13/08/2019 - 13:30

"نتفليكس" تُضحي بأعمالها القديمة لكسب مشتركين جدد

تصدر عملاق بث المحتوى الترفيهي "نتفليكس"، مجال إنتاج الأفلام والمسلسلات، في السنوات القليلة الماضية، مما دفع منتجي الأفلام إلى الاصطفاف من أجل العمل مع هذه الشركة التي وفرت بيئة عمل مرنة، وتمويلات سخية، لكنها باتت تواجه صعوبات اضطرتها في أحيان كثيرة...

توضيحية (pixabay)

تصدر عملاق بث المحتوى الترفيهي "نتفليكس"، مجال إنتاج الأفلام والمسلسلات، في السنوات القليلة الماضية، مما دفع منتجي الأفلام إلى الاصطفاف من أجل العمل مع هذه الشركة التي وفرت بيئة عمل مرنة، وتمويلات سخية، لكنها باتت تواجه صعوبات اضطرتها في أحيان كثيرة إلى إلغاء إنتاج مواسم جديدة من مسلسلات قائمة.

وذكر موقع الأخبار الترفيهية والتكنولوجية "ذي فيردج"، أن الشركة ألغت مؤخرا، إنتاج أجزاء جديدة من مسلسلات ضخمة كمسلسل "أو إيه" الخيالي العلمي، ومسلسل الرسوم المتحركة المخصص للبالغين "توكا آند بيرتي"، نظرا لعدم وجود جمهور كبير لهما، مما تسبب باستياء لدى متابعي المسلسلين، ولدى القائمين عليهما، وقالت المسؤولة عن المسلسل الثاني، ليسا هاناولت، إن الخوارزمية (المعادلة) التي تعمل في منصة الموقع، هي جزء من أسباب عدم وصول المسلسل إلى عدد كبير من المشاهدين، وبالتالي إلغائه.

وأُلغي مسلسل "توكا آند بيرتي"، بعد ثلاثة أشهر فقط، من عرضه على المنصة. فيما أُلغيت مسلسلات أخرى في السابق بعد عرض موسمين منها أو ثلاثة، رغم إثباتها نجاح نسبي.

ويواجه القائمون على هذه الأعمال، من مخرجين ومبدعين ومؤلفين وغيرهم، مشكلة كبيرة مع "نتفليكس"، لأن الشركة تتحفظ على جميع المعلومات حول نسب المشاهدة، أو عدد المشاهدين للبرامج، الأمر الذي يعني أنه ليس بوسع صناع المسلسلات هؤلاء، أن يعلموا مصير إنتاجاتهم.

وانعكس تردد "نتفليكس" في الاستمرار بإنتاج المسلسلات والأفلام بالسرعة السابقة، على أرباحها التي تضررت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خصوصا أن مشتركين كُثر في الولايات المتحدة، قرروا إلغاء اشتراكاتهم في سابقة لم تحدث منذ أكثر من عقد.

وعزت الشركة هذا العزوف "المفاجئ" عنها، إلى النقص في الإنتاجات الضخمة، وارتفاع الأسعار، المصحوبين بدخول شركات كبيرة أخرى في المجال.

وقال "ذي فيردج" إن قرار الشركة بمنح المبدعين مساحة أقل من أجل إثبات جدارة أعمالهم، يرتبط ارتباطا وثيقا بكيفية جني الشركة لأرباحها، حيث أنها لا تعتمد على الإعلانات، مما يجعلها أقل حماسا لطلب أجزاء إضافية من المسلسلات، بخلاف شبكات التلفزيون التقليدية.

وبالتالي، فإن الشركة تصب اهتمامها الأساسي على جذب مشتركين جدد، وتميل إلى عدم التركيز في الحفاظ على المشتركين القدامى، بحسب ما نقله موقع "هوليوود ريبورتر"، وهذا يعني أن إعادة إنتاج أجزاء جديدة لمسلسلاتها، أصبح أمرا ثانويا يأتي بعد هدفها الأساسي المتمثل في سعيها إلى إنتاج أعمال جديدة، وضخمة، طوال الوقت.

وذلك ينبع من أن معظم المشتركين الجدد لا يميلوا إلى الانضمام إلى منصتها بسبب إصدار أجزاء إضافية من أعمالها السابقة، بل لمشاهدة مسلسلات جديدة بالكامل.

وأوضح الموقع أن الجيل الأول من أعمال "نتفليكس" لم يواجه الضغط الذي تواجهه مسلسلاتها الجديدة، فلم تكن هناك الكثير من الأعمال الخاصة بها، فقد كانت تقتني مسلسلات موجودة أصلا، ناهيك عن أنها كانت الشركة الوحيدة في المجال، ولم تكن بحاجة إلى التركيز على المنافسة مع شركات أخرى، كما يحصل اليوم.

وتسعى الشركة الآن إلى إبرام عقود مع كبار المخرجين والمؤلفين المعروفين، بمبالغ طائلة، من أجل جذب اهتمام أكبر عدد من الراغبين باستهلاك هذا النوع من المنتوجات الترفيهية، فرغم التكلفة الباهظة، تُعد المخاطرة في وضع أسماء المشاهير على إنتاجاتها، مقارنة بالمغامرة في إتاحة المجال للمبدعين الجدد لإنتاج أعمالهم. 

التعليقات