11/05/2017 - 09:15

يوسف زيدان: صلاح الدين الأيوبي "من أحقر الشخصيات"

يمارس الروائي المصري الشهير، يوسف زيدان، "هوايته" المفضلة، وهي الاستفزاز الدائم والمواقف المخالفة لكل ما هو سائد بطريقة سطحية جدًا.

يوسف زيدان: صلاح الدين الأيوبي "من أحقر الشخصيات"

يوسف زيدان (تصوير شاشة)

يمارس الروائي المصري الشهير، يوسف زيدان، 'هوايته' المفضلة، وهي الاستفزاز الدائم والمواقف المخالفة لكل ما هو سائد بطريقة سطحية جدًا.

وآخر تجليات تلك الهواية، أو الغواية كما في عنوان أحدى فصول روايته الأشهر، 'عزازيل، 'غوايات أوكتافيا'، هو تصريحه لبرنامج 'كل يوم' المعروض على قناة 'أون إي'، بأن صلاح الدين الأيوبي، محرر القدس، 'من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني' مبررا ذلك بأن الأيوبي 'قام بجريمة ضد الإنسانيّة ضد الفاطميين وعزل الرجال عن النساء، فانقطع نسل الفاطميين في مصر بعد توليه الحكم' وزاعمًا أنه قام 'بحرق مكتبة القصر الكبير، والتي تعد في ذلك الوقت أكبر مكتبة في العالم لدواعي سياسية واهية وهي محاربة الفكر الشيعي'.

وفي تصريح، كان من الممكن أن يكون مفاجئًا، لولا أن قائله هو يوسف زيدان، قال أثناء الحلقة ذاتها إن صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس، بل عقد صلحًا مع الصليبيين بعد أكثر من حرب، انتقامًا لشقيقته فقط.

ولم يقتصر 'هجوم' زيدان على صلاح الدين الأيوبي، إنما هاجم، أيضًا، السلطان قطز، بطل معركة عين جالوت، قائلًا إن 'قصة وا إسلاماه تزيد إحساس العنف عند الأطفال، وكلها مغالطات تاريخية' دون أن يقدم الرواية الصحيحة للتاريخ، أو كيف تحصل عليها.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها صاحب 'محال' لمدينة القدس، إذ إن كرهًا عميقًا يبدو من الكاتب تجاه المدينة وتاريخها ومحرريها، الذين يعتبر صلاح الدين الأيوبي واحدًا منهم، إذ سبق له في وقت سابق أن روج لادعاءات صهيونية حولها، قائلًا إنه  إن 'لا قدسَ في المسيحيّة، حيث عاش اليهود، قبل المسيحيّة بمئتي عام على أمل المخلّص، أسموه ماشيح، وهي كلمة بالعبريّة تقابلها بالعربيّة، الممسوح بالزيت المقدّس، ما سبّب جلبةً داخل الدولة الرومانيّة؛ فقام عدد من اليهود بالتواطؤ مع الدولة الرومانية لإخبارهم بكل من يدّعي النبوة، حتى جاء الملك إليانوس، وقرر تدمير عاصمة اليهود، أورشليم، أو كما يسميّها اليهود بيت همقداش (بيت المقدس)، وأمر بمسحها عن الوجود، وكان ذلك'.

وأكمل صاحب ظل الأفعى بالقول إنه في العام 70 ميلاديّة، ركّز المسيحيّون على المدينة التي بناها إليانوس، وأسموها إيلياء، حتى عندما فتحها عمر بن الخطاب كان اسمها كذلك، وقال إن ما نسميها بـ 'العهدة العمريّة' هي تعهد بن الخطاب لأهل إيلياء، وهي لا تحتوي كلمة القدس.

وتبنى يوسف زيدان طرح الكاتب الصهيوني مردخاي كيدار، حرفًا بحرف، حيث يدّعي زيدان أنه بعد الفتح الإسلامي للقدس الشريف، ومع ظهور الثورة الزبيرية، التي حرمت بني أميّة الحج، اضطر بنو أمية لبدء تشييد صرح ديني لإضفاء صبغة دينية على حكمهم وقاموا 'بتركيب' قصّة الإسراء والمعراج على القدس، حيث ذكر الإسراء في القرآن الكريم، أما المعراج 'فمعرفش جابوه منين'.

التعليقات