المسرحية ضمن السلة، أعلن الوزير المتطرّف أمس، أنه قرر إزالة المسرحية من السلة، بحكم صلاحيته. كما أعلن أنه سيستدعي رئيسة اللجنة، د. بيله  بلوم، لجلسة استيضاح.

طبري: أزمة تشجّع على البحث عن تمويل غير إسرائيلي واستقلالية

في تعقيبها على قرار  بينيت بإزالة المسرحية، قالت المخرجة الفلسطينية، علا طبري لـ"عرب 48" إن "الموضوع ليس بالبسيط، هو موضوع شائك ويضع الفنّان في مأزق بين المبدأ والمسيرة الشخصية الفنيّة، وهذه أزمة إيجابية تولّد العديد من الأسئلة التي تشجّع على البحث عن تمويل غير إسرائيلي، وطرق بديلة للتمويل الإسرائيلي المشروط".

وأضافت طبري أن "هذا التمويل هو حق لنا وليس منّة من أحد، بل هي من حقنا التاريخي في البلد وكمواطنين وأصحاب حق، ولكن يتوجّب علينا في حال أخذناها أن تكون لهدف بناء مشاريع تستطيع أن تستمر بلا تمويل، أي مشاريع تستطيع أن تموّل ذاتها بذاتها، وبالتالي أن تكون مستقلة وغير مرتبطة بأية جهة مموّلة".

وعن قضية إخراج "الزمن الموازي" من السلة الثقافية تحديداً، قالت طبري إن "الخسارة الأساسية ليست التمويل، بل المدارس، وبالتالي علينا أن نركّز على موضوع أن أبناءنا اليوم موجودون بيد وزير مثل بينيت وهذه هي الأزمة الأكبر التي علينا التصدّي لها، وبحث الطرق التي نحضر فيها أبناءنا من المدارس إلى المسرح إن أراد بينيت أن يخرج مسارحنا من المدرسة".

واختتمت طبري حديثها وقالت إنها "غير متفاجئة من القرار، متوقّع وأتوقّع أكثر من ذلك، ولكنني أشدّد على أهمية التصدّي والتحدّي والبحث عن الطرق البديلة للتمويل".

غطّاس: بينيت ينصّب نفسه دكتاتوراً على حرية الإبداع والفن

أمّا النائب عن القائمة المشتركة، د. باسل غطّاس، فقال لـ"عرب 48" إن "قرار بينيت بإخراج مسرحية الزمن الموازي من سلة المسرحيات المموّلة من الوزارة عكس قرار اللجنة المهنية التابعة للوزارة يعتبر إجراء فاشي ليس فقط لمنع حرية التعبير وانما حرية التفكير أيضا".

وأضاف أن "بينيت ينصّب نفسه دكتاتوراً على حرية الإبداع والفن. بئس دولة وزير معارفها بينيت، ووزيرة الثقافة فيها ميري ريغيف، وهما أفضل ممثلان لمستنقع العنصرية الإسرائيلي".

واختتم حديثه قائلاً إن "واجب الساعة إسقاط حكومة اليمين الفاشي وتجنيد الضغط الدولي عن طريق الدعوة للمقاطعة وفرض العقوبات عليها".

إياد البرغوثي: علينا التحرّر من السيطرة التربويّة الإسرائيليّة

وعقّب الكاتب ومدير جمعية الثقافة العربية، إياد برغوثي، على قرار بينيت وقال لـ"عرب 48" إن "خطورة القرار لا تقتصر فقط على التدخّل الفظ في حرية الإبداع وفرض حدود للتعبير تعتمد على الإجماع الصهيونيّ، وترهيب المسارح والجمعيات الثقافية التي تتلقى دعمًا رسميًا لتخفض سقف مضامينها، وإخراج مسرحية من "السلة الثقافية"، بل في كونها تؤشّر على سياسة وزير معارف مسؤول عمليًا عن كلّ "السلة التربويّة"، عن المدارس ومناهج التعليم، وهو صاحب السلطة على المديرين والمفتشين والمعلمين".

وأضاف برغوثي أن "الوضع بائس وخطير  أصلا، من حيث مضامين كتب التعليم وتشويهها للهويّة واستغلال المدارس للأسرلة والتجنيد، فكيف هو الحال عندما يكون بينيت المتطرّف المتفاخر بقتله للعرب ودعمه للاستيطان وزيراً للتربية والتعليم".

وشدد البرغوثي على أهمية التصدّي للوزير ونهجه كله، وقال إنه "اعتقد أنّه آن الأوان ليأخذ الموضوع المكان الذي يستحقه، ونبدأ فعليًا بالنضال الحقيقيّ من أجل التحرّر من السيطرة التربويّة الإسرائيليّة المفروضة علينا. هذه أولويّة، برأيي".

سهى عراف: التوجه إلى المحافل الدولية

وقالت المخرجة سهى عرّاف، أمس، لـ"عرب 48"   إن "الخطوة كانت متوقّعة من حكومة فاشية كهذه، وما يتوجّب علينا فعله الآن هو التوجّه إلى المحافل الدولية وعدم الاتكال على التمويل وصناديق التمويل الإسرائيلية".

وأضافت عرّاف أن "هذه الخطوة ليست إلّا البداية، فالثقافة الفلسطينية تكبر وتتطوّر باستمرار، ولا يريدون لها أن تكون مؤثرة، يريدون طمسها وتشويهها ومنعها من أن تعبّر عن هويتنا ورموزنا وقضيتنا، فنحن أمام هجمة ليست بالبسيطة، وليست شخصية على مخرج واحد أو مسرح هنا وهناك، هذه الهجمة تستهدف وجودنا كعرب وفلسطينيين في البلاد".

أمّا المخرج عامر حليحل، فقال إن "القضية ليست قضية الميدان أو مسرحية الزمن الموازي، بل هي قضية تعبيرنا عن ذاتنا وهويتنا. هذا القرار أسقط القناع نهائياً عن المؤسسة ولا يجب الاستهانة به".

التعليقات