12/05/2016 - 22:41

دار النمر .. جسر ثقافي يحفظ تراث فلسطين

واحتفلت دار النمر للثقافة والفن، ومؤسسها رامي رفعت النمر، بافتتاح مركزها أمس، الأربعاء، مطلقة برنامجا حضاريا غنيا يربط بين حضارات العالم وفلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت.

دار النمر .. جسر ثقافي يحفظ تراث فلسطين

صورة توضيحية

تبنت عائلة الاقتصادي الفلسطيني والمناضل البارز الراحل، رفعت النمر، قضية شعبها وحولتها إلى أسلوب حياة، واتبعت عشرات المشاريع التنموية والتعليمية التي أرادت منها كسر الحواجز غير المرئية حول المخيمات واللاجئين، بدار للثقافة والفن تتخطى ما تبقى من حدود.

واحتفلت "دار النمر" للثقافة والفن، ومؤسسها رامي رفعت النمر، بافتتاح مركزها أمس، الأربعاء، مطلقة برنامجا حضاريا غنيا يربط بين حضارات العالم وفلسطين في العاصمة اللبنانية بيروت.

وأطلقت عائلة النمر أول رسالة ثقافية، من خلال احتضان "فيلا سالم" البيروتية التراثية في منطقة كليمنصو، لمشروعها الثقافي.

وشرحت رشا صلاح، المديرة التنفيذية لدار النمر، أن المبنى ككثير من الأبنية التراثية في بيروت كان مهددا بالزوال ويعود بناؤه إلى 1936، على يد المهندس المعماري لوسيان كافرو.

وقال رامي النمر، "المبنى ملك عائلتي، والهدف من شرائه في بادئ الأمر كان تجاريا. إنما جماله جعلني أقرر الحفاظ عليه وتحويله إلى مركز ثقافي".

وأوضح، "أملك مجموعة كبيرة جدا من الأعمال الفنية. وبنظري أي مجموعة فنية إذا لم يكن لها هدف باتت شخصية. ولهذا بدأت التفكير بمشروع بناء مركز ثقافي، يدير في جزء منه مجموعتي الفنية الكبيرة جدا، التي تضم قطعا فنية تعود لعشرة قرون إلى الوراء في المشرق العربي".

ويقتني النمر قطعا فنية جمعها على مدى أكثر من 40 عاما. وأوضح في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه افتتاح الدار، أن المناطق التي جُمعت منها التحف تحمل "إرث الثقافة الإسلامية والمشرقية بما تتنوع به من أديان ومعتقدات مختلفة وتسلط الضوء على تطور التاريخ السياسي للمنطقة".

ومن أبرز القطع التي تتضمنها المجموعة مخطوطات ونقود وقطع خزفية وتحف زجاجية وأسلحة ودروع وأقمشة وأدوات معدنية وتحف خشبية مطعمة بالصدف وصلبان مسيحية وفخار أرمني من القدس، فضلا عن أعمال فلسطينية حديثة ومعاصرة، بالإضافة إلى لوحات ورسوم لمستشرقين.

وتحدث النمر عن الرؤية التي يريدها أن تتجسد من خلال نشاطات الدار بالقول، "لبنان كان هو المنارة الأساسية في الشرق التي احتضنت الكثير من المثقفين والفنانين ورجال السياسة، ووفرت لهم الحماية ومنحتهم منبرا ليعبروا عن أنفسهم بجميع الطرق".

وأضاف، "نشهد تراجعا في الدور الثقافي والفني في المجتمعات الشرقية، ونشهد دمارا للثقافات ودمارا لآثارنا ودمارا لشخصيتنا المشرقية"، مشيرا إلى أن لبنان هو آخر بلد عربي يتمتع بهامش واسع من الحريات على الرغم مما فيه من "مصاعب ومصائب".

ومضى قائلا، "مثلما نخشى على الذاكرة الفلسطينية من المحو، نخشى أن ينزوي لبنان عن محيطه العربي وينعزل جراء مشكلاته الكثيرة وهذا الأمر لو حدث سيفقد لبنان دوره الثقافي البهي وسنفقد نحن بذلك المنارة آخر موقع مشرقي للثقافة فإذا سقط انتهينا".

وعبر النمر عن أمله في أن تتحول الدار تدريجيا إلى منبر للحوار الرفيع والجاد في أي شأن عربي راهن، أو حتى في أي قضية دولية خصوصا إذا كان لها تأثير في مستقبل الشؤون العربية.

وشددت الممثلة والمخرجة المسرحية البارزة نضال الأشقر على أهمية "انتقاء رامي النمر الفلسطيني العربي المثقف والمنفتح على كل العالم، لمكان له تاريخ عمره 80 أو 90 عاما، وإنقاذه وفتحه أمام الجميع ليستضيف أحداثا فنية من مختلف جهات الأرض".

وأضافت، "كلما فُتح مكان مثل هذا، كبر فينا الأمل في أن تستخدم الناس الفن والثقافة وسيلة لمقاومة الجهل والابتذال وكل شيء بشع يحصل في مدينتنا. نحن محاطون بالبشاعة التي تخلق غصبا عنا... لذلك عندما يأتي شخص ليفتح مسرحا أو معرضا أو مكانا للغناء أو قاعة للقراءة نكون قد حققنا هدفنا في بيروت".

ويلي المعرض حدث فني يحمل عنوان "عودة" قلنديا الدولي 2016، بين 5 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وهو يهدف إلى توحيد جغرافية فلسطين المفككة من خلال فضاء مشترك للتعبير الذاتي وينظم كل عامين في المدن والقرى الفلسطينية.

اقرأ/ي أيضًا| التساؤلات الحياتية في "أبتلع الوقت"

وختم رامي النمر حديثه بالقول، "كان الفلسطيني أول الضحايا في المنطقة. حتى إن الدعاية الصهيونية كانت تصف فلسطين بأنها... أرض بلا شعب ونحن من هذه الدار سنقول: لا. ها نحن. الأرض والثقافة والشعب".

 

التعليقات