28/06/2015 - 13:10

"الزمن الموازي" تتحدى المؤسسة الإسرائيلية وتعود للميدان

تأكيدا على رفض التدخل الإسرائيلي باستقلالية مسرح الميدان والمس بالحقوق الثقافية الفلسطينية، ورفضا لكل الممارسات القمعية للحكومة الإسرائيلية وبلدية حيفا ضد مسرح الميدان.

حيفا: التجمع ينظم عرض لمسرحية "الزمن الموازي" بالميدان

احتشد مساء أمس السبت، المئات في قاعة مسرح الميدان في حيفا لمشاهدة مسرحية ' الزمن الموازي'، وذلك بمبادرة من التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا، وتزامنا مع فعاليات مناصرة أسرى فلسطين، وتأكيدا على رفض التدخل الإسرائيلي باستقلالية مسرح الميدان والمس بالحقوق الثقافية للفلسطينيين في إسرائيل، ورفضا لكل الممارسات القمعية للحكومة الإسرائيلية وبلدية حيفا ضد مسرح الميدان.

وتمكن فنانو المسرحية بنقل المشاهدين خلال العرض إلى زنزانة رقم 4، حيث تدور الأحداث المستوحاة من حياة الأسير وليد  الدقة القابع في السجن الإسرائيلي منذ عام 1986، بعد اتهامه بقيادة مجموعة أسرت جنديا وقتله في عام 1984، وتحمل القصة رسائل وكلمات أدبية كتبها الأسير الدقة.

المسرحية التراجيدية الكوميدية

ونجح الفنانون بإبهار الجمهور الواسع من خلال المسرحية التراجيدية - الكوميدية، فتارة يُسمع من القاعة صدى الضحكات، ومرات كثيرة أنين البكاء، وذلك من خلال نقلهم لتجربة مجموعة الأسرى الذين يسردون أحلامهم الأسيرة معهم عقودا خلف الزنازين الإسرائيلية، أحلامهم الإنسانية بلقاء الأم واحتضانها، الحلم بالحب والزواج وإنجاب الأطفال، والحلم الذي يطغى على الأسير وديع بالزواج من حبيبته فداء وإنجاب طفل اسمه 'ميلاد'.

برغال: لا تغيب عن ذاكرتي كل تفاصيل الزنزانة

وقال رفيق الأسير وليد دقة، الأسير المحرر مخلص برغال  إنني "أتيت إلى مسرح الميدان في حيفا كي أدعم المسرح الذي يغطي قضايا شعبنا ومن أهمها قضايا الأسرى. لقد كنت أسيرا لمدة 25 عاما قضيت قرابة الـ 24 عاما رفيقا لصديقي الأسير وليد دقة، ومن واجبنا كمجتمع وشعب فلسطيني أن نضع قضية الأسرى في مقدمة أولوياتنا، بل أن تكون في رأس سلم أولويات النضال الشعبي، ذلك أنه من المفترض أن يجد الأسرى مقابل كل التضحيات الدعم والمؤازرة'.

وأضاف: 'لا تغيب عن ذاكرتي كل تفاصيل الزنزانة، فهي أصبحت جزءا مني، وأؤكد بأن كل كلمة أو رسالة تواصل مع الأسرى تمنحهم القوة والدعم، من هنا يجب تعزيز النشاط والحراك النضالي لأجل قضية الأسرى حتى نمنحهم الشعور بأن تضحياتهم لم تذهب سدى، وبأن الثمن الغالي الذي يدفعونه لم يكن هدرا، ذلك أن شعبهم يذكرهم، ويجب علينا كأسرى أن نؤمن بأن أحلامنا تتحقق'.

زحالقة: دعم المسرح ومسرحية الزمن الموازي التي تعرض قضية الأسرى الفلسطينيين  

وذكر النائب جمال زحالقة الذي حضر المسرحية: 'أعتقد بأن ما قررته ميري ريجيب ضد مسرح الميدان ومسرحية الزمن الموازي هو مس بحرية الإبداع، فهي تريد أن تحظى بشعبية رخيصة على حساب المواطن العربي وإبداعه'.

وتساءل زحالقة ما العلاقة بين الثقافة والوزيرة ريجيف؟، فهما خطان متوازيان لا يلتقيان، كذلك بينيت، هم فقط يمثلون اليمين المتطرف المعادي للثقافة العربية.

فمسرحية الزمن الموازي، يقول زحالقة 'تمثل قضايانا نحن الفلسطينيين وهم لا يريدون لصوتنا أن يُسمع، ونأبى إلا أن نُسمع صوتنا رغم أنفهم، فهم يريدون مسرحيات إعلامية ونحن نريد مسرحيات فنية، ودعم هذا المسرح ومسرحية الزمن الموازي التي تعرض قضية الأسرى الفلسطينيين هو أقل ما يمكن فعله، بل واجب علينا أن نفعل أكثر من ذلك لأجل ثقافتنا الفلسطينية، لأن ثقافتنا هي هويتنا'.

زعبي: سياسة تضييق الخناق على الحق في التعبير عن الرأي

وذكرت النائبة حنين زعبي من حزب التجمع الوطني الديمقراطي: 'نحن نرفض سياسة وزارة التربية ووزارة الثقافة التي هي بماثبة سياسة تضييق الخناق على الحق في التعبير لأسباب ايدلوجية وسياسية وبسبب تسييس الفن، نحن نقول بأنه لنا الحق في الدعم الحكومي، كذلك لنا الحق في التعبير، فمن حقنا أن نتعامل مع تاريخنا الفلسطيني في وطننا، وبالرؤيا التي نراها، وسنرفض كل محاولات كم الأفواه ضدنا'.

غطاس: من حق الفنان الفلسطيني أن يبدع بعرض قضايا شعبه

من جانبه، أشار سكرتير التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا، إبراهيم غطاس، إلى أنه يدخل الأسير خضر عدنان يومه الـ 55 لإضرابه عن الطعام رفضا للاعتقالات الإدارية، ونحن قمنا بمشروع عرض مسرحية الزمن الموازي دعما لأسرانا وحقنا في التعبير عن الرأي'.

وتابع غطاس: 'من حق الفنان الفلسطيني أن يبدع بعرض قضايا شعبنا وأهمها قضايا الأسرى، لقد كان الحضوء الواسع لمشاهدة عرض المسرحية بمثابة المفاجأة من هذا الدعم الكبير من الجمهور الفلسطيني، كذلك حضر العشرات من أبناء المجتمع اليهودي لمشاهدة المسرحية'.

 وأضاف: 'هذا الدعم يمنح الأمل لمستقبل أفضل وحاصة للأسرى، ويجب تسليط الضوء على قضية الأسرى وخاصة المعتقلين الإداريين، بمن فيهم الأسير خضر عدنان ذلك أن حياته أصبحت في خطر'.

من جانبها، قالت الحاجة أم محمد، والدة أسرى محررين من اللد أبرزهم الأسير مخلص برغال، بأن ما شاهدته في المسرحية هو جزء بسيط من معاناة الأسرى وعائلاتهم، وذكرت:' تربطنا علاقة صداقة متينة مع عائلة الأسير وليد دقة، وجميع الأسرى هم أحبابي، أسأل الله أن يمدني بالعمر حتى أراهم جميعا وقد عانقوا الحرية، فقد قضيت 36 عاما أنتقل بين السجون لزيارة أبنائي ومتابعة قضيتهم'.

 

التعليقات