19/10/2017 - 11:12

استياء في النقب: فنانة عربية تعرض أعمالها في مسجد بئر السبع

وطالب الأهالي في منطقة النقب، أشقر، بعدم التعاطي والتماهي "مع من اغتصب مسجد بئر السبع والالتزام بمقاطعة متحف بئر السبع المزعوم الذي يعرض أعماله في قاعة الصلاة في مسجد بئر السبع الكبير".

استياء في النقب: فنانة عربية تعرض أعمالها في مسجد بئر السبع

(فيسبوك)

استنكر مواطنون عرب من أهالي النقب، عرض الفنانة العكيّة، أنيسة أشقر، أعمالها الفنية في مسجد بئر السبع، الذي سبق وأن حولته السلطات الإسرائيلية إلى متحف، رغم مطالبة المواطنين العرب في بئر السبع ومنطقة جنوب البلاد عموما بالعودة لاستخدامه للصلاة.

وطالب الأهالي في منطقة النقب، أشقر، بعدم التعاطي والتماهي "مع من اغتصب مسجد بئر السبع والالتزام بمقاطعة متحف بئر السبع المزعوم الذي يعرض أعماله في قاعة الصلاة في مسجد بئر السبع الكبير".

وفي هذا السياق، قال النائب عن القائمة المشتركة، سعيد الخرومي، إن "مسجد بئر السبع هو حق خالص للمسلمين وهو مغتصب من قبل دولة إسرائيل وبلدية بئر السبع منذ عام النكبة 1948، وفي السنوات الأخيرة وبقرار من المحكمة العليا حولته بلدية بئر السبع إلى متحف".

كما دعا الخرومي، أشقر، إلى "التراجع سريعًا عن هذا القرار المهين لمشاعر أهلنا في النقب وكل المسلمين والشرفاء في العالم، ووقف معرضها فورًا ونقلة من المسجد إلى مكان آخر بديل، نحن على استعداد كامل لتوفيره لها".

علما بأن المواطنين العرب في منطقة النقب قاطعوا المتحف وامتنعوا عن زيارة المبنى كمتحف، كما وأمتنع الفنانون العرب من التعاطي مع إدارة المتحف ورفضوا عرض أعمالهم فيه.

دعوات للمقاطعة

واعتبر ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه "من المؤسف أن تقوم فنانة عربية بكسر هذه المقاطعة وعرض أعمالها في المتحف".

بالمقابل، وفي معرض تناوله للنشاطات الفنية الحاصلة في النقب خلال هذه الفترة، وبعد إشارته إلى المعرض الفني الذي أقامته مجموعة "برَيَّة"، بعنوان "أمر هدم"، قال الناشط والصحافي أنس أبو دعابس، إنه "وعلى بُعد 18 كم في لُب عاصمة النقب (بئر السبع)، عمل فريق آخر داخل مسجد بئر السبع، الذي أُغلق بابه الخشبي الأخضر، المسجد ذو المئذنة الشامخة سيحتضن "معرضًا فنيًّا" آخر، لكنه سيكون مغايرًا هذه المرة عن السنوات الثلاث السابقة".

وتابع أبو دعابس أن "متحف الحضارات الإسلامية والمشرق - كما قُررت تسميته، ممن ظن أن استمرار استخدامه للصلاة سيؤدي إلى نزع النظام العام، سيحتضن هذه المرة أعمال فنية لفنانة عربية مسلمة - للمرة الأولى!".

وأضاف أنه "على ذمّة "هآرتس" الفنانة أنيسة أشقر، كانت ترفض المشاركة سابقًا في المعرض، إلا أن السبب لم يكن انتهاك حرمة المسجد بالحفلات المتتالية فيه، ولا حرمان سكّان بئر السبع المسلمين من وجود مكان عبادة لهم، إنما كان سببها أنها تود أن تعرض وحدها وليس مع مجموعة من الفنانين، وهذه المرة سنحت الفرصة لفنانتنا أن تعرض منفردة! تهانينا!".

وأشار أبو دعابس إلى أنه "لا يعرف الفنانة المعنية"، وتابع "أن بعض المواقف وإن كانت فردية فمن الصعب أن أجد لها تبريرات، خاصة وأن أهل النقب يقاطعون هذا "المتحف"، والأمر له تأثيره كما يظهر من حديث إدارة المكان، والأكيد أن هذه المشاركة تُستخدم حاليًا لشرعنة استمرار إغلاق المسجد الكبير في وجوهنا بالأحرى تُلوّن بوجوهنا".

وختم أبو دعابس بالقول: "هذا تطور غير مسبوق، خاصة في ظل انشغال الحراك الشعبي والقيادات، والصمت المستمر وتقبل الوضع الراهن بمسجد المدينة التي لا تعرف لنا إلا جيوبنا عند المشتريات".

المسجد الكبير... 

وتجدر الإشارة إلى أنه تم بناء المسجد الكبير في بئر السبع في العام 1906، على أيدي الإمبراطورية العثمانية، وبقي الفلسطينيون يصلون فيه حتى احتلال المدينة في العام 1948، وبعد ذلك استخدم المسجد كمعتقل ومقر لمحكمة الصلح في المدينة.

مسجد بئر السبع الكبير

وتم تحويل المسجد في العام 1953 إلى متحف للآثار، باسم 'متحف النقب'، وفي العام 1987 اعترفت فيه السلطات الإسرائيلية بموجب 'قانون المتاحف'، وتم إغلاق المتحف في العام 1992 بعد أن أصبح المبنى مهترئا وآيلا للسقوط.

دار العبادة "تعرقل مجرى الحياة في المدينة"

وكانت لجنة حكومية قد تشكلت عام 2002، قد قدمت توصياتها عام 2014، بعد أن قدمت منظمات حقوقية التماسا إلى المحكمة العليا تطالب بإعادة فتح المسجد، وتبنت اللجنة موقف البلدية والحكومة، بأن يبقى المتحف يعمل في المسجد. وشاركت المحكمة العليا في هذه الجريمة، بعد أن طلبت من الجانبين التوصل إلى تسوية بحيث يخدم المسجد المصلين المسلمين واستمرار عمل المتحف فيه وأن يستخدم 'كمركز ثقافي'.

وزعمت البلدية، آنذاك، أن وجود مسجد في المركز التجاري في المدينة سيؤدي إلى احتكاكات بين المسلمين واليهود 'ويعرقل مجرى الحياة في المدينة' وأن هذا سيشكل خطرا على سلامة الجمهور، بادعاء أن المسجد سيستغل من جانب جهات إسلامية لتنظيم مظاهرات ونقاط احتكاك مع اليهود.

وقررت المحكمة العليا في ختام مداولات، في العام 2011، بتركيبة ثلاثة قضاة، هم سليم جبران وأيالا بركتشايا ومريم ناؤور، رفض الالتماس وفتح المتحف في المسجد الكبير، وأن التسوية تكون من خلال فتح متحف للحضارة الإسلامية وشعوب الشرق.

 

التعليقات