اعتبر الفنّان هنري أندراوس، الذي لعب دور الأسير وليد دقة في مسرحية 'الزمن الموازي'، قرار الوزير المتطرّف نفتالي بينيت بإزالة المسرجية من السلة الثقافية أنه دليل دليل على قوة المسرح، وضعف الدولة التي يتخذ فيها قرار وزاري بإلغاء عرض مسرحي لم يشاهده متخذو القرار.
وقال أندراوس في تعقيبه لـ'عرب 48' إن 'دولة يتخذ فيها قرار وزاري بشأن عرض مسرحي لم يشاهده متخذو القرار، هو دليل على أن المسرح في هذه الدولة يعيش أقوى حالته وفي وضعية جيدة. وفي المقابل هو دليل على أن هذه الدولة أضعف من أن أقوم بذكر اسم الوزير الذي يحمل حقيبة تربية وتعليم فيها، ولا أدري صراحة إلى أين يسوقها ويسوق التعليم فيها'.
أمّا عن شعوره كلاعب لدور الأسير الفلسطيني وليد دقّة، وتجسيده لشخصية دقّة على خشبة المسرح، قال أندراوس إن 'الشعور كان عبارة عن مزيج من الإنسانية والحب والتضحية والأنانية والإبداع، التحمّل والفكاهة والنرجسية وفلسفة حياة غير تقليدية'.
واعتبر أندراوس أن التضادات في شخصية دقة تلبّي كل ما يحتاجه الممثّل على الخشبة، وقال إن 'دقّة يملك شخصية مميزة ومثيرة، إذ يحمل كماً من التضادات تمنح الممثّل كل ما يحتاجه كل يقوم بإحياء شخصية مثيرة كشخصية دقة على خشبة المسرح'.
إقرأ أيضاً: بعد قرار بينيت: يحب التوجّه للعالم ضد استهداف هويتنا الفلسطينية
وعن طرق التصدّي لقرار بينيت والقرارات التي تستهدف الثقافة العربية في البلاد، قال أندراوس إنه 'أنا لا أجيد التظاهر في الشوارع والهتاف والتضامن وكتابة الرسائل والمؤتمرات الصحافية وتشكيل اللجان، أنا فنّان، وما أجيده هو الإنتاج المسرحي والفنيّ، وبالتالي على كل منّا أن يأخذ المسؤولية على ما يقوم به وما يتقنه وأن يتابع ما يقوم به بمهنية عالية ويشارك الآخرين فيه حتى نكون قوة لا تهتز من القرارات العابرة.
وأضاف أندراوس أنه 'يتوجّب على من يجيد ما ذكرته سابقاً أن يفعله على أفضل وجه وبمهنية تامّة، الوزارات عابرة والمسرح باق وسيؤرخ ويدرّس أيضاً.
ودعا أندراوس الناس للذهاب إلى المسرح، وقال في ختام حديثه: أطلب من الناس بعيداً عن قوميتهم وآراءهم المختلفة والمتنوعة، أن يأتوا إلى المسرح ويشاهدوا ويناقشوا ويسألوا عند اللزوم وأن يتخذوا قراراً، ليس في الزمن الموازي فقط، بل في كل عمل فنّي، فالثقافة والفن لا تنازل ولا غنى عنهما'.
التعليقات