22/11/2016 - 15:23

"رامبير- حفلة تنكرية"... حالة مميزة من السرد الفلسطيني

رواية "رامبير" عمل يمثل حالة مميزة من السرد الفلسطيني والعربي لأنه يستند إلى تجربة جريئة على صعيد النقد المجتمعي والسياسي والتاريخي.

أطلق الشاعر والروائي الفلسطيني، المتوكل طه، أمس الإثنين، رواية "رامبير- حفلة تنكرية"، في متحف محمود درويش في مدينة رام الله.

وتحمل رواية "رامبير- حفلة تنكرية" في متنها الحكائي زخما هائلا من الحكايات الصغيرة تجعل القارئ يتوغل في عمقها بتفاصيل يحتاجها بشدة، ليستكمل صورة واقعه المشتت والمتأرجح بين الدمار الحاصل والتدمير المتعمد لمجتمع يفترض أن يكون مدنيا مبنيا بهيكل راسخ وثابت.

السؤال الجوهري في الرواية هو سؤال الأخلاق؛ السؤال حول هوية المنظومة الأخلاقية لمدينة ما، كيف يُبذَر لها شراً، وكيف تتطور لتصبح معضلة متأصلة في المكان، ففي السرد المكدس بالعشرات من حكايات الشخوص الثانوية نرى بوضوح صارخ كيف تتطبع المدينة بطبع من ولي أمرها، وكيف تنكفئ المعايير الأخلاقية حتى تصير المدينة خَسفاً، في إشارة للدمار الذاتي الآتي من استشراء الفساد الذي يأكل المدينة من الداخل. فـ"رامبير" هي كل المدن. وراء الواجهات، بعيدا عن الشوارع المضاءة، كل المدن بطريقة ما رامبير، بأمراضها الاجتماعية والسياسية، وكل النظُم الحاكمة إلى حد كبير، هي مجلس إدارة رامبير بما فيه من إساءة للقيم وانتهاك للرعايا المستأمنين، وهذا ما يجعل من هذه الرواية عملاً كونيا سرمديا صالحا لكل الأماكن التي طالتها يد الأنظمة البشرية في كل الأزمنة.

وفي كلمة له خلال حفل إطلاق الرواية، قال وزير الثقافة الشاعر إيهاب بسيسو، إن رواية "رامبير" عمل يمثل حالة مميزة من السرد الفلسطيني والعربي لأنه يستند إلى تجربة جريئة على صعيد النقد المجتمعي والسياسي والتاريخي.

وأضاف أن هذه الرواية لها العديد من المميزات على مستوى الأسلوب والسرد والفكرة، حيث يجمع في هذا العمل الكثير من المفاصل على صعيد التجربة والقضايا بأسلوب روائي أقرب إلى الفانتازيا والهذيان المتعمد الذي يبدأ بحفلة تنكرية تتحول إلى الواقع، ثم يبدأ السرد في فضحٍ لمعالم الحفلة وتفكيك رموزها السردية والاجتماعية والثقافية.

وفي أسلوب المتوكل قال بسيسو إن التميز في الجرأة والسرد لم ينأَ عن الشعر، وإن الإشارات الذكية التي يحاول المتوكل طه من خلالها إلقاء الضوء على الممارسات، وحتى فكرياً، لا يلجأ للتصريح بل إلى التلميح وهذا يأخذ الفكرة إلى مكان أوسع.

من جهته، قال المتوكل طه إن "مواجهة الزيف تكون بفتح الجرح وتنظيفه، مؤكدا أن الرواية تتحدث عن مجلس إدارة شركة في نقد اجتماعي للثقافة المستوردة والمستدخلة بشكل تخريبي يستهدف ثقافتنا الأصيلة، فمواجهة الزيف تكون من خلال عوامل الثقافة والسياسة في فضاء أكثر سعة من الفصائلية، بالعمل السياسي النبيل الذي يؤمَل من خلاله الحفاظ على جميع الثوابت".

وقال الكاتب الحاصل على جائزة فلسطين للكتاب الأول، طارق عسراوي، في مداخلته، إن رامبير مدينة متخيلة تعكس صورة الدول والأنظمة التي تبارك الظلم وتقتات على أحلام أهلها البيضاء، كما أن في شخصياتها الخرافية صورة لكل سارق جشع، فهي مدينة لا تنطبق على جغرافيا محددة، وإن حمولة الرواية الساخرة والمركبة تشير بجرأة إلى ما نخفيه من سوء، وتسلط الضوء على ما في الواقع من ظلم وظلام بنقد مسؤول، انطلاقا من عبارة الكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتازاكس أن الاعتراف بالخطيئة هو نصف التوبة، فالحكمة تقول إن رؤية الخطأ أول الطريق إلى علاجه".

اقرأ/ي أيضًا| المتوكل طه يفوز بجائزة "الإبداع المقاوم"

وتحدث الروائي أحمد غنيم عن الرواية قائلا إن المرأة تسكن وعي المتوكل طه، فكانت في رواية رامبير كما كانت في روايته الأولى "نساء أويا" قادرة على كشف النوايا والأسرار.

يذكر أن "رامبير-حفلة تنكرية"، هي الرواية الثانية للمتوكل طه، وصدرت عن "دار الأهلية" للنشر والتوزيع وتقع في 160 صفحة من القطع المتوسط.

 

 

التعليقات