هل كان انحرافٌ في عين دافينشي سرّ إبداعه؟

ليس هناك اختلاف حول كَون الفنّان الإيطالي الشهير، أسطورة عصر النهضة ليوناردو دافنشي، أحد أشهر فنّاني العالم عبر التاريخ، إذ إن لوحاته التي كان يرسمها بلغت من الدقة مبلغًأ لم يبلغه إلا الندرة من الرّسامين عبر العصور

هل كان انحرافٌ في عين دافينشي سرّ إبداعه؟

تمثال يُجسّد دافينشي (PIXABAY)

ليس هناك اختلاف حول كَون الفنّان الإيطالي الشهير، أسطورة عصر النهضة ليوناردو دافنشي، أحد أشهر فنّاني العالم عبر التاريخ، إذ إن لوحاته التي كان رسمها بلغت من الدقة مبلغًأ لم يبلغه إلا الندرة من الرّسامين عبر العصور، ما يدلّ على موهة عظيمة متفجّرة، إلا أن أن باحثًا في أمراض العيون يُدعى كرستوفر تايلر، يرى أن سرّ إبداع دافينشي، لم يكن سوى مشكلة طبيّة!

أشرف تايلر على الدراسة التي نُشرت في مجلة JAMA لأمراض العيون أمس، الخميس، في جامعة سيتي بلندن، ومعهد سميث كيتلويل لبحوث العيون في سان فرانسيسكو، زاعمًا أن الدقة التي رسم بها دافينشي أبعاد الأشياء على الأسطح الملساء، سببُها حالة طبية نادرة أصابت عينيه، مُشيرًا إلى أن دافينشي عانى من مرض يدعى الحَوَل الوحشي المتقطّع، وهو حالة تنحرف فيها نظرة إحدى العينين نحو الخارج باتجاه الأذن، في أوقات متباعدة.

ووجد تايلر وجود حَوَل في عيني دافينشي، إذ أظهرت نتائج تحليل اتجاه نظرة دافنشي في 6 أعمال رسم تايلر فيها وجه دافينشي، أو جسّده في منحوتة، انحراف نظرة إحدى عينيه بزاوية 10.3 درجات نحو الخارج عند الاسترخاء، في حين تعود إلى وضعها الطبيعي عند التركيز.

وبحسب موقع "سي إن إن"، فإن تايلر قيم حالة عيني دافينشي، برسم دوائر حول البؤبؤ والقزحية والأجفان، ثم قياس زوايا محددة، في الرسومات التي رسمها لوجه دافينشي، ما أظهر انحرافًا في عين دافينشي اليُسرى، بحسب تايلر.

عمل تايلر على تشخيص حالة دافينشي من خلال أعماله (تويتر)

وأوضح تايلر أن الحَوَل الوحشي، يُصيب 1% فقط من سكان العالم، وهو ما سمح لدافنشي برؤية العالم بطريقة مختلفة، إذ إن ما يبدو لنا ثلاثي الأبعاد، كان يبدو له أشبه بلوحة مسطحة.

وأضاف تايلر أن الانحراف في عين دافينشي هو ما جعل من السهل بالنسبة له تصوير الأشياء على القماش، كما أن هذا الأمر تضافر مع الرؤية الطبيعية في عينه الأخرى، وطور لديه إدراكًا أكبر للأبعاد، وقد يكون هذا هو السبب في إبداع دافينشي بالتظليل، ودقته فيه.

بدوره، قال المساعد في قسم طب العيون بجامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، الدكتور جوليوس أوتس، إن نتائج الدراسة الجديدة مثيرة للاهتمام.

وشكّك في ما إذا كانت اللوحات تصور دافنشي نفسه حقًا، وما إذا كانت العينان رُسمتا بشكل واقعي، قائلًا: "يعتبر دافنشي شخصية مهمة تاريخيًا، ومن المثير استكشاف جذور عبقريته"، فهل ستُكتَشف فعلا جذور هذه العبقرية في وقتٍ ما؟

 

التعليقات