24/05/2018 - 15:15

رحيل الكاتب الأميركي فيليب روث عن عمر 85 عامًا

حل أوّل أمس، الثّلاثاء، الكاتب الأميركيّ فيليب روث، عن عمر ناهز 85 عامًا، بذل منها أكثر من خمسين في عطائه الأدبيّ الزّخم، تاركًا وراءه أكثر من ثلاثين كتابًا متنوّعًا بين الرّواية والقصّة القصيرة والمقالة؛ وذلك وفقًا لما أعلنه وكيله الأدبيّ

رحيل الكاتب الأميركي فيليب روث عن عمر 85 عامًا

رحل أوّل أمس، الثّلاثاء، الكاتب الأميركيّ فيليب روث، عن عمر ناهز 85 عامًا، بذل منها أكثر من خمسين في عطائه الأدبيّ الزّخم، تاركًا وراءه أكثر من ثلاثين كتابًا متنوّعًا بين الرّواية والقصّة القصيرة والمقالة؛ وذلك وفقًا لما أعلنه وكيله الأدبيّ، وذلك بعد إصابته بفشل القلب الاحتقاني.

كان معظم إنتاج روث الّذي تركه يدور حول شخصية واحدة بأقنعة مختلفة: هو نفسه. أميركيًّا، ويهوديًّ، وروائيًّ، وإنسانًا، حتّى قال إنّ روايته "عمليّة شايلوك" هي اعترافاتٌ وليست رواية. وقد تطرّق فلي الرّواية المذكورة ورواية "الحياة على الضّد" إلى الصّراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، مروّجًا فيهما ومعتمدًا على الرّواية الصّهيونيّة، على الرّغم من أنّه كان يدّعي بأنّ يهوديته لا تعني له شيئاً. وقد كتب مرة: "إن وصفي بأني كاتب أميركي- يهودي لا يعني أي شيء بالنسبة لي. إذا لم أكن أميركياً فأنا لا شيء". ولاحقًا، عاد للكتابة عن "الهويّة اليهودية" و"معاداة السامية".

ويفسّر الباحث والمفكّر الفلسطينيّ إدوارد سعيد ذلك السلوك في كتابه “الثقافة والإمبريالية”، حيث يقول إنه “لا يُعتقد أن هؤلاء الكُتّاب محكومون بصورة ميكانيكية بأيديولوجية ما، أو بنظرة طبقية ما، أو بتفسير اقتصادي ما للتاريخ، بل إنهم كتّابٌ فيما أظن، غارقون حتى آذانهم بتاريخ مجتمعاتهم، يصوغون هذا التاريخ، ويصوغهم هم وتجاربهم الاجتماعية بمعيار مختلف”.

غلبت على أدب روث ملامح سوداويّة، فقد كرّس كثيرًا ممّا كتب لمعالجة أزمات منتصف العمر الوجوديّة والجنسيّة، دون أن يتخلى عن التزامه باستعراض أسرار النفس، مثل الخزي والإحراج؛ فالعالم الخارجي بالنسبة لروث لا يوجد إلا من خلال الذاتي، أو أن الاثنين متداخلان، فلا نستطيع أن نميز بينهما، ولا نعرف أيهما الواقعي وأيهما الخيالي، ولا من أين يبدأ أو ينتهي أحدهما.

وعن الكتابة قال روث في مقابلة أجراها معه هيرميون لي عام 1984، ونشرت في "باريس ريفيو": "إن خلق سيرة مزيفة، وتاريخ مزيف، وتلفيق وجودٍ نصف خياليّ خارج دراما حياتي هو حياتي. لا بد من وجود متعة في هذه الحياة. وهذه هي متعتي".

ولد فيليب ملتون روث في نيويورك عام 1933، درس القانون ولكنه تخلى عن دراسته منصرفًا إلى دراسة الأدب. تخرج من "بوكنيل"، وحصل على منحة دراسية عام 1954 لنيل شهادة الماجستير من جامعة شيكاغو، بدأ بعدها بدراسة الدكتوراه في اللّغة الإنجليزيّة لكنّه تركها بعد فصلٍ واحد.
بدأ مشواره الأدبيّ بكتابة القصة القصيرة، فأصدر عام 1959 مجموعته الأولى.
في عام 1959 حصلت روايته "وداعًا كولومبوس" على جائزة "الكتاب الوطني للرواية"، ونال بعدها جوائز عديدةً قد تكون أهمّها "جائزة بوليتزر" و"مان بوكر الدولية".

 

التعليقات