06/12/2015 - 10:55

زياد الرحباني في جمعية الثقافة العربية

شارك العشرات من معجبي زياد الرحباني في ندوة بعنوان "معرفتي فيه: زياد وهدير السّرد والدراما" في جمعية الثقافة العربية مع دراسة للمحاضر الدكتور مسعود حمدان بقسمي اللغة والأدب العربي والمسرح في جامعة حيفا.

زياد الرحباني في جمعية الثقافة العربية

صور من الندوة

شارك العشرات من معجبي زياد الرحباني في ندوة بعنوان 'معرفتي فيه: زياد وهدير السّرد والدراما' في جمعية الثقافة العربية مع دراسة للمحاضر الدكتور مسعود حمدان بقسمي اللغة والأدب العربي والمسرح في جامعة حيفا.

وكانت الندوة التي عقدت قبل أيام حول دراسة في كتاب بصدد النشر باللغة العربية بعنوان 'العيش للحقيقة: إبداعات عربية حديثة كثقافة نقدية' لمسعود حمدان، وتشمتل على فصل دراسة مخصص لأعمال الموسيقي زياد الرحباني.

شملت المحاضرة دراسة تحليلية لموسيقى زياد الرحباني وعلاقة اللحن بالنغمة والنصوص والإيقاع، لأغنية 'عهدير البوسطة' وأخرى 'معرفتي فيك'، ومشاركة الحضور بسماع المقطوعات الموسيقية والأغاني.

وجاء في محاضرة حمدان، أن 'زياد رحباني يتفرد بمزايا شخصيّة وموسيقيّة ومسرحيّة خاصّة. 'عَ هدير البوسطة' (1978) تُشكّل ربما 'مانفيست' الانسلاخ الرسميّ عن مدرسة أبويه وعمّه، سرديّة هذا العمل والعلاقة العضويّة بين اللحن والكلمة فيه، من أبرز سماته. وتميزت 'عهدير البوسطة' بسمات مغايرة بما عهدته الأذن العربية بعدة نقاط، في سردية العمل والعلاقة العضوية بين اللحن والكلمة وأيضا في إستخدام اللغة اليومية المحكية وأخرى وأمثلة على ذلك 'موعود بعيونك أنا' ومفردات أخرى مثل 'يخربيت عيونك' وأيضا كلمة 'فطسانيين' من المحكية'.

وأضاف، أن 'عليا في أغنية 'هدير البوسطة'، هي فتاة جميلة ساحرة العينين وعيونها سود ولو قارن ذلك مع فحوى المسرحية تتقاطع هذه مع ثريا زوجة ذكريا من خلال المسرحية وأيضا من خلال هجرها من الريف إلى بيروت، وهي ترمز إلى محاولة للخروج من البؤس إلى الأفضل بعد أن فتح البوسطة'.

وأوضح أنه 'استخدم بنجاعة الحواس الخمس، ويقوم في أفضل تجسيد بالأجواء الملموسة داخل الباص المهترئ، ويصف الحرارة العالية والروائح التي باتت مألوفة وهي أفضل من رياح التغيير التي تأتي على حين غرة. فهو يقدم نموذجا محكما بين الكلمة واللحن وحتى نكاد نسمع أصوات السيارات التي تمر بسرعة بالشارع في الإتجاه المعاكس من خلال آلات النفخ التي سبق وتعرفنا عليها من موسيقى مسرحية 'سهرية'. أما استعمال المفردات المحكية مثل يخرب عيونك، شو فطسانين، وهو خارج عن المعتاد وعن الدارج وهي عبارات شعبية يومية. فبعد تسع سنوات أنتجت أغنية 'معرفتي فيك' (1987) فهي انقلابٌ صارخٌ على المفهوم الرومانسيّ لعاطفة الأنثى وانتصارٌ واضح للأسلوب الجديد، هو الغناء الدراميّ. في هذه الأغنية يغادر زياد رحابة العالم الخارجيّ الرحباني، ويدخل في صراعات النفس الداخليّة'.

تمرد وانتصار

وأشار حمدان إلى أن 'عنوان الألبوم كان نفس عنوان الأغنية، فهذا العنوان يشكل ليس فقط ردة فعل، بل تمردا على أغاني الرحابنة وشكل انتصارا على الأسلوب الجديد الرومانسي، ونرى أيضا كيف تسقط الأم من حسابات وتوجهات الفتاة مثل 'بحبك ما بعرف كيف'. وأغنية 'معرفتي فيك' تشخص حالة علاقة فتاة لم تبحث عن شيء سوى الحنان من الإنسان، يقودها إلى إستنتاج متدرج، وهذا نوع جديد من غناء درامي وبه صراعات النفس الداخلية. ويوظف زياد، اللحن والنغمة إلى الإحساس وحالات الانعطاف وحسم الموقف وفيها أيضا نبرة ندم توكيدية ونبرة التدخل والاحتجاج'.

وقال إن 'فيروز أظهرت وجها مختلفا في مسيرة زياد وصلت إلى القمة مرتين في زمن الرحابنة ومع زياد وفي أسلوبين مختلفين تماما'.

مسعود حمدان، محاضر في جامعة حيفا في قسمي اللغة والأدب العربي والمسرح. أعماله الإبداعية: ثمن الموضوعية (قصة، 1981)، سحيف الرحى (قصص قصيرة، 1984)، حلم الضحك الناصع (شعر، 1986)، الأمر (مسرحية، 1988)، كتاب الموت (شعر، 1990)، ملف الشيخ معروف (فيلم روائي - سيناريو وإخراج، عُرِض في مهرجان الأفلام الدولي التاسع في حيفا، 1993)، أوراق للزمن العاري (شعر، 2001)، عين البلبل (كباريه مسرحي، 2004)، عملية جراحية (بيان مسرحي، 2006)، وجبة هجاء مع محمد الماغوط (مسرحية، إعداد وإخراج، 2008)، مفاتيح للحكاية (شعر، 2014).
في مجال البحث أصدر كتابين بالإنجليزية والعبرية: المسرح العربي بين الجمالي والسياسي والاحتجاجي (ساسيكس أكاديميك بريس، 2006)، نظريات ونصوص كمرايا ثقافية ونفسية (ماغنيس، 2009).

وقدم عشرات المحاضرات في مؤتمرات علمية في البلاد وخارجها ونشر مقالات عديدة في دوريات علمية بالإنجليزية والعربية والعبرية. حصل على منح وجوائز مختلفة في البلاد وخارجها لقاء دراساته الأكاديمية وإبداعاته.

التعليقات