12/02/2017 - 10:47

"ماديبا": عرض أوبرالي يخلد مانديلا في الجزائر

احتفت الجزائر، خلال سهرة السبت، برئيس جنوب أفريقيا الراحل، نيلسون مانديلا، بتنظيم أوبرا موسيقية بعنوان "ماديبا" وعروض مسرحية، جسّدت جانبا من نضال ومسيرة المناضل العالمي.

(أ ف ب)

احتفت الجزائر، خلال سهرة السبت، برئيس جنوب أفريقيا الراحل، نيلسون مانديلا، بتنظيم أوبرا موسيقية بعنوان "ماديبا" وعروض مسرحية، جسّدت جانبا من نضال ومسيرة المناضل العالمي.

واحتضنت أوبرا "بوعلام بسايح" في العاصمة الجزائر، الحفل الموسيقي المسرحي، بحضور وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، وجمهور غفير.

وجرى العرض الأوبرالي تحت إشراف وزارة الثقافة، والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بالتعاون مع الديوان الجزائري لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

وجسدت الأوبرا مسيرة الراحل مانديلا الذي بدأ مشواره بالعمل في المحاماة للدفاع عن حقوق الإنسان، وأصبح لاحقًا زعيما أفريقيا ورمزا إنسانيا يعرفه العالم قاطبة، بسبب مناهضته للتمييز العنصري بين البيض والسود في بلاده والعالم.

ويسلط عرض "ماديبا"، الضوء على مسيرة مانديلا النضالية ضد العنصرية من خلال قصة حب بين "هيلينا" (شابة أفريقية بيضاء البشرة) و"ويليام" شاب أسمر، في الوقت الذي يرفض البيض هذا النوع من العلاقات مع أصحاب البشرة السمراء.

إلا أن هذا العمل الغنائي الأوبرالي، "يبعث رسائل محبة وسلام ومساواة بين الشعوب بغض النظر عن لون البشرة، ويدعو إلى التسامح والحرية"، بحسب المنظمين للعمل.

وقدم الممثلون فصولا تمثيلية، وفقرات راقصة منوعة، عن مسار مانديلا، صاحبتها موسيقى مستوحاة من الطقوس الأفريقية والموسيقى العصرية مثل "الروك" و"البوب" وغيرها.

وأحيا العرض، الذي ألفه وأخرجه الكاتب الفرنسي الجزائري الأصل، جون بيار حديدة، صور إطلاق سراح مانديلا من السجن مطلع تسعينات القرن الماضي، بعد أن قضى 27 عاما في المعتقل، فضلاً عن صوره كمحامٍ شاب تحول إلى زعيم وطني ورمز للمناهضين للعنصرية حتى اعتلائه سدّة الحكم (1994- 1999) وكان أولّ رئيس أسود لجنوب أفريقيا. 

وأفاد المخرج حديدة، أنّ "ماديبا" يعرض لأول مرّة في الجزائر، وإنه سعيد بذلك لا سيما وأنّه شخصيا يعود إلى وطنه الأم بعد غياب دام 55 سنة.
وأضاف أنّ العرض، "عبارة عن رسالة إنسانية إلى العالم من خلال شخصية مانديلا الفريدة، تلك الشخصية المتسامحة والديمقراطية والرافضة إلى العنصرية بين بني البشر".

وأشار المتحدث إلى أنّ العرض في الجزائر له رمزية كبيرة، نظرا للعلاقة التاريخية التي جمعت الرئيس الراحل مانديلا مع الجزائر وقادتها وثورتها التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954 - 1962).

وتتكون الفرقة الفرنسية "ماديبا" من 22 فنانا موزعين بين مغنين وممثلين وراقصين، على غرار جيمس نوها الذي أدى دور مانديلا، وجوليات بيهار، ورولاند كار، ومانو فانس، وجون لوك غيزونو، آخرين.

و"ماديبا" هو الكنية التي عرف بها مانديلا في جنوب أفريقيا وصارت مرادفة لشخصه، وهو لقب أرستقراطي اعتمده أعضاء كبار السن من عشيرة "الملكي" التي ينتمي إليها.

يشار إلى أنّ نيلسون مانديلا، الذي تلقى تدريبه العسكري في الجزائر واستلهم منها الكفاح والنضال، قبع في السجن 27 عاما، معزولا ووحيدا، بعيدا عن عائلته، لكنه واصل نضاله ضد نظام التمييز العنصري في بلاده.

وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، وهو الأمر الذي تحقق عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة.

وتلقى مانديلا الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، وحصل على أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام، وميدالية الرئاسة الأميركية للحرية، ووسام لينين من "النظام السوفييتي".

التعليقات