20/11/2016 - 10:56

حين يبيع الكاتب أغلى ما يملك لإطعام عائلته

يعج التاريخ بحكايات وفيرة عن كتّاب حرقوا كتبهم خوفًا من اتهامهم بالزندقة، أو بناء مكتبات تحت الأرض خوفًا من السلطات الحاكمة أو سلطات الاحتلال في بلد هنا أو هناك، أما في اليمن، فقد عرض كاتب معروف، أمس السبت، مكتبته الخاصة للبيع.

حين يبيع الكاتب أغلى ما يملك لإطعام عائلته

حسن عبد الوارث (فيسبوك)

يعج التاريخ بحكايات وفيرة عن كتّاب حرقوا كتبهم خوفًا من اتهامهم بالزندقة، أو بناء مكتبات تحت الأرض خوفًا من السلطات الحاكمة أو سلطات الاحتلال في بلد هنا أو هناك، أما في اليمن، فقد عرض كاتب معروف، أمس السبت، مكتبته الخاصة للبيع، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد وعدم صرف رواتب الموظفين منذ أشهر.

واضطر الأديب والكاتب اليمني، حسن عبد الوارث، الذي يشغل، أيضًا، منصب رئيس تحرير 'صحيفة الوحدة' الحكومية، لعرض مكتبته الخاصة للبيع، والتي يمتلكها منذ أكثر من 35 عامًا، وتضم أكثر من 5 آلاف عنوان.

وقال عبد الوارث في تدوينة له في صفحته الخاصة على موقع التوصل الاجتماعي، فيسبوك، 'مكتبة عامرة (للبيع) للمشتري الجاد، التواصل على الخاص'.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء، قال عبد الوارث 'اضطررت لعرض مكتبتي التي ارتبطت بها لأكثر من 3 عقود، وهي مدة تجاوزت ارتباطي بأكثر أفراد أسرتي'.

وأوضح أن عرض المكتبة للبيع 'جاء لمواجهة جزء من التزاماتي تجاه أسرتي'، وشدّد أن المكتبة تمثل بالنسبة له 'قيمة وارتباطًا وحبًا لا يقل عما أكنّه لابني'.

وسبق لعبد الوارث أن طالب الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء، منذ أيلول/سبتمبر 2014، وكذلك الحكومة اليمنية، بصرف رواتب موظفي الدولة ووضع حدّ للأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلد.

وعبد الوارث المولود في مدينة عدن في العام 1963، يعتبر من أبرز الكتاب اليمنيين خلال العقود الثلاثة الماضية، حاصل على دبلوم المعهد الدولي للصحافة من صوفيا - بلغاريا، في العام 1989.

وبدأ الكاتب اليمني حياته المهنية في صحيفة 'الثوري'، لسان الحزب الاشتراكي اليمني، في صنعاء، ثم مديرًا لتحريرها، كما كتب في عدد من الصحف والمجلات اليمنية والعربية، قبل توليه منصب رئيس تحرير 'صحيفة الوحدة' الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة بالعاصمة اليمنية، صنعاء، منذ العام 2001، وألف العديد من الكتب.

وتعدّ هذه الخطوة هي الأولى من نوعها لمثقف يمني، إذ أجبرت الظروف الصعبة جراء الحرب الدائرة في اليمن منذ حوالي العامين، وتأخر صرف مرتبات موظفي الدولة، إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلد الفقير أصلًا.

وخلال الأسابيع الماضية، اتسعت رقعة الجوع ومعدلات سوء التغذية الحادة في أوساط اليمنيين بشكل غير مسبوق، وخصوصًا بعد توقف رواتب موظفي الدولة منذ حوالي أربعة أشهر، وتزايد معدلات الفقر إلى نحو 80% من السكان وفقا لتقديرات دولية.

وتسببت الحرب في تزايد غير مسبوق لظاهرة التسول، وتعج شوارع المدن الرئيسية بالمئات من المتسولين، معظمهم من النساء والأطفال.

اقرأ/ي أيضًا | الطفل العربي: بين الجوع وجروح الحروب وسجون المحتل

ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، مخلفة أوضاعًا إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 7 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 36 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

التعليقات