13/06/2015 - 16:27

"أوتارشيحا" ينثر الجمال والأضواء في أزقة ترشيحا

تعيد أمجاد الماضي، وتحيي موروثا يحمل عبق الوتر و الفن الأصيل، يجمع نخبا من المبدعين لتحديث الأصيل وتأصيل الحديث، ويجمع الناس تحت مظلة من اللحن والألفة والمحبة الذي ميز البلد بالتآخي والسلم الأهلي في تصميم لاستعادة مجد البلد

سهرات راقصة بفرحها وفنونها وموسيقاها، تصدح ليالي رحبانية لقهر ليال كالحة، تعيد لتاريخ الفن أمجاده، وتتواصل الألفة والمحبة في ليالي مهرجان 'أوتارشيحا'.. وتصدح الأوتار والنغمات في كل زواية وكل زقاق من زقاقات البلدة وسوقها القديمة في ترشيحا في الجليل الأعلى رغم حصارها.

تعيد أمجاد الماضي، وتحيي موروثا يحمل عبق الوتر و الفن الأصيل، يجمع نخبا من المبدعين لتحديث الأصيل وتأصيل الحديث، ويجمع الناس تحت مظلة من اللحن والألفة والمحبة الذي ميز البلد بالتآخي والسلم الأهلي في تصميم لاستعادة مجد البلد.

ترشيحا تعيد صباها..

في ظل هذه الأجواء من الأعراس المستحدثة، وبمشاركة نخب من المثقفين والفنانين المبدعين، ومشاركة الآلاف من أبناء ترشيحا والمنطقة، وبمبادرة الشباب الناشط، يواصل مهرجان أوتارشيحا برامجه الفنية والموسيقية والثقافية في مشهد مثير وملفت.

وكان قد افتتح المهرجان مساء الخميس، والذي يستمر حتى اليوم السبت، بمسيرات كشفية وموسيقية جابت أزقة البلدة التي تحفظ معالمها الفلسطينية النادرة، وأقرب إلى أعراس شعبية تتأصل بصورة الحديث.

وقدمت عروض من أرقى الفنون حيث استقرت في ساحة الكنيسة بحضور حشد كبير في أجواء قروية ذات نكهة فريدة لما لهذا البلد من ميزة لطابعه القروي الجميل، حيث قدمت فرقة ترشيحا المعروفة للموشحات التي تجمع كتيبة من خيرة العازفين والمغنين والمنشدين أجمل العروض الموسيقية التي تفاعل معها الجمهور برقي الإصغاء والتفاعل مما عكس مشهدا حضاريا يليق بهذا البلد.

الفعاليات تتواصل لليوم الثاني..

وتواصلت نشاطات المهرجان، مساء أمس الجمعة، بعروض فنية وموسيقية شملت معروضات فنية على اختلافها من تحف تراثية وآلات موسيقية، ومعروضات تتناول تاريخ الفن والموسيقى والغناء.

كما نظم معرض يحمل صور أجيال من موسيقيي وفناني ترشيحا الذي ميز هذا البلد تاريخيا، وقدم عدد من الفنانين فقرات فنية إبداعية، حيث قدم الفنان سعيد سلامة مونولوج على المسرح،  وقدم شماس نحاس عرضا ساخرا مع فرق من أبناء الشبيبة إلى جانب عرض فني موسيقي تألق خلاله كونسرفتوار ترشيحا.

شاهين: الفن والموسيقى روح نابضة في تاريخ هذا البلد

إلياس شاهين في عقده السابع، وهو قريب الموسيقار العالمي المعروف سيمون شاهين، تحدث من داخل زاوية المتحف التي تضم محتويات من صور تاريخية وحديثة لعدد كبير من الفنانين أبناء ترشيحا.

قال شاهين متأثرا: 'أنا عازف وفنان، ولا زلت أمارس الفن، وهذا البلد يعشق الفن، وخرّج فنانين مفخرة للبلد ولنا جميعا'.

 وحول تاريخية الفن والموسيقى في ترشيحا قال إنه موروث جيلا بعد جيل، وإن الإبداع يورث إبداعا، وهذه الجذور والتواصل تفرض نفسها على الأجيال التي تعشق الفن والموسيقى، مضيفا أنه قد يكون موقع البلد الخلاب وهدوؤها سبب هذه الميول.

 ولفت إلى الحفاظ على هذا الموروث، وقال إن 'بعضا من هذا الجيل يحاول الحفاظ على هذا الموروث، وتطويره وفي هذا رضى لأبناء جيلي، وهذا يزيدنا فخرا بهذا التواصل والتطور في تنمية ورعاية المواهب الشابة، رغم تنصل المؤسسات الرسمية وبلدية معلوت من هذا الحق إلا أن المؤسسات المحلية والأهالي حريصون كل الحرص على دعم واحتضان هذه المواهب التي أصبحت مفخرة لترشيحا، وهذا المهرجان خير دليل'.

 بشارة: عمل وتحد جبار نفخر به

وتحدث الناشط وأحد المنظمين للمهرجان، حنا بشارة، عن الفكرة والرسالة، فقال: 'نحن مجموعة من الشباب والصبايا نلتقي، وتجمعنا الموسيقى للتغلب على الفراغ، والفن هو مجال جامع والمفتاح لاستعادة روح البلد القديمة. وكخطوة أولى لإحياء السوق القديم في إقامة مهرجان موسيقي فني على مدار ثلاثة أيام، بعد أن كانت تشهد البلدة حالة اختفاء النشاط من السوق القديم. ورأينا أن الفن هو المجال الأقوى، ونحن مجموعات التقينا على حب البلد، علما أن هذا العمل الضخم يحتاج إلى جهات داعمة وتمويل'.

وأضاف بشارة: 'كالمعتاد، لم نتلق أي دعم من بلدية معلوت، إلا أننا جمعنا الفن والموسيقى وحب البلد، وقررنا أن نقوم بكل الأعباء بشكل مستقل، بدعم من كل الغيورين والخيرين في هذا البلد'.

حداد: عمل مستقل دون هيمنة

الناشط المهندس نبيل حداد، وهو أحد أعضاء الغاليري الثقافي الذي يضم مجموعة من الشباب والصبايا، تحدث بحب كبير عن بلده، ونشوة نجاح المهرجان الكبير، وأكد على أنه يجمعهم هدف تطوير الثقافة والفن والموسيقى.

وحول دعم عمل ضخم بهذا الحجم، قال إنه مكلف جدا، وأن التمويل جاء من أشخاص خيرين من هذا البلد، بحيث كان مفاجئا حجم الدعم والمساعدة، مما يؤكد على 'أن حب ترشيحا يجمعنا، وأن مشروعنا أساسه الرجوع للأصالة، والحفاظ على البلدة القديمة، وترميم منازلها، ولك أن تشاهد كم مثير هذا المشهد الثقافي والحضاري من الدرجة الأولى'.

وحول مطالبة بلدية معلوت بدعم المهرجان، قال حداد 'توجهنا للبلدية إلا أننا نرفض الاشتراط بالعمل المشترك المغرض، ونرفض الهيمنة من أي جهة. أردنا أن نكون سويا في عمل موحد تستحقه ترشيحا'.

وخلص إلى القول إن 'هذا فيه تحد كبير كمشروع ضخم يحمل رسالة، واعتقد بهذه الأجواء الرائعة كما تشاهد والمشاركة الكبيرة من ترشيحا والجليل هو مفخرة ودليل نجاح ثقافي حضاري في أكبر العروض كما يليق بترشيحا'.

التعليقات