26/04/2018 - 22:53

نهاد بقاعي ومسيرة الاحتراف وأخطر الفنون

في حديثه لـ"عرب 48" استعرض بقاعي أهمية فن الكاريكاتير كأهم أنواع الفنون الناقدة كما أنها قد تكون أخطرها، وقال: إن فن الكاريكاتير يمكن اعتباره فنا ناقدا يعتمد بالأساس على مبدأ المبالغة ومن هنا قد يكون أقرب إلى عالم الصحافة من

نهاد بقاعي ومسيرة الاحتراف وأخطر الفنون

نهاد بقاعي من قرية شعب الجليلية فنان شاب يخوض غمار تحدياته في عالم الكاريكاتير ومؤسس دار للإنتاج والنشر منذ العام 2008. درس الاقتصاد وعلم الاجتماع والإنثروبولوجيا في الجامعة العبرية وترأس تحرير جريدة "حق العودة" الفلسطينية بين أعوام 2004-2007 ورسم عددا كبيرا من رسومات الكاريكاتير الناقدة منذ العام 1992 لغاية اليوم ونُشرت أعماله في عدد من الصحف والمجلات المحلية في البلاد وأصدر مؤخرا كتاب "رماد ساخن" الذي يعالج جملة من القضايا من خلال الرسومات، وخلال مسيرته الفنيه أقام العديد من المعارض في البلدات والمدن بالداخل ويستعد لإقامة مثل هذه العروض في الدول العربية.

في حديثه لـ"عرب 48" استعرض بقاعي أهمية فن الكاريكاتير كأهم أنواع الفنون الناقدة كما أنها قد تكون أخطرها، وقال: إن فن الكاريكاتير يمكن اعتباره فنا ناقدا يعتمد بالأساس على مبدأ المبالغة ومن هنا قد يكون أقرب إلى عالم الصحافة من حيث تغطية مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والحياتية عامة، بالإضافة لدوره بالمساهمة في صياغة وبلورة الرأي العام لاسيما في الواقع العربي الذي يشكل أرضية خصبة بمختلف أزماته؛ وما يعانيه هذا المجتمع من كبت وقمع وظلم وفقر واستبداد، لذلك يحظى ببيئة خصبة لتقبل المجتمع العربي.

وأكمل بقاعي قائلا: "وجدت أن لدى جمهور الداخل الفلسطيني، قبولا واهتماما بهذا الفن، وتقبلا لفكرته، لا سيما إذا كان رسام الكاريكاتير يرى بالرسومات جزءا قد يكون محركا لتغيير سياسي واجتماعي". وأضاف: "إنّ مُحبّي هذا الفن يدرون أن الرسومات التي يُنتِجها، ليست إلا وسيلة للتعبير عن الهمّ الجماعيّ، الذي يمسّ القضايا الوطنية والاجتماعيّة والثقافية، بمعنى أن كل قارئ يجد في هذا الفنّ انعكاسا لرأيه الشخصيّ الذي يُعبّر عنه، لذا فأنا أرى أن هناك وعيا متزايدا وتقديرا لهذا الفن".

وحول المحاذير والمخاطر قال: "طبعا لايخفى عليك اغتيال الشهيد ناجي العلي مع فارق الحال، ولا شك أننا نعيش في ظروف خاصة بسبب سخونة وحجم قضايانا الوطنية المركبة والدور المنوط بالمثقف بشكل عام، لذا فإن هذا الفنّ والعمل فيه يكتسب أهميته من ارتباطه بحجم هذه القضايا، وهي كثيرة ولكن لا شيء دون ثمن" مُشيرا إلى أن رسوماته لا تتسم بطابع عدائي أو تحريضي، ولكنّها تحتفظ بوضوح المضامين وحدّتِها.

وقال إنّه "بطبيعة الحال فإن الفن الناقد يجب أن يعمل ضمن الحيز المتاح قانونيا؛ ويمكن التوفيق بين الأمرين في تأدية الرسالة لكن مع ذلك فالأمر لا يخلو من المخاطر المترتّبة على الانخراط في هذا الفن، كأن يتّعرّض فنان لمضايقات وهجوم خلال مسيرته من أشخاص وجهات لا تحترم الحيّز الذي يفترض أن يكون مُتاحا للتعبير عن الرأي، وتعرضت في السابق مرتين لحملة تحريض وهجوم إعلامي؛ مرة من الصحف العبرية بسبب رسومات اعتبروها متطرفة خلال الانتفاضة الثانية، ومرة هوجمتُ وتلقيت تهديدات من جهة عربية اعتبرت أن إحدى الرسومات مسّت برمز سياسي لها، لكن عندما خضت غمار هذا الحقل متأثرا بناجي العلي وبهذه المدرسة الرائدة، علمت جيدا أنه على الفنان والمثقف بشكل عام أن يكون يحمل قضايا وهموم شعبه، وعليه أن يناضل في سبيل ذلك".

وحول نُدرة وجود رسامي كاريكاتير بالمجتمع العربي في الداخل قال بقاعي: "قد يعود ذلك لجملة أسباب منها أن رسام الكاريكاتير ليس رساما نمطيا بمعنى أن عليه أن يكون على تماس دائم بالقضايا الحياتية الراهنة والقضايا الاجتماعية والسياسية، وبهذا المعنى يمكن أن يندرج هذا المجال ضمن الحيّز الإعلامي، كما أن رسم الكاريكاتير لا يعتمد فقط على الأسلوب أو الموهبة الفنية، وإنما يرتبطُ ارتباطا وثيقا بعمق الفكرة والكلمة والمضمون، وهناك توليفة تجمع مركبات العمل وهي الأسلوب الفني وراهنيّة الموضوع، بالإضافة إلى تطوير فكرة ذات قاعدة فهم مشتركة مع الجمهور المتلقي" مبينا أنه لا يوجد مسار تعليمي لفن الكاريكاتير، بيد أنه يعمل على تطويرمساق تعليمي متخصص في هذا المجال، ضمن عمله الحالي.

التعليقات